ميز الله تبارك و تعالى الإنسان عن غيره من المخلوقات بقدرات هائلة على الاتصال و التواصل مع الوسط الذي يعيش فيه ، عن طريق الاتصال اللغوي بالألفاظ كتابة أو كلاماً منطوقاً ، مسموعاً أو عن طريق الاتصال غير اللغوي ، بالإشارة و حركات الأيدي و الرأس و تعابير الوجه و لغة العيون ، و في هذا الموضوع سأتكلم عن الأفيزيا أو ما تسمى بالحبسة الكلامية في نواحي معينة لمعرفة ماهي الأفيزيا .
• ماهي الأفيزيا ؟ هي خلل أو اضطراب مركب في استخدام اللغة ، نتيجة إصابة أو تلف في خلايا قشرة المخ ، تؤدي إلى معاناة الفرد المصاب من صعوبة في فهم أو استخدام الرموز اللغوية في التخاطب او التواصل .
• هل الأفيزيا وراثية ام لا ؟ الأفيزيا إعاقة مكتسبة غير وراثية يمكن أن تصيب اي فرد .
• هل الأفيزيا تصيب أعمار معينة أو جنس معين ؟ الأفيزيا تصيب جميع الاعمار و تصيب الذكور و الاناث .
• بعد أن تعرفنا على الأفيزيا بشكل خاص نذكر اسبابها و اعراضها .. تعود اسباب الأفيزيا إلى الجلطة الدماغية و ضربات الرأس كالتي تنتج عن الحوادث و الأورام الدماغية و غيرها من الأسباب التي تصيب الدماغ فتؤثر على مناطق اللغة في المخ .
ومن أعراض الأفيزيا عدم القدرة على التواصل عن طريق الكلام و عدم القدرة على فهم اللغة و عدم القدرة على النطق ليس بالضرورة أن يكون سبب شلل العضلات أو ضعفها و عدم القدرة على تكوين الكلمات و تسمية الأشياء و ضعف في طلاقة الكلام .
• كيف تكون مشاعر الشخص المصاب بالأفيزيا عند الكلام :-
غالباً ما يعاني مصابي الأفيزيا من الإحباط و التشتت لعدم قدرتهم على الكلام بشكل صحيح او استيعاب الأمور كما كانو من قبل التعرض للجلطة الدماغية ، فقد يتصرفون بشيء من الغرابة بسبب التغيرات التي حدثت فالمخ .
• علاج الأفيزيا :-
يوجد اعتقاد خاطئ لدى بعض الناس في المجتمع أنه لا يوجد علاج الى الأفيزيا كونها ناتجة عن إصابة بالدماغ و إصابات الدماغ لا تشفى ولكن الصحيح أن مرضى الأفيزيا الذين يتلقون علاجاً لغوياً يتحصنون و في الحقيقة فإن المراجعة الموضوعية لنتائج الأبحاث العلمية في الخمس السنوات الماضية تبين أن إصابة الدماغ يمكن أن تشفى .
وقد تضمنت بعض البحوث الأخيرة اخباراً حديثة عن استخدام عقار Bromocriptine بالمصالحة مع العلاج النفسي لبعض حالات الأفيزيا المترتبة على الإصابة في حادث بالرأس ، و كانت نتيجة تحسناً كبيراً في القدرة على الاتصال اللغوي .
• نصائح و ارشادات حول المجتمع و الأفراد المحيطة ب الأفيزيا :-
عند الحديث مع مريض يعاني من الأفيزيا ، لابد من توفير أجواء خالية من عوامل التشتت ، و من المفيد التحدث مع المصاب بالأفيزيا ببطء و وضوح . اذا كان المصاب يعاني من مشكلة في الاستيعاب ، حاول أن تستخدم جمل قصيرة و وقفات قصيرة بين الجمل . حاول أن تستخدم الإشارات و لغة الجسم مقروناً بالكلام لزيادة قدرته على فهم الرسالة ، أعطه فرصة كافية للإجابة و إذا أردت الاستفسار عن أمر معين حاول أن تستخدم أسئلة تكون إجاباتها نعم أو لا أو كلمة مفردة . و تذكر دائما أن المصاب بالأفيزيا لم يفقد قدراته الذكائية و العقلية و إنما هو يعاني من صعوبات في التخاطب .
وفي الختام إن أحسنت فمن الله ، و إن أسأت فمن نفسي والشيطان
