بين ممرات معرض “بنان” الذي تنظمه هيئة التراث ضمن فعالية الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية في واجهة الرياض، تآخت أيدي عدد من الحرفيين والحرفيات لإبراز إبداع أبناء القطيف في المشغولات الحرفية المختلفة، وذلك خلال مشاركتهم مع عدد من حرفيي العالم في المعرض.
وفي المعرض الذي احتضن مشاركين من 11 دولة، ترك 9 حرفيين من أبناء القطيف بصماتهم في جنبات المعرض بمشغولات من الأخشاب والحلي والفخار والخرز والخيوط، إضافة لحرفة الحناء.
من سنابس.. سفن الشطي ترسو في الرياض
بأحجام مختلفة قابلة للاقتناء، رست سفن علي ناصر الشطي في واحد من أركان المعرض، بعد أن اختارته هيئة التراث بالمملكة للمشاركة فيه.
وفي ركنه، استعرض “الشطي” الذي اشتهر بحرفة صناعة السفن بيد واحدة، عددًا من منتجاته من السفن على اختلاف أحجامها، كان من بينها سفينة تمثل حقبة الغوص للبحث عن اللؤلؤ.
وأوضح الحرفي المعروف بـ”أبو ناصر”، أنه كان في سباق مع الزمن لإنتاج تلك السفينة التي صنعها خصيصًا للمشاركة بها في المعرض، وقد بذل جهدًا مضاعفًا للانتهاء منها بعد أن كان متوجسًا من ألا ينجزها قبل اليوم المحدد لشحن القطع المشاركة في المعرض، إلا أنه سبق الوقت وتمكن من إنجازها في يوم الشحن، مشيرًا إلى أنها أخذت مكانها المناسب في المعرض وحظيت بإشادة كل من شاهدها والثناء على العمل المتقن الذي يحتوي دقة التفاصيل.
من القطيف.. فخاريات الغراش فاتنات في الرياض
جددت فخاريات الحرفي زكي علي أحمد الغراش، عهدها بالمعارض خلال مشاركته في “بنان”، بعد أن تم الاتصال به واختياره للمشاركة.
ووقفت فاتنات الغراش من ترامس الفخار وشربات الماء والكؤوس الفخارية بكامل زهوها في ركنه، تجاورها أبجورات الإنارة والتحف التذكارية.
وأوضح الغراش أن ركنه حظي بالإقبال الكبير من زوار المعرض، كما أن مشاركته أعطته الفرصة للتعريف بهذه الحرفة التي اشتهر بها، وفتحت المجال للإجابة عن الأسئلة حول المنتجات واستعراض بعض المعلومات عن الفخار.
من مشاركاته
شارك زكي الغراش في العديد من المحافل الوطنية والدولية، ومنها؛ مهرجان الجنادرية في أغلب مواسمه، والساحل الشرقي، ومهرجان الهيئة الملكية بالجبيل، ومهرجان الدوخلة، ومهرجان الجمعية الخيرية بجدة ومكة والطائف، وكذلك سوق عكاظ، وأبها والقصيم، وفي خارج المملكة كالبرازيل وإيطاليا والكويت والبحرين وقطر.
من سيهات.. المرهون يزاوج بين النوى واللؤلؤ
مزاوجة غريبة بين مختلفين، أظهرها ابن سيهات عقيل علي حسن المرهون، في أولى مشاركاته بالمعارض والمحافل، بعد أن قدم إبداعًا مختلفًا بعرض حلي من نوى التمر واللؤلؤ.
ففي دمج غير مألوف، جمع المرهون بين ابنة النخلة وابن البحر، في أساور وقلائد وخواتم فريدة من نوعها.
وعن مشاركته قال: “قدمت على موقع هيئة التراث، وقُبلت، وقد شاركت في ركني بقطع حلي مختلفة، قمت بتصنيعها من نوى التمر واللؤلؤ، محاولًا عكس ثقافة النخلة وثقافة البحر في القطيف”.
