أنهى قسم التثقيف والتوعية الصحي بشبكة صحة القطيف البرنامج المكثّف والذي أقيم بمستشفى الأمير محمد بن فهد لأمراض الدم الوراثية بتاريخ 31 مايو 2023؛ والذي يهدف إلى تدريب وإعداد الممارسين الصحيين لتنفيذ مجموعات الدعم (support group) على مستوين هما: مجموعات الاهتمام بالمرضى وذويهم ومجموعات الاهتمام بصحة العاملين بالمنشآت الصحية باحترافية وكفاءة عالية، وقد استفاد من المبادرة 70 موظفًا من العاملين في مجال الرعاية الأولية.
وعرف مدير قسم المحافظة على الصحة الدكتور حسين آل شيف مفهوم مجموعة الاهتمام في المجال الصحي بأنها مجموعة من الأفراد يشتركون في أهداف صحية معيّنة مثل التغذية الصحية، واللياقة البدنية، وقطع التدخين وتحسين جودة الحياة والاهتمام بالدعم النفسي والصحي ويشرف عليها ممرضون مختصون ومدربون في حلقة لتبادل الخبرات بين أفراد المجموعة كما يمكن للمدربين المشرفين الاستعانة بأطباء وذوي الاختصاص لتحقيق احتياجات وأهداف المجموعة والتي تستمر لمدة محددة تتراوح بين شهر إلى 6 أشهر.
وذكر مدير برامج الصحة في مكان العمل بتجمع الشرقية الصحي الدكتور أحمد زكي آل سيف أن الهدف من البرنامج التدريبي إعداد مرشدي مجموعات الاهتمام للتحكم بالحالات الصحية المزمنة، مضيفًا أن أهمية مجموعات الدعم تكمن في تمكين الأفراد من أخذ زمام المبادرة في خفض خطورة الإصابة بالأمراض، والتحكم بها قائلًا: “ًفالفرد هو محور نموذج الرعاية الحديث الذي يقوم عليه التحول في النظام الصحي، ونعمل حاليًا على مبادرة مجموعات الاهتمام بالعاملين الصحيين المصابين بالسكر ومرحلة ما قبل السكر وهناك جهود كبيرة بمساعدة استشاريين واختصاصيي تغذية علاجية لوضع أسس ومواضيع النقاش المقترحة في هذه المجموعات بتصور وأجندة متكاملة”.
وتضمن البرنامج التدريبي العديد من المحاور أهمها: نظريات التغيير ومفاهيمها، وأنواع مجموعات الدعم وأهدافها، والأسس المهمة في وضع الأهداف بشكل صحيح ومتابعتها، وإدارة النقاش في مجموعات الاهتمام بشكل فعال وتطبيق عملي لمجموعات الاهتمام ابتداء من تحديد الأهداف وكذلك التحديات والصعوبات التي قد تواجه.
وناقشت رئيسة برامج التوعية المجتمعية بالقطيف علياء الأصيل خلال اللقاء نظريات التغيير وذكرت أن نظريات التغيير هي مجموعة من النظريات والمفاهيم التي تعمل على تفسير الأسباب التي تدفع الأفراد لتغيير سلوكهم، سواء كان ذلك تغييرًا إيجابيًا أو سلبيًا، مضيفة أن مجموعات الاهتمام
تتأثر بالعديد من العوامل المؤثرة مثل الضغوط الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والنفسية.
وأوضحت آيات العبيدي مسؤولة قسم المدربين الصحيين بقطاع الدمام أنواع مجموعات الاهتمام وأهدافها، وذكرت أن أكبر التحديات التي تواجههم في إنجاز مجموعات الدعم أنه مفهوم جديد غير متعود عليه ومازال هناك أفراد في المجتمع خجولون وحساسون تجاه مواضيع الصحة والمرض ويجدون صعوبة في مشاركتها مع الآخرين حتى إن كانت من باب تبادل الخبرات.
وشرح مدير قسم المحافظة على الصحة الدكتور حسين آل شيف أساسيات إنشاء مجموعات الاهتمام ومعاييرها بشكل نظري وكيفية البدء فيها، كما نوّه بأنه لا توجد موازين صارمة تحكم إنشاء المجموعات؛ بل يعتمد ذلك على نوع المجموعة وأهدافها، وقال: “إن الاختلاف بين أفراد المجموعة سواء في العمر أو سنوات الإصابة بمشكلة صحية معينة أمر مفيد ويخدم فكرة تبادل الخبرات كثيرًا”.
وتحدث عن أهمية وضع أجندة واضحة للمجموعة واستقطاب ذوي التخصص للمشاركة في تغطية أحتياجات المستفيدين سواء من أطباء أو اختصاصيي التغذية والاختصاصيين النفسيين كذلك لتقديم الدعم النفسي والمشورة وتصحيح أي مفاهيم غير صحيحة، مضيفًا أن وجود الفرد وسط مجموعة بحد ذاته يخفف من شعور الوحدة والتوتر الذي يرافق الإصابة بمرض مزمن.
وأشرف على التطبيق العملي كل من زينب آل الشيخ رئيسة قسم التثقيف الصحي بإدارة المراكز الصحية وفاطمة آل ربح رئيسة أقسام التثقيف الصحي بشبكة القطيف الصحية وذلك من خلال خبرتهما في مجال الإعداد لمجموعات الاهتمام.
بدورها، أكدت “آل ربح” أن إدارة النقاش في مجموعات الاهتمام بالمجال الصحي تتطلب بعض المهارات والخطوات المهمة التي تساعد على إبقاء النقاش مفيدًا ومثمرًا، وتجنب المواضيع الجانبية التي قد تؤثر على الهدف من إنشاء المجموعة والفائدة المرجوة منها، مشيرة إلى أن الاحترام المتبادل بين أعضاء المجموعة والتركيز على الأهداف والتفاعل والمشاركة الإيجابية سواء في طرح المشكلة أو الحلول والمقترحات ركيزة نجاح المجموعة.
الجدير بالذكر أن مبادرة مجموعات الاهتمام بصحة العاملين سيتم تفعيلها في الربع الثالث من العام الحالي على مستوى التجمع الصحي بالشرقية وستستهدف المصابين بالسكري أو مرحلة ما قبل السكري.