“وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”
[الروم: 21].
من نعمِ الله سبحانه وتعالى أن خلقنا من سنخٍ واحد ونفسٍ واحدةٍ وهذا دليل على مساواتنا لكيلا يتعالى أحدنا على الآخر ولا ينال من كرامته أو يظلمه. إنها السكن والمودة والرحمة الرابطة الأخلاقية الإنسانية الراقية التي تقوي روابطنا الأسرية.
المرأة الصالحة هي دعامة المجتمع الأساس حيث هي الأم التي تقوم بتنشئة أولادها وتربيتهم على الصلاح لكي يكونوا عناصر بناء للمجتمع وهي الزوجة الصالحة كذلك التي تحقق للزوج السكنى والمودة والرحمة، وهي التي جعلها الله العنصر البناء والفاعل لتكوين الأسرة حيث تتجشم عناء الحمل والتربية وتنشئة الأجيال التي تبني المجتمعات الصالحة فلولا تلك الزوجة الصالحة ما رأينا المجتمعات تعج بالتقدم والرقي وتتمتع بالأخلاق الإنسانية.
الأم الصالحة جامعةٌ أخلاقيةٌ إنسانيةٌ أعدَّها الله سبحانه وتعالى إعدادًا يتناسب ومسؤولياتها الجسام حيث وفر لها كل السبل لكي تكون كما أراده الله لها منبعًا للصلاح والاستقامة لهذه المهمة الملقاة على عاتقها.
على الزوج أن يعترف طواعيةً بأن ما تقوم به الزوجة من خدمات منزلية ليست من واجباتها الشرعية إنما ذلك تفضلًا منها عليه كما إرضاع أولاده والعناية بهم حتى فتح الباب له تفضلًا لا واجبًا عليها.
معاملة المرأة وإنصافها واجبٌ شرعيٌّ وإنسانيٌّ أخلاقيٌّ دون مِنَّة ولا تفضل عليها ومن خالف ذلك فقد عصى الله تعالى وعَرّصَّ نفسهُ للعقاب.
علينا تقدير وإغداق المشاعر النبيلة عليها طواعيةً لكي نضعها في المكان الذي أراد الله لها أن تكون أمًا وأختًا وزوجًا وبنتًا مثالًا في العفة والطهارة والأخلاق.
وقد بلغ من تكريم الإسلام للمرأة أنه خصص باسمها سورة من سور القرآن الكريم سماها سورة “النساء”،
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴿النساء: 1﴾
وجاء الأمر من الله تعالى بحُسْنِ عِشْرةِ الزوجات، فقال سبحانه: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾ [النساء١٩: ].
واجب الزوج أن يتعامل معها بحسن الخلق، الذي يُعمّق المودة والرحمة والحب داخل الاُسرة، قال الإمام علي بن الحسين عليه السلام: «لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته، وهي: الموافقة؛ ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها، وحسن خلقه معها واستعماله استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها، وتوسعته عليها..».
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «خيركم خيركم لنسائه، وأنا خيركم لنسائي» وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «من اتخذ زوجة فليكرمها»
وقال الإمام جعفر الصادق عليه السلام: «رحم الله عبدًا أحسن فيما بينه وبين زوجته».