على قصر الإجازة الصيفية التعليمية لا بد أن يكون الشباب في بلدي مشغولين الآن بين هم الامتحانات وتجاوزها في مختلف المراحل، وهم الانتقال لما بعدها سواء المدارس أو الجامعات، وخريجي الجامعات.
بين هذا وذاك لا بد أن يكون للسفر عند بعض البشر قصة تستمر فصولها كل نهاية عام دراسي، إلى أين؟ وكيف؟ ومتى؟ ومع من؟ ودون من؟.. وكم نملك؟، وكم سنستدين؟ وهي ليست مثار حديثنا الآن.
هموم تتفاوت درجات أهميتها. ولن تخلو من المفاجآت والفرح والإحباط، فلربما تتحقق التطلعات وربما تتلاشى، أو جزءٌ منها..
هنا يجب التأني في اتخاذ القرار ووضع الخيارات والبدائل فلربما يتغير المسار، والأمنيات لكي تتحقق تحتاج جهدًا وعزيمة وصبرًا، وعدم رفع الراية البيضاء من أول خطوة.. إنه سبق الوصول للخطوة التالية وخاصة للآملين في الحصول على المقعد الجامعي ومن يأملون أن يكونوا قد أحرزوا النتائج المطلوبة في الامتحانات المختلفة.
نعم، ربما يواجهون عوائق ومثبطات، لا يجب أن يقفوا عندها، بل عليهم الإصرار والسعي جاهدين للوصول لأهدافهم التي رسموها، والأهم هنا أن يكونوا مؤهلين، والتوفيق بيد الله سبحانه وتعالى.
نخاطبك أيها الشاب سواء المقبل على الحياة الجامعية أو المتخرج الذي تنتظره حياة أخرى:
الفرص عديدة ومختلفة.. ربما تتحقق هنا، أو مكتوبة هناك، إن صدك حائط، فغير مسارك واتخذ طريقًا آخر، واحسم أمرك ولا تحبط أو تستكين وإن كانت فرصة أقل من المأمول، لا تفوتها حتى لا ترى نفسك لاحقًا وكأنك لم تنل شيئًا على الإطلاق.. فالأهم هو سلاح العلم، والرزق يحتاج للسعي الحثيث ربما تحصل عليه مباشرة أو في منتصف الطريق أو آخره، ربما تود أن تكون مهندسًا أو محاسبًا أو ممرضًا، وتجد نفسك في مكان آخر يكون هو الأفضل لك، وتكتشف نفسك فيه، ولربما تكتشف لاحقًا أنك لم توفق في التخصص الذي اخترته، وما أدراك؟، فقط قل: هي خيرة، والخيرة فيما اختاره الله لك. وما عليك سوى الاقتناع والرضا، المهم هو العلم والمعرفة، وألا تقطع الدراسة، ونحن هنا نعني جميع المراحل، من البداية وحتى المراحل المتقدمة.
لم يخلق الله الحياة لبشر بعينهم دون آخرين، ولم يميزها لطبقة دون أخرى، وما امتنع عنك هنا، سوف تجده أو غيره هناك، لا تتقوقع في حيز معين، واسعَ في مناكب الأرض وإن تغربت، فهي واسعة باتساع التطلعات، ولتكن تطلعاتك عريضة، ولسوف تتحق الأحلام والآمال، بدلًا من أن تجثو أمام الخيبة وتستسلم لليأس.
الإنسان طاقة فوارة، فقط تحتاج أن تقدح العزيمة، وتلهب القدرة لتشتعل وتنير الدروب أمامك، والتوفيق من عند الله تعالى، فهو مقسم الأرزاق، وليس للإنسان إلا ما سعى، فالتفاوت بين البشر مقدر ومنزل ومذكور في النواميس، فهل هو ليبلوكم بـ”نقص في الأموال”؟ أم ليفضل “بعضكم في الرزق” أم غير ذلك مما شاء تعالى وقدر، فلننتظر ليوم غدٍ وكلنا أمل ورجاء بأن يحقق الله التطلعات، والتوفيق بيده عز وجل.
وقفة:
يقول أحد الشعراء:
وإذا البشائر لَم تحِن أوقاتها
فلِحكمةٍ عند الإله تأخـــــرت
سيسوقها في حينها فاصبر لها
حتى وإن ضاقت عليك وأقفرت
وغدًا سيجري دمع عينك فرحةً
وترى السحائب بالأماني أمطرَت
وترى ظروف الأمس صارت بلسمًا
وهي التي أعيتك حين تعسّرت
وتقولُ سبحان الذي رفع البلا
من بعد أن فُقد الرجاء تيسرت