خلال تدشينه مشروع بوابة المستقبل زف معالي وزير التعليم بشرى قرب اعتماد حوافز المعلمين والمعلمات، والتي تجيء من خلال لائحة تشمل سلمًا للرواتب والحوافز التي تحقق تطلعات وآمال المعلمين والمعلمات التي طال انتظارها، وتعزز انتماءهم لهذه المهنة، وقد تزامن هذا الإعلان مع الاحتفاء باليوم العالمي للمعلم.
ولا شك أن هذه الالتفاتة التي تأتي في وقت يحتاج المعلمون فيه إلى ما يرفع دافعيتهم، ويقوي اعتزازهم بهذه المهنة على ضوء ما تعرضوا له من انتقادات لاذعة من بعض الأقلام مؤخرًا، أو ما شهدته تجاوزات بعض الطلاب؛ مما تسبب في الإحساس أن المعلم لا يلقى ما يستحقه من التقديرين المادي والمعنوي، وهو ما يؤكد صحته إجماع الآباء والأمهات بل والطلاب على أن ذلك هو الاستثناء، أما الأكثرية فهي مع احترام المعلم وإنصافه وتقديره، وهي ضد أي تجاوز قد يظهر وكأنه جحود من المجتمع والطلاب على وجه الخصوص تجاه معلميهم.
على أية حال إذا كانت المعلومات التي توافرت عن اللائحة الجديدة دقيقة فهي سوف تتضمن تصنيفًا لرتب المعلمين اعتمادًا على مؤهلات المعلم وأدائه ومشاركاته وحرصه على تطوير نفسه واكتساب الخبرات التي تساعده على ذلك، ولا شك أن ذلك سوف يشجع على الالتحاق بالبرامج التدريبية والبحث والقراءة وهو ما يفتقده الكثيرون.. وهو نفسه النقد الذي وجهه بعض من انتقدوا أداء المعلمين مؤخرًا، ولا شك أن الآثار المادية التي سوف تترتب على هذا التصنيف سوف توفر للمعلم ظروفًا أفضل، كما تزيد من انتمائه للمهنة، وهو ما سوف يظهر أثره -بإذن الله- في مخرجات عملية التعليم.
إن معدلات الإنفاق على التعليم، تظهر السخاء الذي تحرص عليه الدولة في هذا المجال، وهي بلا شك تتطلب مستويات من المخرجات تتناسب مع الجهود المبذولة، ومع هذه المعدلات العالية في الإنفاق.
لقد استطاعت المملكة -ولله الحمد- الوصول إلى سعودة شبه كاملة للوظائف التعليمية في مدارس البنين والبنات، وربما كان الحرص على الاكتفاء العددي والكمي في مرحلة من المراحل مقبولا، لكن الوقت الآن قد حان للتأكيد على نوعية أداء المعلم ومستواه، وضرورة أن يواكب المستجدات التربوية في العالم، لأن أداء المعلم ونواتج التعليم هي العامل الأهم في إعداد الكوادر البشرية لكافة قطاعات العمل والإنتاج، وان أي تحسن وتطوير في التعليم سوف يظهر أثره واضحًا وبصورة مباشرة في مستوى الخدمات وسائر المجالات التي تعتمد في توفير الكوادر البشرية على مخرجات التعليم.. وذلك مصداقًا لمن يقول: أعطني معلمًا ناجحًا.. أعطك طبيبًا ناجحًا.. ومهندسًا ناجحًا.. وقائدًا ناجحًا.. فالمدرسة هي مصنع الرجال.. وبيت الخبرة في كل الأمم، وما تقدمت أمة إلا حينما أحسنت اختيار المعلم وإعداده وتشجيعه على العمل والجد والإخلاص.