وأضاف: “حظي الركن بإقبال كبير جدًا، كما أن أغلب الزوار فوجئوا بأن الحلي مصنوعة من نوى التمر، وهذا ما جعل الطلب على القطع التي أصنعها عاليًا جدًا، حتى اضطررت لتصنيع الحلي في المعرض كي ألبي الطلبات قبل انتهاء وقت المشاركة”.
من الجارودية.. أخشاب “آل طويلب” تتحدث فنًا
بأخشاب تالفة استطاع ابن الجارودية هاشم عبد العظيم عباس آل طويلب، أن يروي قصة إبداع استوقفت زوار معرض “بنان”، وهم يتعرفون على كيفية تحويل تلك القطع إلى تحف فنية مختلفة.
وفي زاويته الصغيرة بالمعرض، حوّل المهندس هاشم، قطعًا من أخشاب قد يظن الكثيرون أنه لا فائدة ترجى من بقائها، إلى صوانٍ ومزهريات وأوعية خشبية، وذلك عن طريق النحت والخراطة.
يقول آل طويلب: “ضم ركني لوحات فنية يحكيها الخشب كما هي دون تدخل لوني أو تغيير جذري في طبيعة القطع التي أقوم بإعادة تدويرها، والحمد لله كان الإقبال كبيرًا وكثيرون أبدوا إعجابهم واستغرابهم من جمال الخشب الطبيعي المحلي”.
من مشاركاته
شارك آل طويلب في المعرض بعد التقديم والفرز من قبل هيئة التراث والثقافة، كما كانت له مشاركات سابقة في عدد من المحافل، منها؛ ميكر مينا (ملتقى الصناع بالقطيف 2020)، سوق الخضار (إثراء – الخبر)، فعاليات محلية عديدة في الجارودية، يوم الطفل العالمي في حلة محيش 2022، ملتقى الحرفيين بالدمام (مؤسسة هاوي عدد 2023)، معرض جذور مع تشكيلة من الفنانين بالمنطقة (الخبر 2023).
من القطيف.. عقدة “ضحى” تفتح باب “الدولية”
على خلاف المتعارف من أن كل عقدة تحتاج حلًا، كانت عقد ضحى عبد الغني عبد العلي اخضر، تنطق إبداعًا، في ركنها الذي جمعت فيه قطعًا مميزة من فن المكرميات.
وازدحمت في الركن أعمال حاكتها أنامل ضحى بالخيوط القطنية، كالمعلقات الجدارية التي دمجت فيها مواد الطبيعة مثل الخشب والقطن الطبيعي، مستخدمة أغصان شجرة الليمون التي جففتها وصنفرتها يدويًا، وطعمت تلك القطع بمنحوتات لشعار المملكة (السيفين والنخلة)، وكذلك ميداليات المفاتيح التي رسمت عليها نقوش وزخارف تراثية تقليدية من مختلف مناطق المملكة.
وخلال مشاركتها عرّفت ابنة القطيف زوار المعرض بفن المكرميات الذي يسمى بفن العقدة مستعرضة جزءًا من تاريخه، وكيف اشتهر.
وبصورة مباشرة بسطت ضحى طريقة عملها لزوار ركنها، وذلك بعرض أحد المنتجات وغزله أمام نواظرهم.
واصطحبت “اخضر” معها ألف قطعة من فن المكرميات، لعرضها للبيع، في زاويتها التي شهدت إقبالًا كبيرًا -حسب وصفها-.
وذكرت أن أغلب الزوار كانوا يستوقفونها للسؤال عن أصل هذا الفن، ومن أين بدأ، مضيفةً: “كنت أشعر بالسعادة وهم يعطونني انتباههم ووقتهم أثناء الحديث عن الفن والتعريف به”.
