القراءة والكتابة وجهان لعملة واحدة، فكلاهما مرتبطان ببعضهما بعضًا، حيث إن القراءة تمنحك مهارات جيدة في الكتابة وتساعدك في استمرار تدفق الأفكار المميزة وتلهمك الكثير، في حين أن الكتابة تحثك على القراءة والاطلاع باستمرار لتعلم كل ما هو جديد ولكي تدعم كتاباتك بمعلومات حقيقية وذات أهمية بالغة بالنسبة للقرّاء.
أتذكر حينما بدأت في كتابة أولى كلماتي، حينها كنت أقرأ كتابًا لأحد الأشخاص المؤثرين بالنسبة لي، كانت لحظة مميزة عندما توقفت عن قراءة الكتاب، ومنحت الفرصة لمخيلتي لاقتناص بعض الكلمات المتناثرة، فحدثت نفسي قائلة لم لا أرتب هذه الكلمات في نص وأبدأ في الكتابة؟
فحظيت بشرف المحاولة، وبدأت في كتابة الكلمة تلو الأخرى حتى حصلت على خمس صفحات ممتلئة. تعجبت كثيرًا من نفسي ومن قدراتي على الكتابة والمتعة التي حظيت بها حيث لم تضاهها أي متعة أخرى، متعة أن تطلق سراح نفسك لتطير بحرية في مخيلتك وتحاول أن تعيش ما يكتبه قلمك وتروي عطش رغبتك بتقديم المزيد، فحينما كنت أكتب فكرة ما لا إراديًا تجتذب فكرة أخرى ويترابطان معًا لصنع حبكة مميزة تمامًا، استمررت في الكتابة وأنا في قمة الاستمتاع والفخر بما استطعت إنجازه، وبعدها أرسيت القواعد الأساسية لدي ووضعت الهدف أمامي وهو أن أبدأ في كتابة كتابي الأول والخوض في تجربة جديدة.
أعلم تمامًا أنها لن تكون سهلة وهذا ما جعلني أرغب في خوضها فلدي قناعة بأن الأشياء التي تأتي بكل سهولة ستطير مع نسمة الهواء الخفيفة. لذا كلما كان الأمر شاقًا ومتعبًا كلما زادت قيمته وزاد الإصرار على تحقيقه. فعلينا أيضًا ألا نستهين باللحظات العابرة مهما بدت سخيفة، فمجرد كلمات متناثرة في مخيلتي جعلتني أضع هذا الهدف الكبير وأسعى جاهدةً لتحقيقه، ستبقى هذه اللحظة إحدى أهم اللحظات في حياتي، فكم أنا ممتنة للكتاب الذي كنت أقرؤه حينها فقد ألهمني الكثير عندما أتتني الفرصة بقدميها!