ما عنده مخ !!!

لا يمكننا وصف التأثير النفسي البالغ أعلى درجات الإيذاء و السوء ، لكلمة جارحة لا يحسب أحد الوالدين لما تحدثه من جرح غائر في نفسية ابنهم ، لمجرد وقوعه في خطأ أو تقصير على مستوى الواجبات المدرسية أو المنزلية ، و كأن استباحة شخصيته بصنوف الكلمات المسيئة نوع من العقاب و الإرشاد !!

عندما يتعرض الابن لأي نوع من الإهانة التي تكسر خاطره و تحط من قدره أمام إخوانه أو زملائه ، فإنه يصاب بحرج شديد قد يقوده مستقبلا نحو التمرد و العناد كنوع من رد الاعتبار لنفسه ، أو يصاب بالإحباط و الكبت فيؤثر الانزواء و التداري عن أصحابه ؛ لئلا يتكرر له مثل هذه المواقف المؤلمة التي قد لا تنسى ، فبعض الآباء يجهلون مقدار التأثير السيء على نفسية الابن عندما تجرح مشاعره و تهينه و خصوصا أمام الآخرين ، بل و قد يتمنى أنه لم يوجد في مثل هذه الأسرة و هذا الأب أو هذه الأم الذين بدلا من إشباعه عاطفيا بالرعاية و الاهتمام ، و إذا بهم يكسرون جدارية الاحترام و الثقة بالنفس عنده ، و يوجهون له من العبارات و الكلمات ما يوجه له رسائل سلبية .

التأنيب ذو النبرة العالية له ارتدادات عكسية لا يتوقعها الوالدان ، و مهما كان تبريرهما في تعنيفه و ادعاء أن العقاب أمر ضروري لضبط سلوكه و توجيهه ، فإن ذلك لا يعني التصرف معه في لحظات طيش بتهور و انفعال ، فيرمى بكرات نارية حامية .

لا يمكننا أن نقول بترك الطفل بدون توجيه و تعليم له بالقيم الأخلاقية و السلوكيات الاجتماعية المقبولة و المحببة في شخصيته ، و لكن ليتم ذلك بأسلوب حسن و جميل لا يجرح مشاعره و لا يؤذيه نفسيا ، فالعلاقة المبنية على المحبة و الاحترام مع الأبناء تتيح الفرصة لتوجيههم عندما يخطئون بكل سلاسة و سهولة بعيدا عن العنجهية المتهورة ، فبالحوار الهاديء يمكن تعريفه بخطأه و تقصيره و توجيهه نحو التصحيح ، مع الحفاظ على كرامته و ماء وجهه بالنصح له همسا و بعيدا عن تواجد الغير ، مما يسهم في تقبله للملاحظة و العمل على تطبيقها .


error: المحتوي محمي