رحيل الأستاذ

رحمك الله يا أبا محمد ..

الوجيه الأستاذ جعفر ابن الحجة المقدس العلامة الشيخ حسين القديحي رحمة الله عليهما
لقد كان علامة بارزة في القديح بلا منازع .. شخصية جذابة .. يتعلم التواضعُ بين يديه .. يأسر الصغير قبل الكبير بدماثة أخلاقه .. وابتسامته ، بل وضحكته الهادرة بالتفاؤل والحياة ..
شخصية نادرة بالفعل .

لم أكن أحلم في يوم من الأيام أن أكون تلميذاً بين يديه ، وكيف لي وأنا آراه في صغري قامة شامخة ، وشخصية مهيبة ، ذو ثقلٍ اجتماعي من الطراز الأول فرضه بأسلوبه المتميز .
وإذا الأيام والسنين تدور فأجدني عضواً في مجلس إدارته لنادي مضر ، ولفترتين متتاليتين مجموعهما ثمان سنوات ، غرفت من علومه ومعارفه وخبرته ونصائحه وتسديداته أكثر مما كنت أنتظر وأتمنى وأتوقع ، وصرت بفخر تلميذاً نجيباً بين يديه بالفعل ، ولو كانوا يعطون شهادات للإداريين بعد فترات خدمتهم لنلت أعلى الشهادات والأوسمة ، كل ذلك بفضل أستذته الرائعة رحمة الله عليه .

لقد صب علم الإدارة في عروقي صباً ، وتشربتها تشرب المتمكن ، وأقول ذلك ليس افتخاراً بنفسي ، وإنما افتخاراً واعتزازاً وعرفاناً بأستاذي الأول في علم الإدارة وفن اتخاذ القرار ، وإدارة الأفراد والأموال ، وأساليب التعامل مع الآخر ، وحل المشاكل العاجلة والآجلة ، وغير ذلك الكثير الكثير من ذلك الذي جعل إدارة الشيخ جعفر نموذجاً يحتذى في فن القيادة والإدارة .

لقد شهد النادي في الفترات الذي تولاها المرحوم قفزات جعلت من مضر القديح نادياً رائداً بين أندية المنطقة ، فلم تخلو منه المنافسات الرياضية ، ولم يكن كذلك المجالين الثقافي والإجتماعي بعيدين عن منافسة الرياضة من خلال ما كانا يحييانه من أنشطة وصلت بهما إلى المشاركات على مستوى المنطقة والمملكة، وحصد الجوائز الأولى كلما شارك منتسبو النادي ذلك الوقت .

إن ما خلفته إدارة المرحوم أبي محمد من إبداع إداري لافت لازال منهجاً تحتديه الإدارات المتعاقبة ، سواء على المستوى الإداري القيادي أو التنفيدي ، أو على المستوى الشخصي المتمثل في محاولة محاكاة شخصيته الفذه والتي نتمنى أن تتكر ، وإن كنت لا أظن ذلك مطلقاً ، إنه يوم حزين يوم رحيلك أيها الوجيه العزيز ، سواء على شخصي ، أو على أي فرد في القديح ، فرحمك الله رحمة الأبرار يا فقيد القديح والقطيف والوطن.


error: المحتوي محمي