الفقر والجمعيات الخيرية ودور المجتمع «1»

• يُكره ردّ السائل ولو مع ظن الغنى.
• المال لا يتعين صدقة بمجرد العزل.
• لا يجوز للزوجة التصدق من مال البيت دون إذن زوجها.
• الأموال التي توضع في الصناديق لا تصبح صدقة بمجرد وضعها إلا إذا كان لك وكالة تسلم من طرف معين.

كثيرًا ما نقدم الصدقة حينما نصاب بحالة من مرض أو غم أو كرب فنتجه إلى الصدقة راجين الله أن يفرج عنا بما قدمناه من صدقة ونعبر عنها بصدقة الحاجة ودفع البلاء وتكثر هذه الصدقة عند حدوث المشكلة أو حين السفر أو حين الإصابة بمرض وكلما اشتد المرض ارتفع منسوب العطاء.

وهو أمر حسن جدًا ففي الكافي 4 عن الصادق عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله لا إله إلا هو ليدفع بالصدقة الداء والدبيلة (الطاعون أو الخراج القاتل) والحرق والغرق والهدم والجنون وعد (صلى الله عليه وآله) سبعين بابًا من السوء.

وكذلك نقدم الصدقة في أيام معروفة كيوم الجمعة وليالي القدر وحالات الحاجة في سائر الأيام حين رؤيتنا لفقير معوز وغيرها.

أما الاتكاء على دور الجمعيات الخيرية فهو السائد بيننا خصوصًا إذا زرنا منطقة ضعيفة ورأينا حالة الضعف والحاجة فيها فإننا سرعان ما نبدأ بملامة جافة للجمعيات الخيرية ودورها الضعيف مع ما لديها من ميزانية وأن الناس يقدمون الكثير لكن هؤلاء لا يقومون بواجبهم، ومع الأسف دون أن نتحقق أو نلفت إخوتنا بالجمعيات ونقوم بإضعافهم دون انتباه بل دون مسؤولية شرعية في بعض الأحيان.

فهل الجمعيات الخيرية تقوم بدورها نيابة عنا أم أنها تقوم بواجب اجتماعي موازٍ لدورنا الثنائي، وهو مساندتها ومساعدة من هم قريبون منا، ولا يعفينا ذلك من وجوب تقديم العون لمن هو محتاج خصوصًا من يعيشون حولنا وبجوارنا ونحن أعرف بهم من الجمعيات أو غيرها.

فهل سنتصل بالجمعية لنخبرهم أن جارنا محتاج أو رحمنا فلان محتاج؟!
أم سنقوم بدورنا العيني ومساعدته ورفع حاجته؟
إن في العطاء لذة لا يشعر بها إلا من يقدمها “خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا” ففيها كل الخير والبركة ولا تنتظر أن تاتيهم المعونات من هنا أو هناك فستغمرك السعادة حينما تقوم بذلك وبالخصوص للأرحام الذين قد يجدون في أنفسهم عليك لأنك تعطي الكثيرين، بينما أرحامك القريبون لا يرون شيئًا مما تقدم، والقرآن يحثنا على العطاء لا سيما على الأرحام الأقرب فالأقرب “وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ” وفي النبوي “لا صدقة وذو رحم محتاج”.

بل الرحم “الزعلان” والذي يحمل عليك في نفسه لأنك منعته من عطائك هو أهم في نظر الشارع، فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سئل رسول الله (صلى الله عليه وآله): أي الصدقة أفضل؟ قال: على ذي الرحم الكاشح.

حالة الاتكالية موجودة غالبًا، وخصوصًا مع عدم استقرار وضع التجمعات الاجتماعية الجديدة وتعارف الناس فيما بينهم، وفهم حالة كل منهم، لأن المناطق الجديدة مع تنوع القاطنين فيها لا يعرف بعضهم بعضًا ولذا يفترضون أن هناك جمعيات تقوم بخدمتهم ويتناسى كل منهم تلمس حاجة جاره.
يتبع الجمعيات الخيرية..



error: المحتوي محمي