وجه الاختصاصي الاجتماعي والمربي حسين آل عباس إلى أهمية التعامل مع مرحلة المراهقة ووصفها بأنها من أخطر المراحل وأهمها، وأن هناك شواهد كثيرة على فقدان من هم في هذه المرحلة وفي عمر الزهور بسبب الحبوب التي تباع واستخدام الأبناء كسلعة رخيصة من خلال المتاجرة بالمخدرات.
وأكد آل عباس ضرورة الإلمام بطبيعة هذه المرحلة على مستوى الأفراد والجماعات مع الإلمام بالأساليب الصحيحة والتعامل مع خصائص هذه المرحلة والتحديات والصراعات التي يمر بها المراهق فيها ليستطيع تجاوزها والانتقال إلى مرحلة الرشد.
جاء ذلك خلال الأمسية التي قام بها آل عباس عبر حسابه بالإنستغرام والتي أخذت عنوان “فنون التعامل مع المراهقين”.
وبدأ آل العباس بتوضيح المفهوم العام للمراهقة وهي الاقتراب من النضج وليس النضج نفسه حيث إن الفرد يبدأ بالنضج في عدة جوانب ولكنه لا يكتمل في نضجه إلا بعد مرور خبرات وتجارب قد تصل إلى مدى عشر سنوات لتمثل نهاية مرحلة المراهقة.
وبين الأشكال والاختلاف بين منظور الآباء لأبنائهم وأنهم لا يحتاجون للمساعدة وبين نظرة الأبناء بأنهم أصبحوا مدركين وواعين وفي مصاف الكبار.
وأوضح أهم خصائص وسمات مرحلة المراهقة وأهم التغيرات الحاصلة فيها سواء جسميًا أو جنسيًا أو عقليًا أو أخلاقيًا أو اجتماعيًا، مع بيان أن المراهقة قد تتشكل بثلاث أشكال هي: سوية وانسحابية وعدائية.
وأشار إلى أن الكثير من الآباء والأمهات والمربين ينشدون المراهقة السوية في أبنائهم والتي تُعرف مظاهرها بالإبداع وقوة الشخصية والصحة النفسية والقيادة والإنجاز والفاعلية على مستوى الأسرة والمجتمع.
وأكد آل عباس أهمية الأساليب التربوية التي يستخدمها الآباء والأمهات والمربون لهذا المراهق منذ كان طفلًا وأنها أهم سبب لصنع مراهقة سوية إذا كانت أساليب إيجابية، وهي أيضًا إذا كانت أساليب سلبية فهي تفضي لإنتاج مراهقة انسحابية وعدائية غير سوية.
وأضاف بأنه من أسباب كون المراهقة سوية تقدير الذات لدى المراهق وتقبّل التغيرات والتكيف معها والتفكير بشكل صحيح.
ولفت إلى أنه من مظاهر المراهقة الانسحابية كثرة مكوث المراهق في غرفته لفترة طويلة، وذكر أن هناك حالات تبقى على مدى يومين في غرفهم، وليس لديهم صداقات في العالم الواقعي لكن لديهم صداقات معدودة جدًا في العالم الافتراضي، وقد يصل الجبن فيهم إلى حال التواصل إلى تمثيل الشاب نفسه بفتاة أو العكس، بالإضافة إلى أنهم لا يجرؤون على الإفصاح عن مشكلاتهم التي تواجههم لأقرب الناس لهم مثل والديهم وسؤالهم عن أبسط الأمور، ويكون مرجعهم هو الشيخ “قوقل”.
وأشار إلى المراهقة العدائية والتي تمتاز ويتعرف على أصحابها من خلال تكسيرهم لممتلكات الآخرين، وضرب الآخرين دون سبب، والعصبية الزائدة، وأرجع ذلك إلى تدني الثقة بالنفس والتغطية على عيوبه بالعدائية، إضافة لعدم تقبل التغيرات في جسمه والتفكير بطريقة خاطئة.
وأوضح أن المشكلات التي تحدث في المراهقة وللمراهقين تقع على عاتق الجميع من الأب والأم والمربي والمراهق نفسه.
واستعرض آل عباس الأمور التي تقلق الآباء من حيث الخوف الزائد من أصدقاء السوء، وعدم قدرة المراهق على التمييز بين الخطأ والصواب، وعيشه في صراع بين الحرية والاستقلال وفي عالمه الخاص.
ووجه إلى أهمية التعاون بين الأم والأب وعدم تغييب دور أحد وإلقاء اللوم على أحد وأساليبه كونها سببًا في جعل مراهقة المراهق غير سوية، فلا بد من تعاون الأب والأم وتحقيق التوافق بين الأم والأب وهو أول عناصر المراهقة السوية، إضافة لمعرفة خصائص الأبناء ومرحلتهم التي يمرون بها، وإشراكهم في المناقشات العلمية المنظمة التي تتناول علاج مشكلات المراهقة، مع تعويدهم على طرح المشكلات التي يواجهونها.
واختتم حديثه بهمسة قال فيها: كلنا مسؤول في هذه المسؤولية المجتمعية كما أننا مكلفون بتربية أبنائنا تربية إيجابية لأنهم صُناع مجتمع الغد وهم آباء وأمهات جيل المستقبل.