وتمتلئ ضحى فخرًا بعد أن حظي ركنها بانعكاسات كاميرا الزوار الذين عبروا عن إعجابهم بشكل المكان وتنسيقه، كما لفت انتباههم دمج الألوان وتعدد التشكيلات.
عن مشاركاتها
كأغلب المشاركين كانت مشاركة “اخضر” بالتسجيل عن طريق رابط هيئة التراث وتم اختيارها، وقد سبقت هذه المشاركة مشاركات محلية كثيرة في المنطقة الشرقية، إلا أن هذه أولى مشاركاتها خارج الشرقية، وقد فتحت لها هذه المشاركة بابًا للمشاركات الدولية، بعد أن أخذت أكثر من جهة معلوماتها وعرضت عليها المشاركة في محافل دولية قادمة.
من صفوى حسين وزهراء.. أخوة في الدم والفن
تقاسمت زهراء محمد حسين ادهيم وأخوها حسين فن رسم اللوحات، لكن أبناء “ادهيم” لم يستخدما في لوحاتهما فرش رسم ولا أقلام تلوين، فكل ما ينتجانه يعتمد على الخرز والخيوط فقط.
واستعرض حسين في ركنه لوحات مطعمة بالخرز لعدد من شخصيات الأسرة الحاكمة في المملكة، وبعض لوحات الخيول، إلا أن النصيب الأكبر كان للوحات الآيات القرآنية.
وسارت على خطاه في رسم اللوحات بطريقة مختلفة، أخته زهراء، حيث ضم ركنها لوحات لشخصيات ملكية، ولوحات لورود وأزهار، رسمت جميعها بالخيوط، حيث تعتمد في إنتاجها على التطريز بالخيوط الملونة.
عن مشاركاتهما
شارك حسين ادهيم وأخته في مهرجانات مختلفة؛ كالجنادرية، وعكاظ، والنعيرية والساحل الشرقي والدوخلة، ومعارض الظهران الدولية.
حناء الجارودية وحلة محيش.. بصمة على أيدي الأجنبيات
بأقماع الحناء، وبزخارف تنوعت بين الخليجية والهندية، زيَّنت الحناءتان هند علي عواد المرهون وإيمان سلمان آل راشد أيدي الزائرات لمعرض “بنان”.
وقد كانت النقوش الناعمة، وورود الحناء وانحناءات خطوطها كمغناطيس جذب لبنات حواء من جنسيات مختلفة، لا سيما السيدات الأجانب.
وحول مشاركتها ذكرت “المرهون”، أنها سجلت عن طريق رابط المهرجان في موقع هيئة التراث، وبعد قبولها ارتحلت ابنة الجارودية للرياض، بعجينة الحناء لترسم بها نقوشها على أيدي السيدات والفتيات، مبينةً أنها استخدمت الحناء الحمراء والسوداء لرسم نقوش ناعمة.
وأشارت إلى أنها كانت لها مشاركات عديدة ضمن مهرجانات في المنطقة الشرقية، إلا أن مشاركتها في “بنان” تعد الأولى لها خارج المنطقة.
أما “الراشد” فأوضحت أن اختيارها للمشاركة كان من قبل فرع هيئة التراث في المنطقة الشرقية، مضيفةً أن مشاركتها تمثلت بنقوش الحناء التي نقشتها على الأيدي وكذلك على الفخار.
ووصفت مشاركتها بالمميزة؛ حيث إنها لم تتوقع هذا الكم الهائل من الحضور الذين أبدوا إعجابهم بتميزها ودقة رسمها.
وأضافت: “هذه المشاركة وسعت علاقاتي مع الكثير من المسؤولين ومع بنات مدينة الرياض، حيث أبدى الجميع رغبتهم في دعوتي خلال الأيام القادمة للمشاركة في محافل جديدة”، معبرة عن سعادتها وفخرها بالمشاركة في مثل هذه المعارض الداخلية والخارجية.
