في القديح.. على شرفهم.. كوثر القطيف الأدبي يحتفي بمنجزيه

احتفى منتدى الكوثر الأدبي بالقطيف، بتكريم ثمانية من أعضائه المنجزين للموسم الثاني لعام 2023م، مساء الجمعة 20 ذو القعدة 1444، في قاعة السكينة بالقديح.

وقدم عريف الحفل الشاعر فريد النمر الشعراء المكرمين وهم؛ حسين العمار، وزكي السالم، وحسن الخويلدي، وحسين آل جامع، وياسر الغريب، وزهراء الشوكان، وفاطمة الدبيس، وعلي المادح، وذلك بحضور أعضاء المنتدى، والشعراء، ونخبة من المهتمين بالأدب والثقافة.

وألقى رئيس المنتدى الشاعر حسن المرهون كلمة شكر فيها المنجزين والحضور، مؤكدًا دعم المنتدى واستمراريته في تكريم المنجزين، وتقديمهم للجيل الجديد كي يستنير بجمال عطائهم، ولإبراز بصماتهم التربوية، والأدبية، والفنية.

وبيّن أن الشعراء المبدعين لا يحتاجون إلى تكريم، لأنهم مكرمون بالفطرة والمجتمع بحاجة لهم، منوهًا بأن المجتمع الخالي من الشعراء مصيره الاختناق حيث قال: “الشعر أكسجين الحياة”.

وأشار رئيس لجنة التكريم الشاعر حسين آل عمار إلى أن الحب يمتد للأبد، مؤكدًا أن حب الآخرين لأي شخص وتواجده في نفوسهم، يتوّجه الدعاء في كل خطوة يسير فيها، نافيًا حضور الحب بمفردة واحدة.

وترنّم العمار بقصيدة من مجموعته الأخيرة بعنوان “مس فارعٌ لا أكثر” جاء فيها:
عارِ من النبضِ قلبي
والمدى صمتُ
أهكذا وسطَ روحي يعبرُ الوقتُ
أهكذا
فوق أحلامَ مدللة
تغفو النوارسُ
إذ لا يعبرُ اليختُ

وتعلق شاعر أهل البيت (ع)حسين الجامع بالشعر منذ نعومة أظافره، مبينًا أنه يعيش الاعتكاف وقت مخاض القصيدة، لكنه لا يلاحقها بل يتركها تأتي كيفما تشاء، مشنّفًا أسماع الحاضرين بقصيدة بعنوان” نفحة من شذا فاطمة”، حيث قال:

أَبا الجَوادِ ..
وأنعِمْ بالجوادِ .. فَتًى
سُلالةٌ من بَهاءٍ غَيرِ مُنقَسِمِ

يَمَّمتُ يَومَكَ .. مَلهُوفًا
أمُدُّ يَدًا إلى عُلاكَ ..
وقد ضَجَّ النَوَى بِدَمي

أعيشُ ذِكراكَ
أطوي الشَوقَ خلفَ غَدٍ
مازالَ دَعوةَ مُشتاقٍ .. بِكلِّ فَمِ

هَبنِي .. أزورُكَ في طُوسٍ
ومُدَّ هَوًى إلى سَماكَ ..
وقُلْ لي : هاهُنا حَرمي

وتغنى الشاعر علي المادح بثلاثيات ورباعيات وأبوديه وقصيدة “زحزحة المكلوم” في الإمام الرضا (ع) قال فيها:
رضيتُ بالعشق وإن رضني
رأيت أن الله قد رجحهْ
إلى غريب الغرباء الذي
أزوره والدمع لي أجنحهْ

وقدمت الشاعرة زهراء الشوكان شكرها للمنتدى مبينة أن هذا الاهتمام سيثمر بمزيد من العطاء والمحاولة في ظل بيئة محبة ومحفزة، وصدحت بقصيدة “فتاة الشعر” حيث تقول:

الشعرُ ترجمتي أنا عنوانُهُ
ولقد رآني فانتشتْ ألوانُهُ
لبّيتُ دعوتَهُ بقلبٍ مؤمنٍ
وأتى بذكرِ فضائلي قرآنُهُ
فأنا إمامُ صلاتِهِ وقنوتِهِ
وأنا بلالٌ لو أُقيمَ أذانُهُ
وأنا أأنثهُ ليشرقَ ناعمًا
التاءُ أجملُ ما يقولُ لسانُهُ
وأنا فتاةُ الشعرِ بل مرآتهُ
جمّعتُ أشتاتي فكانَ كيانُهُ

وتغنّت الشاعرة فاطمة الدبيس بهذه الأبيات:

بي نصفُ آلهةٍ ونصفُ أبالسة
هل ضيّعَ العرفانُ فِيّ أطالسَه؟!

هل خاطَ في دربِ الشكوكِ ضبابَهُ؟
أم طشّ في رُقَعِ اليقينِ هلاوسَهْ؟

هل عرَّتِ الأصداءُ صوتَ توهُّمي
فأعارني جسدُ الظنون ملابِسه

مذ فرّ رأسي من صدى مونولوجِهِ
وأوى لجسمِ الصمتِ حتى لابَسَه

متقمّصًا روحَ السرابِ وكفُّه
في مسرحِ المنفى تشلُّ عرائسَه

وألقى الشاعر زكي السالم قصيدة وثلاثيتين يقول في قصيدة “في ركب الراحلين”
أيها الساحل الذي لا يحد
كيف أغفى على ذراعيك مد
كيف في لجةِ الأعاصيرِ شاخت
من شراعِ الآمالِ والصبر زند
كيف والنوء هاطلاتٌ عواديهِ
تصكُ المدى يخونك سدُ
كيف في فاحم الدجى يُخسفُ الضوء
ويجتاحُ خاطف البرقُ رعدُ

وأوضح الشاعر ياسر الغريب أن كل شاعر بداخله ناقد، ولا يتطور إلا بأدوات ومنهجيات كثيرة، مفضًلا الشعر على النقد بقوله لو خيرت بين النقد والشعر لاخترت الشعر
قل هو الصمتُ أو الليل الذي أرخى سدولهْ
قل هو النجمُ بوجه آخر ينعى أفولهْ
هل رأيت الحلم يلقي في التفاويضِ أصولهْ
هل رأيت الهم ضد القلب يستنى وصولهْ

واختتم الشاعر حسن الخويلدي بمسك القصائد:
سأبدر كل جرح فيها لما
إلى أن يورق الجسدُ المدمى
وأعرفني بدوت على طريقي
شفيفَا لستُ أدري كنت أحمى

وانتهى الحفل بتكريم المنجزين من قبل الشاعر السيد هاشم الشخص ورئيس المنتدى الشاعر حسن المرهون وأخذت الصور التذكارية وتم تناول مأدبة العشاء.





error: المحتوي محمي