أكد الباحث علي معتوق الحرز أن اللغة العربية هي الأقوى في ثراء المعاني، فالثروة اللفظية فيها لايمكن إحصاؤها أو حصرها، وإن لبعض الكلمات نفسها أكثر من خمسين معنى، مشيراً إلى أن أكثر من 422 مليون شخص حول العالم يتحدث العربية.
واستدرك، بأنه على الرغم من ثراء العربية إلا أننا قد نجد بعض العبارات الدخيلة عليها والتي قد لانجد لها تفسيراً إلى بإرجاعها إلى لغة أخرى، مستشهداً بـ “وايت ريمبو وال يومي، وهي جملة تختبىء خلفها قصيدة اعتدنا قراءتها على العريسين ليلة زفافهما، وقد جاءتنا من آثار الاستعمار الإنجليزي، حيث أن الأصل فيها : ” whait rainbow while you and me”، ومعناها “قوس قزح أبيض بينما كُنا معاً”.
وأضاف، أسطورة “ماعت” لايزال تأثيرها باقياً حتى عصرنا الحاضر، فهي السبب وراء الكلمة الشهيرة المتعارف عليها حالياً “على راسها ريشة “، الأمر الذي يؤكد ارتباط وجود المرأة بالتميز والرفعة، فالحضارة الفرعونية خير دليل على المكانة التي كانت تحظى بها المرأة في مصر القديمة.
جاء ذلك في الأمسية التي نظمتها جمعية أم الحمام، الخيرية يوم السبت الموافق 22 ديسمبر 2017، بحضور 26 سيدة والتي أُقيمت في مكتبة جدل بأم الحمام.
ومن جانب آخر، عرف الحاضرات بتحولات بعض الكلمات والأسماء الدارجة والمتداولة باستمرار، منوهاً أن اللغة تفاعل حضاري يعبر فيه الإنسان عن خلجات نفسه، وشدد على أهمية القراءة التي تثري العقول بالتطور الحضاري الثقافي.
واستعرض الحرز أسماء بعض النقاد والشعراء ودورهم البارز في الحركة النقدية للنصوص الأدبية، مؤكداً أن النقد مازال يعج بالنشاط الثقافي والإنتاج الفكري.
وأضاف، معظم اللغات غير مقننة ولا قواعد لها متفق عليها بينما اللغة العربية تجمعها القواعد والمعايير والأنظمة، ومن ثم لا خوف على مستقبل اللغة رغم الرؤية التشاؤمية.
وفي الختام، اصطحب الحرز الحاضرات بجولة تعريفية لمكتبته، والتي تضم ثلاثين ألف كتاب ومئة ألف جريدة ومجلة، مبيناً أهمية التدوين في حفظ ماضينا وتراثنا.