بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على الحبيب المسدد والمصطفى الأمجد سيدنا وحبيب قلوبنا محمد وال بيته الطيبين الطاهرين
كلنا يعلم أهمية الصلاة والصوم في الشريعة الإسلامية ولكلا منهما أحكام خاصة ترتبط بالظروف الزمانية والمكانية والتي تحكم طريقة أدائهما والأمثلة الواردة هنا تحاكي الواقع تماما في الزمن الحالي مما يسهل على المتلقي فهم الصورة المطلوبة كما ينبغي ألتأمل لها بدقه . ونستكمل بحثنا السابق بشأن صلاة المسافر(من صلى تمام في مورد القصر وبالعكس).
إنما نسلط الضوء في هذا البحث على ((مسألة صلاة وصوم من كان مقر عمله أو دراسته مسافة شرعية )) . ونظرا لما تتطلبه المسألة من دقة في الأحكام آثرنا أن نزودها بالأمثلة في صورة جلية للقارئ .
✍🏻منهجية البحث في بيان مايلي :-
1-تعريف المسافة الشرعية
2-المورد الروائي لتعريفها
3-حكم من أتخذ السفر عملا له
4-تحديد عنوان كثير السفر
5-تحديد عنوان الوطن الاتخاذي
6-تسريت أحكام من عمله السفر بالطالب الذي يقطع مسافة لدراسته .
أولا :-تعريف المسافة الشرعية فهي
1- امتدادية 44 كيلو يعني ذهابا 44 وإيابا 44 كيلومتر
2- تلفيقية 22 كيلومتر ذهابا و 22 إيابا .
** ومبدئها من بلد المسافر إلى مقصد سفره
مثال/من القطيف الى الأحساء
لكل منهما أحكام خاصة تبتني عليها الصلاة والصيام.
ثانيا:-المورد الشرعي لتحديدها
كموثقة سماعة: «سألته عن المسافر فى كم يقصر الصلاة؟ فقال: فى مسيرة يوم، وهى ثمانية فراسخ»(1) جعل المدار على الثمانية.
ثالثا :-مسألة متفق عليها في المقام (من اتخذ السفر عملا وشغلا له يتم صلاته وصومه) .
رابعا :- مسألة خلافية في(حكم كثير السفر ) وتتحقق منه كثرة السفر نوضح ذلك بمثال /
الموظف أو الطالب الذي يدرس أو يعمل بالأحساء ومقر سكناه القطيف. ويتردد على مقره في كل يوم ويرجع لأهله . يعني يتكرر منه في الشهر عشر سفرات. هذا حكمه التمام في صلاته وصومه وفي جميع اسفاره.
ملاحظة هامه:-
( بداية الشهر الأول يحتاط بالجمع لكونه لم يتحقق منه السفرات ال 10 التي بها يصدق عليه بعدها كثير السفر ويقصد الإستمرار ستة اشهر من سنة واحدة أو ثلاثة أشهر من سنتين فما زاد) .
خامسا:-كما أوضحنا بالمسألة الرابعة لكن أختلف العنوان وأصبح يستقر في مقر عمله أو دراسته 5 أيام ويعود لأهله يومان في كل أسبوع هنا يصدق في حقه حكم (الوطن الاتخاذي) . ويترتب عليه الصلاة تمام والصيام في مقر عمله أو دراسته ويقصر ويفطر في الطريق إلى أهله وبالعكس.
سادسا:-مسألة خلافية في المقام
(في ترتب أحكام من اتخذ السفر عملا وشغلا له على الطالب الذي يكون مقر دراسته مسافة شرعية) سوف اوضح منشأ الخلاف بشكل مختصر لجمالية البحث ليس إلا.
وأما اعتبار عدم اتخاذ السفر عملاً، فهو مورد اتفاق فى الجملة. وتدل عليه صحيحة زرارة: «قال: أبو جعفر عليه السلام : اربعة قد يجب عليهم التمام فى سفر كانوا او حضر:المكاري،والكري،والراعي، والإشتقان لأنه عملهم» وغيرها.
الرواية واضحة الظهور في اختصاص التمام لمن كان عمله السفر فكيف يتم تعديتها للطالب أو لغيره، بمعنى آخر نبقى نحن وحجية الظهور و الإختصاص أي نجمد على النص وعدم التعدي أو يمكن الاستظهار كونها ناظرة إلى عنوان أوسع يمكن تعديتها ونقول بأنها تشمل لكل من تحقق منه حتى عنوان الدراسة ونرتب عليه أحكام من اتخذ السفر عملا وشغلا له . لكن من المناسب في المقام إلحاقه به تمسكا بعموم التعليل.
الخلاصة :-
1-من أتخذ السفر عملا وشغلا له يتم في صلاته وصومه .
2-كثير السفر يتم ويصوم في جميع اسفاره سواء لعمله أو لغير عمله .ويشمل الطالب والموظف الذي يبعد عمله عن محل إقامته مسافة شرعية ويتردد عليه كل يوم ذهابا وإيابا.
(رأي زعيم الحوزة العلمية بالنجف الأشرف السيد السيستاني دامت بركاته ) .
3-الموظف والطالب اذا أستقر في مقر عمله ومحل دراسته خلال الايام الرسمية للأسبوع وينزل لأهله ومحل سكناه في يومي إجازته الأسبوعية . فمحل دراسته وعمله يكون مقرا له فيتم هناك صلاته وصومه ويقصر ويفطر في الطريق .
وفي نهاية المطاف أتمنى أن أكون قد قدمت صورة جلية أمام المعنيين بهذه المسائل الإبتلائية .سائلا الله عزوجل القبول وأن ينفع بها كل طالب حاجة في مضمار التفقه في الدين .
✍🏻 هذا البحث بقلمي
من مقتطفات دروس أستاذنا آية الله الشيخ فتحي الجنوبي دامت فوائده.