ولابنة حلة محيش مشاركات عدة في مهرجانات داخلية كثيرة داخل المملكة، وخارجية مع وزارة الخارجية؛ من مثل حفل استقبال السفير في اليوم الوطني 89 في مدينة بودابست، وحفل مرور 80 عامًا على بدء العلاقات الدولية بين إيطاليا والمملكة في روما، ومع وزارة الثقافة والإعلام عام 2013م في مدينة قرغيستان في بشيك، وفي روسيا مع الهيئة العامة للثقافة التابعة للمعرض الثقافي السعودي 2018م في مدينة موسكو، وفي مدينة برلين بألمانيا ضمن فعاليات (اليوم الوطني 84)، وأيضًا من ضمن المشاركات في مهرجان بصمة سعودية في البرازيل، وكذلك مشاركتها مع الوفد السعودي في المكسيك 2021م في الأيام الثقافية السعودية المصادفة لليوم الوطني 91، والمشاركة في احتفال ذكرى مرور 30 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية طاجيكستان التي أقامتها سفارة المملكة في طاجيكستان عام 2022م، ومع جمعية الثقافة والفنون بالرياض عام 2023م في الأيام الثقافية العربية تحت إشراف وزارة الخارجية وسفارة المملكة في ساحل العاج.
عن المعرض
استهدف الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية خلال الفترة من 6 إلى 12 يونيو 2023م، الحِرفيين والجمعيات، وروّاد الأعمال العاملين في مجال الحِرف اليدوية، بحضور خبراء الحرف وعارِضيها حول العالم.
وتُركّز الفعالية على 11 فئة من الحِرف، تشمل المشغولات المعدنية والنسيجية والنخيلية والجلدية والخشبية والفخارية، وحِرف التجليد والتذهيب، وحِرف الحُلِيّ والمجوهرات، والمشغولات المطرّزة، والحِرف اليدوية الداعمة.
وصاحب فعاليات “بنان” معرضٌ حِرفي، وجناحٌ لعام الشِعر العربي 2023 يحتفي بالشعر بهوية تراثية، إلى جانب قريةٍ لفنون الحِرف تحتضن مُجسَّمات جمالية حِرفية ممزوجة بأعمال فنية، ومنطقةٍ للطفل تضم ورش عملٍ وأنشطةً تفاعلية لتحفيز الأطفال واليافعين إلى استكشاف التراث والحرف اليدوية، بالإضافة إلى جناحٍ للتعريف بمبادرة البيوت الحِرفية.
وشهدت الفعالية الإعلان عن مبادرات واتفاقيات تتعلق بدعم قطاع الحرف اليدوية، وتوسيع الاستثمار فيه من خلال عددٍ من المشروعات والبرامج المحلية الدولية، إلى جانب عقدِ ثلاث ورش عملٍ بالتعاون مع المعهد الملكي للفنون التقليدية وهي: المشغولات الخشبية، والمشغولات الفخارية، والمشغولات الجبسية.
وتسعى الهيئة من خلال هذه الفعالية الدولية إلى تسليط الضوء على الحِرف اليدوية، ودعم الحِرفيين وتمكينهم، بالإضافة إلى إبراز أهم العادات والتقاليد السعودية، والتعريف بالتراث الثقافي الغني للمملكة، وتطويره، ونقلِه للأجيال القادمة، كما تهدف الهيئة إلى توفير منصة للحِرفيين لعرض مهاراتهم وإبداعاتهم.
من أعمال الحرفي علي الشطي
من أعمال الحرفي زكي الغراش
من أعمال الحرفي عقيل المرهون
من أعمال الحرفي هاشم آل طويلب
من أعمال الحرفية ضحى اخضر
من أعمال الحرفي حسين ادهيم
من أعمال الحرفية زهراء ادهيم
من أعمال الحناية هند المرهون
من أعمال الحناية إيمان الراشد