
كشف الباحث في التاريخ سلمان رامس لـ”القطيف اليوم”، عن وقوع نص تاريخي بين يديه، من كتاب للمؤرخ وصاف الشيرازي المتوفى عام 719هـ، يثبت أقدمية قلعة تاروت الأثرية، ويعود بها إلى ما قبل القرن السابق الهجري.
وأوضح رامس بأن قلعة تاروت الرابضة بشموخ وسط الجزيرة، تعتبر وبحق أهم شاخص أثري على الساحل الشرقي للملكة و بجانبها عين العودة التي تعود لآلاف السنين و تاريخ المستوطنة يعود إلى أكثر من 4000 سنة قبل الميلاد و الكثير من المتروكات الأثرية منها ما علمنا به ومنها ما لم نعلم، حتى اعتبرها جيفري بيبي ليست مجرد أقدم منطقة في المملكة العربية السعودية بل أقدم موقع لمدينة في الخليج العربي، وقال لقد أمضّنا العذاب في معرفتنا بأن هناك موقعاً واحداً فقط يمكن أن نتتبع القرون المفقودة من خلاله وذلك الموقع هو تل تاروت ولم يكن ذلك من فراغ أنه يعلم يقيناً بأهمية الموقع ومدلولاته التاريخية والحضرية، مقارنةً بما حوله من المواقع في البحرين والظهران والجبيل وثاج.
وأضاف: “لقد صنف موقع العبيد بمراحل أربع تؤرخ إلى الألف الخامس والرابع قبل الميلاد وفي مجلة كندة الصادرة عن الجمعية السعودية للدراسات الأثرية يعتقد الأستاذ على المغنم أن جزيرة تاروت تضم شواهد للاستقرار الحضاري خلال العصور الثلاثة التي سبقت الكتابة 3500 _ 3000 قبل الميلاد حيث كانت جزيرة تاروت مركزاً تجارياً مهماً، بل لم تكن كذلك فحسب بل كانت أيضاً مركزاً لإنتاج البضائع، ويعتقد الباحثون أن جنوب الربيعية يضم أكبر مصنع للأواني الحجرية على مستوى الخليج”.
وأشار رامس إلى أن البعض يشكك في أن يكون لقلعة تاروت عمراً اقترب من الألف سنة لشح النصوص التي تذكر القلعة بالذات غير أنه كان ممن يرى أن مقسم القصر الذي ذكر في المعاهدة بين الحاكم العيوني وحاكم جزيرة قيس عام 606 للهجرة كان يعني قصر تاروت كما يسميه السكان إلى هذه اللحظة.
وأكد بأنه في كتاب تحرير تاريخ وصاف، لوصاف الشيرازي المتوفى عام 719 للهجرة، يذكر سيطرة أبي بكر السلغري على أوال والقطيف وقلعة تاروت عام 641 للهجرة.
وأكد بأن النص الذي وقع بين يديه يقول أنه بعد أن سيطر على أوال وطرد الأمير محمد بن أبي ماجد في يوم الجمعة الثالث من ذي الحجة سنة 633، استولى على القطيف التي كانت تحت سيطرة العرب البدو بعد الاستيلاء على قلعة تاروت التي بنيت على تلة سقطت في ربيع 641 وقتل أبو عاصم بن سرحان بن محمد بن عمرو بن سنان الذي كان من وجهاء ومشايخ تلك البلد (الديار).
وقال آل رمس: “ذكر لنا المؤرخ محمد سعيد المسلم بأن السلغريين أو ما سماهم الزنجيين قد اكتسحوا أوال والقطيف عام 640 للهجرة غير أنه لم يذكر أنهم احتلوا قلعة تاروت ومع الأسف فهو لم يذكر لنا حتى المصدر الذي أخذ منه غير أن تاريخ وصاف كان واضحاً في ذكر القلعة”.
وختم رامس بقوله: “هكذا نكون قد أسدلنا الجدل القائم عند البعض، وصححنا الخطأ الذي توهمه البعض بأن تكون هذه القلعة برتغالية، تعود لوسط القرن السادس عشر الميلادي، وإلى غير ذلك من الأقاويل، فيكون الرأي المرجح إلى هذه اللحظة أن هذه القلعة تعود للعهد العيوني، ويكون عمرها قد قارب الألف سنة حتى يظهر لنا دليل آخر يمكن الاعتماد عليه يعطيها عمراً أكبر من ذلك”.
ضوئية للوثيقة من كتاب الشيرازي
تنويه: مصدر صور القلعة الصحف المحلية