ذكر مهتمون أن وضع الأهداف وجدولتها تعد أولى الخطوات في تنظيم الوقت وإدارته، مؤكدين أن التكنولوجيا، تعد وسيلة نوعية، تساهم بشكل فعلي، في ذلك، لاحتوائها على برامج ومميزات تمنح الإنسان المسافات في إنجاز الأعمال الكثيرة في وقت قصير.
وبين اختصاصي نفسي أول، ماجستير علم النفس الإكلينيكي حسين الناصر، بأن خطوات تنظيم الوقت وإدارته، تكمن في تحديد وكتابة قائمة بالأعمال المراد إنجازها، والابتعاد عن المشتات، وتقسيم المهام الكبيرة لأجزاء صغيرة، وتحديد الأوقات، التي يكون الشخص فيها أكثر إنجازًا في الصباح أو المساء على حد سواء، كذلك التركيز على تحقيق الفاعلية، وتقبل نقاط الضعف وجوانب القصور، وتفعيل عنصر الاستراحة بين الوقت والآخر.
وقال: لا شك أن استخدام الوسائل الحديثة ساهم وساعد في كل المجالات، مختصرًا الزمن، مشيرًا إلى أن ثمة برامج وتطبيقات كثيرة موجودة، يمكنها المساعدة في تنظيم الوقت والتذكير بالمهام وقائمة الأعمال المختلفة، بالإضافة إلى أنها تحدد المدة اللازمة للقيام بمهمة ما، لتقوم بدور قياسي وتعطي تغذية راجعة للتقدم من عدمه، كما تساعد في التخطيط واختيار أنسب طرق التنفيذ.
وأكد على تحديد الأولويات من ضمن المهام المتعددة، بأنها تعد جانباً رئيسيًا في إدارة الوقت، مفيدًا بأنه لن يكون له ثمرة إذا لم يكن له أهداف، لافتًا إلى أن العملية تنظيمية، وصياغة الأهداف، تأتي أولاً، ثم البناء على ذلك ترتب الأولويات، موجهًا وحبذا لو كان هناك أهداف طويلة المدى وأخرى قصيرة، أهداف سنوية، شهرية، أسبوعية وأخرى يومية.
وقال: في إدارة الوقت، ينبغي أن تكون ثقافة ونمط حياة، لا أن تكون موسمية أو طارئة، أو عنوانًا ترفيًا، فإذا أريد لإدارة الوقت أن تكون ثقافة، فلابد من خلق برامج تعنى بذلك، وتستهدف الطفل، المراهق، الشاب، كذلك المسن، كلاً حسب مرحلته النمائية، واحتياجاته.
وأبان بأنه يمكن استثمار الأجهزة الحديثة والتكنولوجيا في إدارة الوقت للطفل، مشيرًا إلى أن معظم الأطفال في هذه الأيام يملكون أجهزة مختلفة، فكما تحوي الألعاب والأناشيد والمسلسلات الكرتونية، حبذا أن تكون فيها برامج وتطبيقات تنظم وقته، وتشعره بموعد المذاكرة، موعد الاستراحة، موعد الترفيه، موعد النوم. وقال: يمكن استخدام ذلك مع غير الطفل كذلك.
وأشارت الناشطة إنعام العصفور إلى أنه بحسب البحوث والدراسات الحديثة، التي خلصت إلى أن الإنسان، يبدأ بفقدان الذاكراة في سن الثلاثين عكس ماكان شائعًا أنه في منتصف الخمسين ، لذلك عليه بزيادة كفاءة الذاكرة من خلال التدوين والتنشيط الفعلي لها من خلال القراءة، حل الألغاز والمعادلات، المشاركة في نشاطات أطفالهم وتعلم الأمور الجديدة.
