ذكريات واكتشافات وخطوط متقنة لفنانات صغيرات زينت جدران معرض “المواهب الصغيرة” في نسخته السادسة، والذي تنظمه جماعة الفن التشكيلي بالقطيف التابعة لجمعية التنمية الأهلية بالقطيف في صالة علوي الخباز في الفترة من الخميس 19 ذي القعدة 1444هـ حتى الأربعاء 25 ذي القعدة 1444هـ.
اكتشافات من الطبيعية
لطالما كان الأطفال مكتشفين صغارًا وباحثين ولطالما كانت رسوماتهم نافذة للعالم الذي يكتشفونه، والفنانة الصغيرة جنان فراس رضي الغراب ذات الـ11 ربيعًا التي تدرس بالصف الخامس من مدينة القطيف، والتي تعلمت من والدتها أن تبحث في الإنترنت لإنهاء واجباتها ولتتعلم أي شئ جديد؛ نجدها منطلقة للحياة دون أن تهدر الوقت، ترى في الإنترنت عالمًا جذابًا يجيب عن جميع تساؤلاتها.
بَدأت “الغراب” الرسم من عمر السابعة وزاد اهتمامها بالرسم أيام كورونا حيث اكتشفت والدتها موهبتها فنمتها بتوفير مستلزمات الرسم وإلحاقها بدورات الرسم القصيرة لدى كل من الفنانتين أريج العويوي وندى العوامي. كما كانت تكافئها بأخذها للمكتبات لشراء ما تحتاجه واصطحابها أيضًا لمعارض الفنون التشكيلية التي كانت تسعدها كثيرًا.
تحب “الغراب” رسم الفضاء وغروب الشمس وأمواج البحر وتميل إلى الطبيعة الهادئة؛ وتعد هذه أول مشاركة لها في المعارض الفنية.
وصفت “الغراب” لوحتها بأنها ظاهرة طبيعية نادرة اسمها “الأورورا” أو “الشفق القطبي” تظهر فيها السماء بألوان عجيبة هي الأخضر والأسود والأزرق لكن الأخضر هو الأكثر شيوعًا، وقد استخدمت في لوحتها ألوان الإكريليك على لوح الكانفاس؛ واستغرقت منها اللوحة يومًا كاملًا لمدة 3 ساعات.
تقول: “علمتني والدتي أن أبحث معها في قوقل عن أي شئ لا أعرفه؛ وذات يوم رأيت صورة للسماء في الإنترنت بلون أخضر وجذبني الموضوع وبحثت عنه واكتشفت الظاهرة واسمها وأنها حقيقة حتى إنها ذكرت في القرآن الكريم؛ فأحببت أن أرسمها وسط الغابة مع أشجار كثيرة”.
صغار الأرانب
قد يرى البعض أن رسوم الأطفال مجموعة ألوان أو خربشات غير مفهومة إلا أنها في الحقيقة لغة آخرى؛ ربما هي ذكريات عاشوها أو يعيشونها وتعني لهم الكثير، وقد تكون هدايا حصلوا عليها أو حيوانات أليفة اعتنوا بها وتفاجؤوا بسعادة وهم يرونها تكبر أمام أعينهم.
هكذا شاركتنا الفنانة الصغيرة فاطمة حسين محمد علي الشماسي من مدينة القطيف؛ ذات العشر سنوات والتي تدرس بالصف الخامس بلوحة معبرة فيها الكثير من الأرانب البيض اللطيفة في لوحة بسيطة بألوان هادئة جمعت فيها لون السماء الأزرق والقلوب الزهرية مع نجوم متألقة صفراء، وتعد هذه المشاركة الثانية لها.
“الشماسي” التي بدأت الرسم من عمر الثالثة ذكرت والدتها (غادة الشماسي) أنها اكتشفت موهبتها ودقة الخطوط في رسمها وحبها لرسم الدمى والألعاب التي كانت تلعب بها ورسم الشخصيات الكرتونية فعملت بحب على تغليف جميع رسوماتها والاحتفاظ بها منذ ذلك الوقت.
كما دعمتها معلمتها منى المروحن التي شجعتها للمشاركة في معرض (المواهب الصغيرة 5) السنة الماضية.
أما عن مشاركتها هذا العام فقالت: “رسمت لوحتي بألوان الفولومستر؛ كانت أمي قد أهدتني وأنا في عمر السبع سنوات أرنبية صغيرين وعندما كبرا أنجبا أربعة وبعد فترة أصبحوا عائلة أكبر؛ فرسمت لوحة تعبر عن العائلة المكونة من الأم والأب وصغارهم؛ أعجبت أمي بها كثيرًا وبروزتها كما أحبها الجميع ولهذا السبب اخترت المشاركة بها، كما أن أمي أيضًا فنانة وتحب الرسم وقد وعدتني أن تشارك معي في معرض واحد ربما المرة القادمة”.
وفي الختام شكرت والدة “الشماسي” القائمين على المعرض وعلى رأسهم الفنانة سعاد وخيك على دعمهم المستمر وجهودهم الواضحة.
دقة متناهية
الفن من الطفولة قد يخط طريقه نحو المثالية في خطوط دقيقة ليبرز موهبة غير عادية في رسم شخصيات الأنمي التي كانت مصدر إلهام وتعزز مفاهيم أو مشاعر لدى الفنان الذي رسمها.
هكذا شاركت ابنة تاروت رغد أحمد عبد الواحد آل سيف البالغة 13 من العمر والتي تدرس بالصف الأول المتوسط بلوحة مقتبسة لشخصية أنمي معروفة استخدمت فيها الألوان المائية بتميز وإتقان.
بدأت “آل سيف” الرسم من عمر الثلاث سنوات وأحب والداها تنمية الجانب الفني لديها وشجعاها على ذلك، وصقلت موهبتها بالممارسة والتدريب، وتعد هذه أول مشاركة لها في معرض “المواهب الصغيرة”.
وشرحت “آل سيف” مشاركتها قائلة: “لوحتي اقتباس لشخصية أنمي رسمتها بطريقتي وهي لشخصية أحبها جذبتني لأنها شخصية قوية ومميزة أسمها “ايرين” من “هجوم العمالقة”، واستغرق مني رسمها وتلوينها نصف ساعة”.
وذكرت “آل سيف” أنها تطمح أن تكون طبيبة مستقبلاً وترتدي معطفًا أبيض كوالدتها وفنانة أيضًا فهي تحب الرسم بكل أنواعه خاصة البورتريه والأنمي كما تحب الألوان المائية رغم كونها صعبة وتحتاج إلى الدقة.