مواهب مختلفة كشف عنها معرض “بذرة فن”، الذي نظمته جماعة التصوير الفوتوغرافي بالقطيف احتفاءً بمرور 25 عامًا على تأسيسها، والكثير من تلك المواهب الشابة والناشئة كانت كأغصان امتدت من جذور ضاربة في تربة الفن، فالمعرض الذي أقيم على صالة علوي الخباز بالقطيف واستمر على مدى 8 أيام، كان تأكيدًا على أن البعض جيناته الفنية ما هي إلا جينات وراثية، ومن بينهم برز اسم زينب محمد عبد الله الخراري، ابنة الفنان الفوتوغرافي “محمد الخراري”، إلا أن زينب أثبتت بمشاركتها أن الفن قد يورث لكن بملامح مختلفة، فابنة الفنان الذي تلاصق الكاميرا يده فاجأت زوار المعرض بأنها استبدلت الكاميرا بالفرشاة والألوان، متخذة لنفسها طريقًا غير ما سار عليه أبيها.
في أولى مشاركاتها
وكأول مشاركة لها في معرض فني متخصص، كانت الفنانة “الخراري” حاضرة بثلاث لوحات، نفّذتها بمقاسات متقاربة 40×30 سم، على خامة الكانفاس، مستخدمة في اثنتين منها ألوان الأكريليك، وواحدة بالألوان الزيتية.
ثلاث تجمعها بصمتها
وعكست اللوحات الثلاث تجارب زينب في عدة مدارس واتجاهات فنية، كما أنها استعرضت مواضيع مختلفة في لوحاتها لا رابط بينها غير بصماتها وألوانها.
وفي أولى لوحاتها المشاركة في المعرض التي حملت عنوان “من الطبيعة”، رسمت الخراري مشهدًا طبيعيًا، مستخدمة في إنجاز لوحتها الألوان الزيتية، وبعمل تعبيري جاءت اللوحة الثانية التي أعطتها اسم “اندماج روحين”، فيما حاكت بلوحتها الثالثة العمل الشهير للفنان فان خوخ “ليلة النجوم”.
سرّ أبيها
ولأن “الفتى سرّ أبيه” كما يقال فإن مشاركة زينب في “معرض بذرة فن” أظهرت جانبًا غير مرئي كثيرًا من هوية والدها الفنية، بعد أن أجابت عن سؤالنا لها: كيف حادت زينب عن طريق والدها كفنان فوتوغرافي إلى الفن التشكيلي ولماذا لم تحمل الكاميرا كأبيها؟، بقولها: “فن الرسم، والتعامل مع الألوان رحلة ممتعة، وباستطاعة الفنان ممارسة هذه الهواية في كل وقت، كذلك والدي مهتم بالفنون البصرية بشكل عام ويهوى الرسم أيضًا وله أعمال رائعة، وهذا ما شجعني على مشاركته هذه الرحلة، وبالنسبة للتصوير الفوتوغرافي فأنا متذوقة لهذا الفن الجميل، ولدي تجارب باستخدام الجوال”.
وفي ختام حديثها بسطت “الخراري” أكف الشكر لـ«القطيف اليوم» قائلة: “لها الشكر الجزيل لدعمها الدائم، واهتمامها الملحوظ بتوجيه الضوء على طاقات مملكتنا الحبيبة، كما أشكر جماعة التصوير الضوئي بالقطيف لهذه المبادرة الموجهة للمبدعين الواعدين، ونبارك لهم مرور 25 عامًا على التأسيس”.
هي باختصار
زينب ابنة الـ19 ربيعًا، طالبة في أولى سنواتها الجامعية بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، اكتشفت ميلها للرسم في المرحلة الابتدائية، فبدأت بالتجارب المختلفة، ومحاكاة لأعمال فنية تشدها، وتعتبر نفسها حتى اليوم أنها ما زالت في مرحلة التجريب باستخدام خامات مختلفة، وألوان مختلفة، ومواضيع متنوعة.