وأضافت: يعتبر تدوين الإجراءات اليومية والأسبوعية، كذلك المناسبات الهامة ذا أهمية بالغة، وقالت: الوقت مورد نادر، لا يمكن تجميعه، ولا يمكنه إحلاله، وما مضى منه لن يرجع ويعوض بشيء، مشددًا أن تنسيقه وتنظيمه، يساعد الإنسان في تنظيم حياته ومن حوله، ليقيه الكثير من المشاكل المترتبة على الإخلال به.
وقالت : يسألني الكثير من الناس، من أين تأتين بالوقت للممارسة في كل ما تقومين به من عمل وأنشطة وعلاقات اجتماعية وأسرية، كذلك أنشطة فاعلة على – السوشل ميديا – ، لأجيبهم بكل بساطة، أنها مسألة تكمن في وضع الأهداف، وتحديد الأولويات، ليمنحني القدرة على إدارة الأزمات المفاجأة في الوقت.
وأردفت بأنها تحاول جاهدة التغلب على مضيعات الوقت، كسوء الإدارة وعدم كفاية التنظيم، البدء في تنفيذ أية مهمة قبل التفكير فيها والتخطيط لها، والانتقال إلى مهمة جديدة قبل إنجاز المهمة السابقة، و الاهتمام بالمسائل الروتينية قليلة الأهمية.
وأكدت أن الوقت يعتبر موردًا من الموارد المتاحة للفرد والمجتمع على حد سواء، يجب استغلالها بكفاءة، منوهة إلى الدين الإسلامي والحضارة العربية، تولي أهمية للوقت.
واستشهدت بالقول المأثور عن الإمام علي ” ع ” : “من تساوى يوماه، فهو مغبون” ، كذلك قول الشاعر أحمد شوقي: دقات قلب المرء قائلة له .. إن الحياة دقائق وثواني.
وأشارت إلى أنه في ظل التقدم العلمي والتكنولوجي، التي تسعى في تطوير الأساليب التقليدية وتوفير الوقت في إنجاز الأعمال، وقالت: إن الأجهزة الحديثة تربط المهمام في الإيميل على الهاتف النقال، لتذكر بالمواعيد التي قد يغتالها النسيان، لتسهم في عدم تضارب الاجتماعات، بالتالي في عدم حدوث المشاكل وتعكير المزاج، تباعًا حفظ الملفات والمعلومات بشكل يضمن عدم إضاعة الوقت، لتصبح من الأدوات الهامة.
وشددت على ضرورة الاستخدام العادل للتكنولوجيا يوميًّا، ذلك من خلال تخصيص وقت محدد، لاستخدام الأدوات الحديثة، حتى لا تعود على الإنسان بالسلبية، ولكي يوازن بين المجتمع الحقيقي والافتراضي، داعيةً بأنه يجب ألا يختلط الواقع بالخيال في استخدام التكنولوجيا، وألا يصل إلى حد الإفراط فيها.
وقالت: يجب على الإنسان، الشباب خاصة، أن يتعاملوا بحرفية مع مكامن التغيير من حولههم، أن يقاوموا رغبة التقليد في الأمور، مبينة بأنها سوف تسوقه للوقوع في فخ ضياع الوقت، وبالتالي ضياع أهدافه الحقيقة ومستقبله، مما يعود بالسوء على تنمية المجتمع بأسره.
وذكر الدكتور سعيد الجارودي، الذي حصل على براءات اختراع في علاج السرطان بمكونات الذهب مؤخرًا، أنه في ضفة أخرى، يجدف في تنظيم وقته وإدارته، معتمدًا بشكل كلي على ذاكرته دون الرجوع إلى الذاكرة الورقية.
وأشار إلى أن التكنولوجيا لها أثرها الإيجابي في تنظيم الوقت وإدارته، لكنها في ذاتية الوقت، ومن خلال الاستغراق باستخدامها لتكون عوضًا عن تفعيل الذاكرة، ستجعل من الذاكرة تعيش التبلد.
ودعا إلى المزاوجة بينهما، من باب لا إفراط ولا تفريط، مغلبًا الذاكرة، نتيجة على تجربته التي يعيشها، ويبني عليها جدولة أعماله و إدارتها.