بعد الحادثة الأليمة.. 7 سنوات والسيهاتي يرافق الطلاب ويوجههم لقواعد عبور الطريق

دأب المعلم زكريا السيهاتي، منذ سبع سنوات على تنظيم حركة السيارات أثناء مرورها الصباحي للمدرسة ونزول طلاب المرحلة الابتدائية منها ومساعدتهم على عبور الشارع.

إذ تطوع ومجموعة من زملائه منذ حادثة الوفاة الأليمة التي تعرض لها طالبان من المرحلة الابتدائية أثناء عبورهما الشارع لإحدى مدارس المنطقة عام 1432هـ.

وكان عملهم توجيهياً وإرشادياً فقط، لكن السيهاتي عزم على الاستمرار لوحده حتى اليوم، ليس فقط في دور الموجه وإنما مرافقة الطلاب الصغار أثناء عبورهم الشارع من باب السيارة حتى سور المدرسة، ويستمر في عمله حتى نهاية الطابور الصباحي.

وفي لقاءٍ لـ”القطيف اليوم” مع السيهاتي سألته عن الدافع لهذا العمل، فأجاب حرصه على سلامة الطلاب، مضيفاً أن وجود أربع مدارس كبيرة العدد ومزدحمة متجاورة وفي حي واحد هي من اكثر العقبات التي تواجه عمله التطوعي، كما أن استعجال بعض السائقين أثناء مرورهم الصباحي، وكذلك المرور المتكرر لطلاب الثانوية للمدرسة المجاورة، ومخالفة بعض السائقين لقواعد المرور وإصرارهم على أن ينزل الطالب على باب المدرسة.

وأشار إلى أن الإشراف الصباحي على تنظيم عبور الطلاب الصغار عمل يخلو أو تقل فيه السلبيات لأنه تنظيم للحركة وتسريع لها وتسهيل لنزول الطلاب، والأهم من ذلك كله أنه يبعث الاطمئنان إلى الأهالي بسلامة أبنائهم، وذكر أن شكر المارة والدعاء له بالتوفيق أكبر الدوافع في العمل، فضلاً عن أنه لم يشعر بأي ملل.

وأضاف أنه لم ينتظر أي حافز أو جائزة من أحد، وحتى تقليل نصابه من الحصص أو تقدير في المعدل، فأنه لم يتم تخفيض نصابه ولا حصة طوال هذه السنوات مع أنه هناك وعد من الإدارة بتخفيض النصاب، أما في المعدل فلقد قالها أحد المسؤولين -مع الأسف- لا يوجد بند في التقدير أن يراعي ماتقوم به، فحافزي الدعاء من الآباء والأمهات والمارة.

وعبر عن شعوره الداخلي قمة السعادة وهو يساعد الطالب الصغير أن يعبر الشارع بسلام وأمان.

وعن التكريم قال: “نلت تكريماً من بعض أولياء الأمور، كما أن المدرسة أعطتني درعاً تذكاري”

ونوه بأنه ليس الوحيد في الميدان فهناك
مدرسة الخندق ومدرسة الكندي الابتدائتين، يقومون بهذا الدور في تنظيم عبور الطلاب، مؤكداً بأن من ذاق حلاوة العمل التطوعي فلن يتركه ولن يتأخر عنه.

وتمنى أن توضع هيكلة لتنظيم عبور الطلاب للمدارس الابتدائية بشكل سريع ومنظم، مشيراً إلى أن جمعية سيهات وعدتهم منذ فترة بهذا التنظيم من قبل خمس سنوات، لكنه لم يرَ النور إلى الآن.

يذكر أن السيهاتي معلم تربية الخاصة، مسار إعاقات شديدة وتخرج من جامعة الملك سعود عام 1412هجرية.

 

 


error: المحتوي محمي