البحاري: المطرود.. 55 عاماً تطعم ضيوف الحسين المحموص

ما إن حلت ذكرى الأربعين حتى تحول منزل الحاجة مدينة صالح المطرود إلى خلية نحل، حيث عادت أم صادق الغاوي لفتح مضيفها الذي يقع على أطراف قرية البحاري لتكمل حكاية العشق الحسينية وتقدم للوافدين على المضيف ما تطهوه من أصناف الطعام الرئيسة التي يتغذى بها المعزين كالمحموص والبرياني وغيرها.

18 امرأة في مضيفها
ويجتمع بالمضيف 18 كادرة متطوعة للخدمة الحسينية يعملن بالخارج يقطعن البصل ويغسلن الأرز ويجهزن اللحوم والخضار في مشهد تزينه الطيبة والابتسامة وتغمره أصوات القراءات والدموع السائلات وكأنها أطيب مطيبات الطعام.

30 ابنة وحفيدة
وتشارك بالعمل بداخل المضيف أي في منزل أم صادق 30 من قريباتها بين أخت وابنة وحفيدة وكنة، يجتمعن لتنسيق الفواكه وصنع الحلويات كالمعمول والدونات استعداداً لتوزيعها على المآتم.

تفاصيل حكاية الـ55 عام
وتجلس الحاجة مدينة صالح المطرود ( أم صادق ) والتي يناديها أبناء القرية بأم الصدق وتحكي لـ”لقطيف اليوم” حكاية مضيف مرت عليه 55 عاماً من العشق.

تقول أم صادق: “أحببت مع زوجي أن نقدم خدمة إلى الإمام الحسين عليه السلام وكنا لا نجيد إلا الطبخ ومع قلة المادة إلا إننا قررنا البدء بعمل مضيف صغير”.

كيس واحد فقط!

وتواصل الحاجة:” بدأنا العمل بطهو كيس واحد فقط من الأرز وهذا كان كل ما يمكننا توفيره فقط آنذاك ولاقى طبخنا استحسان المعزين فتشجعنا بأن نكمل وكنا شابين وبكل صحتنا.

وبعد مرور 55 عام

وتضيف :”أصبحنا نطبخ أكثر من 120 كيس أرز في اليوم الواحد!، أي ما يعادل 5 قدور كبيرة ولدينا مضيف آخر بحي المنيرة نطهو فيه 5 قدور أخرى، ومع تقدمنا بالعمر وازدياد الطلب على المضيف، وتوفر المادة، ورغبة النساء بالمشاركة بالخدمة الحسينية فتحنا الباب لهن ليشاركن معنا بالطبخ ويرتاح أبو صادق من العمل”.

كرتون زيت كامل

وتعدد أم صادق احتياجات عمل قدر واحد من المحموص وهي من 30 إلى 40 كيلو أرز مع كيسين بصل يزن الواحد منهما 15 كيلواً، وكرتون كامل من الزيت مع ملح وبهارات صحيحة.

وتستدرك الحاجة بأن كمية الزيت الكبيرة هذه تستخدم لتحميص البصل ومن ثم يصفى الزيت عنه ولا تستخدم بكاملها لطبخ الأرز.

وعن مشاعرها اتجاه المضيف وتحقيق النجاح تجوب عيناها المكان وتتأمل الحفيدات والعاملات وتقول: كل ما لدينا من الحسين عليه السلام، ومع الآلآم في ساقي طوال العام إلا إنه في شهر محرم يزول الألم وكأن الخدمة ضماد للأوجاع وكم أشكر الله على هذه النعمة العظيمة.

 


error: المحتوي محمي