من أوراق الامتحان الجامعية..
وقعت في يدي ورقة امتحان فصلي..
الامتحان يتكون من سؤالين
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال الأول:
قطّع الأبيات التالية، وأذكر بحورها، وبين ماحدث فيها.
1-دعا باسم ليلى غيرها فكأنما.
أطار بليلى طائرًا كان في صدري
2-ولقد لاموا فقلت دعوني
إنّ منْ تنهون عنه حبيبي
3-وجميلةٌ كسرتْ جمي
ل الشعرِ بالخطأ الحميل
4-أكافحُ البرد في سراجٍ
يكادُ من ضعفهِ يموتُ
5-اسمعْ مخاطبة الجليس ولا تكن
عجِلًا بنطقك قبل أن تتفهما
السؤال الثاني:
عرّف المصطلحات التالية:
-الخَبَن
-الترفيل.
-الحذف
-الضرب.
بالتوفيق
التعليق على هذه الورقة.. هو أنني سأحاول الوصول لأصحاب هذه الأبيات. والوقوف معها قليلا..
1-دعا باسم ليلى غيرها فكأنما
أطار بليلى طائرا كان قي صدري
للشاعر قيس بن الملوح..
هذا البيت على بحر الطويل
ضمن قصيدة طويلة جاء فيها
وداعٍ دعا إذ نحن بالخِيفِ من منى
فهيّج أحزانَ. الفؤادِ وما يدري
دعا باسم ليلى أسخن الله عينه
وليلى بأرض الشامِ في بلدٍ قفْرِ
عرضتُ على قلبي العزاء فقال لي
من الآن فاجزعْ لا تملّ من الصبرِ
إذا بأن من تهوى وشطّ به النوى
ففُرقةُ من تهوى أحرُّ منَ الجمرِ
وقيس بن الملوح هذا يلقب بقيس ليلى (24هج-68هج)
وهو من الشعراء المتيمين من أهل نجد
لم يكن مجنونا ولكن لقب بذلك لهيامه في حبّ ليلى العامرية
التي عشقها ورفض أهلها أن يزوجوها له، فهام على َوجهه ينشد الأشعار ويأنس بالحوش ويتغنى بحبه العذري.
فتراه حينا في الشام، وجينا في نجد، وأخرى في الحجاز
وجد ملقى بين الأحجار وهو ميت فنقلوه إلى أهله.
وله الكثير من أبيات العشق
فصار ديوانه مثار الأدباء والشعراء، فألهم العرب والعجم بهذه التجربة الفريدة
ومن أبياته الشهيرة:
أمرّ على الديار ديار ليلى
أقبلُ ذا الجدادَ وذا الجدارا
وما حبّ الديار شغفن قلبي
ولكن حبَ من سكن الديارا
********
2-ولقد لاموا فقلت دعوني
إنّ منْ تنهون عنه حبيبي
ووزن هذا البيت على بحر المديد
وينسب لعبد الرحمن بن أبي بكر
وهو ضمن قصيدة جاء فيها
يا ابنة الأزدي قلبي كئيبُ
مستهام عندها ما ينيبُ
ولقد لاموا فقلت دعوني
إنّ من تنهون عنه حبيبُ
إنما أبلى عظامي وجسمي
حبّها والحبُّ شيءٌ عجيبُ
أيها العائبُ عندي هواها
أنت تفدي من أراك تعيبُ
كما تنسب له بعض الأشعار الأخرى
أسلم قبيل صلح الحديبية.. وتوفي عام 53هج.
***********
3-وجميلةٌ كسرتْ جمي
ل الشعرِ بالخطأ الجميل
البيت هذا على مجزوء الكامل
ولم أعثر على قائله..
********
4-أكافحُ البرد في سراجٍ
يكادُ من ضعفهِ يموتُ
هذا البيت على وزن مخلّع البسيط
وهو للشاعر العراقي الكبير السيد أحمد الصافي النجفي
المتوفى سنة 1977م
والسيد الصافي من الشعراء المبرزين في عصره
وله عدة دواوين شعرية
وتعد ترجمته رباعيات الخيّام من أفضل الترجمات العربية
وبيته هذا ضمن قصيدة جاء فيها:
كأنّ ذاك التراب رزقٌ.
به من الله قد حبيتُ
ينثر من سقفها ترابٌ
لولا غطائي به عميتُ
جمدتُ من بردها ولكن
في الصيف من حرّها شويتُ
أبيتُ ليلا بها كأني
للبرد تحت السما أبيتُ
********
5-اسمعْ مخاطبة الجليس ولا تكن
عجِلًا بنطقك قبل أن تتفهما
هذا البيت لصفي الدين الحلي..
وهما بيتان.. وجدتهما في ديوانه بقافية مختلفة
اسمع مخاطبة الجليس ولا تكنْ
عجِلًا بنطقك قبلما تتفهمُ
لم تُعطَ معْ أذنيك نطقًا واحدًا
إلّا لتسمعَ ضعف ما تتكلمُ
أما الشاعر الذائع الصيت صفي الدين الحلى
فلا مجال للوقوف كثيرا حول ترجمته، ففي كل الكتب والمواقع الأدبية تقف عند ترجمته
ومن جميل ما قام به الصفي
أنه نظم بيتا لكل بحر فسميت مفاتيح البحور
ليسهل من عملية حفظها مع مثال لكل بحر.. ومن أمثلتها
رملُ الأبحر ترويه الثقاتُ
فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتُ