بين الناقد والكاتب المسرحي والسيناريست عباس الحايك، بأنه لا يخفى على المتابع للأعمال الدرامية بمختلف ألوانها، أن الأفلام الكرتونية “الإنيمي” لها تأثيرها على الطفل، في صياغة عقليته وسلوكه، موضحًا أن هذا اللون الفني، يحتاج إلى معرفة ثقافية بنمو الأطفال وبيئتهم الاجتماعية والأسرية والنفسية، وكل حيثيات عالم الطفولة، ما تعيشه وما تعنيه.
وعلق على أن غياب صناعة الأفلام أو الفلاشات الكرتونية في القطيف من صناع الأفلام، بأن هناك بعض التجارب لكنها لا تفي الغرض.
وقال: إننا نلحظ غياب تجارب من القطيف في مهرجانات الأفلام، التي تضع الأعمال الكرتونية ضمن مجالاتها، منوهًا إلى أنه – ربما – يعود الأمر لصعوبة الاشتغال على هذا النوع من الأعمال، ومدى ما تكلفه ماديًا وجهدًا، موضحًا أن هذه الأعمال تمر بمراحل من قصة وسيناريو ورسم، وتحريك، وتحرير، ودبلجة.
وأكد أن المعوقات التي تجتاح صناع الدراما الكرتونية تُعنى بالطفل في القطيف، تكمن في الجهد والتكاليف، مشيرًا بأنها أكبر عقبة، وقال: إن أفلام الكرتون، خاصة تلك الموجهة للطفل، تحتاج لمراحل عمل طويلة، بداية بالقصة، التي يجب أن تلامس ذهنية الأطفال، ثم تمر بمرحلة كتابة السيناريو، الرسوم، والتحرير و الدبلجة.
وأكد أن هذه المراحل، أصعب بكثير من مراحل تنفيذ الأعمال الدرامية العادية.
وأجاب على أن الأعمال الموجهة للأطفال والدراما، سابقًا تقدم رسالة تربوية، من حيث التركيز على الأخلاق و القيم، بأن هذه تحتاج لتخصص، وقال: لنعود مثلاً لبرنامج افتح يا سمسم، البرنامج حشد عددًا كبيرًا من الكتاب والتربويين القادرين على كتابة مشاهد تلامس ذهنية طفل الأمس.
وسأل: هل نستطيع هنا أن نملك هذا الحشد القادر والواعي لمراحل نمو الطفل وقدراته على التقبل والتلقي، لافتًا إلى أنه بالإمكان استغلال التقنيات الحديثة وبرامج التواصل الاجتماعي.
وقال: اليوتيوب مثلاً صار التلفزيون الافتراضي الجديد، أطفالنا يتنقلون من برنامج لآخر، وهذا البرنامج فيه من الغث الكثير، الذي يؤثر سلبًا على سلوكيات الأطفال، ويبدل قائمة متطلباتهم، ويجعل من شخصيات اليوتيوب قدوات،
ودعا بلغة الاستفهام: لماذا لا يتم استغلال هذه المنصة؛ لتقديم مثل هذه الأعمال، مشددًا على أنه يجب أن تكون قادرة على الاقتراب من إبداعات تجارب أخرى لتبدع.
وذكر الممثل و المخرج المسرحي ماجد السيهاتي، بأنه – حسب علمه – أن المادة الكرتونية ” الإنيمي” تكلفتها عالية، لهذا لا نبصر إلا القليل منها في القطيف، رغم تأثيرها الشديد على الأطفال، مبينًا أنه إذا أردنا العمل على الإنيمي، لابد أن نقرأ تجربة اليابان فيه من جميع نواحيها، خصوصًا في استخدام موروثهم وبطرح عالمي.
وأوضح أن المعوقات التي تكتنف صناع الأفلام، لتحريك بوصلتهم باتجاه الأفلام الكرتونية، تأتي في تكلفتها العالية وعدم التفرغ من العاملين.
وقال: نحتاج أن نتعلم كيف نطرح الأمور التربوية، كي تصل بدون تنفير للمتلقي، ابتعادًا عن الطرح الضعيف المستوى، وللأسف الشديد، شخصيًا أجد صعوبة في اقتحام عالم الطفل، لهذا لا أريد العبث في هذا العالم.