بعد ظهر يوم أمس، السبت، أخذت أحفادي؛ بنتان في السنة الثالثة من العمر وصبيّ لم يبلغ السنة السادسة بعد إلى شاطئ البحر القريب من دارنا. الحقّ يقال إن المكان جيّد، فيه ألعاب وافرة وأشجار سامقة وعشب لا بأس به والنظافة مقبولة إلى أن اضطر الصبيّ إلى استخدام دورات المياه استجابة إلى نداء الطبيعة!
أخذته – بنفسي – إلى مرافق دورات المياه فوجدتها لا تليق بالمكان! والصبيّ رفض رفضًا باتًّا استخدامها أو النظر فيها مع حاجته الملحّة إليها. ولكي لا أطيل عليكم اضطررنا للعودة إلى المنزل سريعًا!
نحن الآن في شهر يونيو سنة 2023م! ما يعني أنه من المحتمل جدًّا أن يقصد هذه الأماكن غرباء من أماكن بعيدة ويحتاجون لمثل هذه الخدمات – صغارًا وكبارًا – فهذه المرافق من أساسيات السياحة والتقدم! ولكي لا يفهمني القارئ الكريم خطأ ويحسبها ملامةً لأحد! ليس كذلك، إنما هي مناشدة لمن يستخدم هذه المرافق أن يرفق بها ويتركها نظيفةً كما كانت.
لا بد أن تتسع صدورنا وأفكارنا لندرك أن ما يضايقنا يضايق غيرنا! وهذا فصل الصيف أغلبنا يذهب فيه للسياحة ويرى كيف هو والآخرين يعتني بالمرافق التي يستخدمها! فما بالنا لا نعتني بمرافقنا أم كما يقول المثل: حمامة الحيّ لا تطرب؟!
أخي الكريم وأختي الكريمة، ابني العزيز وابنتِي العزيزة: الطريق للجميع والحدائق العامة للجميع وكل ما هو عام غير خاص! علينا العناية بنظافة الطريق ودورات المياه العامة والحدائق والمدارس وغيرها من المنافع المشتركة! ولا يفوتني أن أذكّر أن هذا العمل – العناية بالأماكن العامة – من أنواع العبادة والمظهر الحسن ونؤجر عليه! وعكس ذلك صحيح أيضًا!
أذكر حديثًا واحدًا كشاهد على أن العناية بالمنافع العامة فيها أجر وثواب: عن رسول الله صلى الله عليه وآله: إن على كل مسلم في كل يوم صدقة، قيل: من يطيق ذلك؟ قال صلى الله عليه وآله: إماطتك الأذى عن الطريق صدقة، وإرشادك الرجل إلى الطريق صدقة، وعيادتك المريض صدقة، وأمرك بالمعروف صدقة، ونهيك عن المنكر صدقة، وردك السلام صدقة.
ليكن شعارنا “أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك، وتكره له ما تكره لنفسك” في الطريق والمتنزهات والشواطئ وكل الأماكن العامة! وحبذا لو قلنا إن أخيك في هذا المقام تشمل السائحَ والزائر والمقيم أيضًا، فبذلك نرتقي! أما غير ذلك فكما يقول المثل: ألف عمّار ما يقدر على خرّاب!
وليلاحِظ القارئ الكريم أنني ذهبت إلى حجرةٍ واحدة في مكانٍ واحد – مرة واحدة – فإذا كان الحال غير ذلك في بقية الحجرات أو الأماكن والأوقات فليعذر تقصيري عن الاستقصاء التام!