جمعياتنا والعمل التطوعي

همسة : وجودك في الجمعيات الخيرية متطوعًا ، ليس معناه أن لا تكون متميزًا في أداء مسؤولياتك باحترافية ونوعية ، مستندًا على أنه عمل تطوعي لا أكثر .

تمثل الجمعيات الخيرية في أي زاوية من زوايا عالم الإنسان والحياة الاجتماعية ، فسحة خضراء ، يتغنى بها العمل التطوعي ، وتشد فيها الخطوات ، للإنسان المتطوع . ثمة شيء ، يختلج بذاتية الإنسان المتطوع ، سعيًا في الارتقاء النفسي والذاتي ، حقيقة قد يظن البعض ، أن العمل التطوعي ، يمنح الإنسان ” برستيجًا ” ، يزيد الإنسان مكانة اجتماعية ، ليحرز في منظوره لونًا ، يُفرده عن الآخرين . إن العمل التطوعي ، يعد تكاملاً ذاتيًا ، شرفًا يتقلده الإنسان – المتطوع – ، بكونه صادقًا مع الآخر – الإنسان – ، كذلك المجتمع . وعطفًا على الجمعيات الخيرية ، التي أخذت على عاتقها خدمة المجتمع بكل أطيافه وفئاته ، حيث أنه لا تستغني بالضرورة عن مشاركة الآخر – الإنسان – ، إلى الحالة النقدية الإيجابية منها ، بعيدًا عن لغات الازدراء والتهميش ، الداعية إلى إسقاط الآخر أو إقصاء مكون من مكونات المجتمع . .

إن تفعيل العمل التطوعي في بوتقة الجمعيات الخيرية ، تفعيلاً ثقافيًا ، لا يخبو أن يكون وعيًا فكريًا ، قبل أن يأتي عملاً ميدانيًا ضمن اللجان . ينبغي حقيقة لا مجازًا ، أن تسعى ـ جمعياتنا الخيرية – ، إلى تثقيف العاملين فيها ، على ماهية العمل التطوعي ، وكيفيته ، مقوماته وأسسه ، الحالة النفسية ، التي يكون علها المتطوع ، كذلك أن يرسخوا مبدأ الشكر ، بألوانه المختلفة ، لتعانقه بأصابعها ، لتخط عبارة ” العمل التطوعي ” ، بأحرفها الكلية ، لا باحتوائها على الجزئية ، التي تبعث على التعفن ، لتزكم الأنوف رائحتها . وعليه فإنه لمؤكد أن العمل بلا ثقافة تطوعية ، تختزل الذات والفكر ، لتبزغ عملاً حقيقيًا ، جهدًا في غالبيته ضائع ، إذا ما تم دراسته من خلال النتائج بشكل علمي .

إن أرادت – جمعياتنا الخيرية – ، أن ترتقي سلم التطور في تقديم خدماتها في المجتمع – ، في ما يخص الجانب التطوعي – . ومما لا يدع مجالاً من الشك ، أن توفير البيئة المناسبة ، التي تجعل من نوعية المنتج جدلاً ، لأمر طبيعي – منطقي – . وعليه أن تقدم عملاً تطوعيًا ، فإنه جميل بذاته ، لكن الأجمل ، أن تقدم عملاً تطوعيًا متميزًا ، في جعبته نتائجًا نوعية . وعليه ينبغي على جمعياتنا الخيرية ـ لطفًا لا أمرًا ـ ، أن تتعامل مع المتطوع من جهة ، والأسر المستفيدة من خدماتها من جهة أخرى ، تعامل الاستثمار في المنتج ، أليس ثمة خيارات ، تكون ناضجة النتائج في تفعيل لغة استثمار الأفراد والكفاءات ‘ في الأسر المستفيدة أو المتطوعين أو الموظفين على حد سواء ، وإخضاعهم لبرامج تعليمية بمختلف التخصصات والهوايات وتنميتها ، ليكونوا مستقبلاً من الروافد المالية لأسرهم ، بدلاً من الإعانة ، التي تقدمها لهم الجمعيات الخيرية ، حيث تستمر لسنوات بدون استثمار لما يتمتع به أفراد الأسر المستفيدة ، كذلك من الروافد التطوعية والوظيفية ، التي تتمتع بالكفاءة والجودة ، التي لها الإيجابية على كل الأطراف .

ومن نافلة القول ، أننا بحاجة ماسة في بث القناعات في الأدمغة ، الأدمغة من لها سنوات ، تقتات على النمطية الكلاسيكية في التفكير ، منذ زمن ولازالت . إن الإيمان بوجود المشكلة أولى الخطوات في تغيير منهجية التفكير ، لتحل مكانها الحداثة في علاج المشكلة ـ إن وجدت لا سمح الله ـ ، لا ” التأقلم ” ، معها ووضع الأساليب ، التي تنتهج المنفعة الوقتية لا استمرارية المنفعة . وعليه فإن الجمعيات الخيرية إذا ما اجتهدت في بث القناعات المؤدية سبيلاً ، لتطوير الحالة ، حقًا سنبصر النتائج الطيبة النوعية . إن ” البلادة ” في مواجهة الواقع وعدم المبادرة بفتح الشرفات ، ليدخل الضوء ، سنظل في العتمة ، والخيارات ” مكانك سر ” .

لا يوجد في الذاكرة منذ بدأت الجمعيات الخيرية في ساحنا ، إلا أن نسمع ، ونقرأ ، نبصر أن كل العاملين في ساحها ، أضافوا الكثير مما جعلها تتقدم خطوات ، اجتهدوا ، صبروا الصبر الجميل ، أخذوا من وقتهم ووقت أسرهم ، اقتطفوا الأفكار من نخيلات بساتينهم ، كل ذلك وسواه في سبيل خدمة مجتمعهم ، وتخفيف آلامه وآهاته ، ليبلسموا أناتهم وجراحهم ، ليمسحوا على جبين اليتم . نعم ومع مرور السنوات ، تتطور الخدمات تباعًا وعطفًا ، تزامنًا مع تطور العصر . إن القادمين ، لإكمال ما بدأه الآخرون من سبقوهم ـ . إذا ما انفتحوا على الآخر ، كذلك تزودوا بالأمل والطموح ، وعشقوا خدمة المجتمع بكل لغات الحب والإنسانية ، سيكون الإبداع بوصلتهم وبيئتهم . شكرًا لكل جمعياتنا الخيرية ولكل إنسان ، يخدم مجتمعه ، ليرتقي وصولاً للقمم الشماء .


error: المحتوي محمي