عوام الأوائل

يعرّج التاريخ ويسرد عن مسار تأسيس الجمعيات في وطننا الغالي المملكة العربية السعودية أن جمعية سيهات الخيرية تعد أول جمعية خيرية على مستوى المملكة؛ إذ كان تأسيسها غير الرسمي على يد رجل الخير الحاج عبد الله بن سلمان المطرود -رحمه الله- وثلة من المؤمنين وقد كان هذا قبل تأسيس وزارة العمل والشؤون الاجتماعية 1380هـ التي تحولت أخيرًا لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.

لم تكن بلدة العوامية ببعيدة عن جو هذا النشاط والحراك الخيري، وإن كان المشهور تاريخيًا أن جمعية سيهات كانت السباقة في ذلك، فقد بدأ تاريخ النشاط الخيري في بلدة العوامية منذ فترة قد تكون قبل أو في نفس الفترة التي بدأها أهالي سيهات الكرام، وهذا ما يعكس التنافس الخيري بين مدن القطيف وقراها والتسابق في هذا المجال.

سواءً كانت سيهات أولًا أم العوامية، فنجد العوامية لها أيضًا من الأسبقية في عمل الخير والسعي لخدمة الوطن والإسهام في تنميته، وكل ذلك يصب في رفع مستوى جودة الحياة وديمومتها.

نذكر في هذا المجال دلائل الأسبقية من قبيل “أول من” -أمثلة وليست حصرًا-:
فقد كان الأستاذ عبد الله أبو عبد الله -رحمه الله-، أقدم حامل شهادة عليا، وجاء بعده الآلاف من حملة الشهادات العليا من أبناء وبنات هذه البلدة الطيبة.
كما جاءت أول نحالة مرخصة في القطيف وهي سكينة الزاهر.

وحقق نادي السلام، تاريخيًا، السبق بأن صار أول بطل في تاريخ بطولة كرة السلة 3×3 لدرجة الشباب.

وتعد جمعية العوامية أول من بدأ بتدريب رائز الأهلية المدرسي1 ورائز الأهلية المدرسي2 لطلبة الثانوية العامة المقبلين للتقدم لجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وكان ذلك قبل ظهور المركز الوطني للتقويم والقياس ببضع سنين، اللذين تحول اسمهما فيما بعد إلى: اختبار القدرات العامة واختبار التحصيلي إلى أن تقرر تعميمهما على معظم الجامعات بالمملكة، كشروط أساسية للقبول، بل أصبحت هذه التجربة معممة على مستوى الخليج بصفة عامة.

وها هي العوامية تكون أول من أجرى اجتماع الجمعية العمومية غير العادية والتصويت على بنودها حضوريًا وعن بعد، وتم استخراج نتائج التصويت للحضور إلكترونيًا بدقة وصدق وموضوعية.

ومن جهة أخرى فقد كان التنظيم راقيًا ومنظمًا لأبعد حد، وهذا ما عكس مدى الرضا الكبير من الناس.



error: المحتوي محمي