من سيهات.. غدير المبارك ترسم عنفوان الشباب بـ«عزة وفخر».. في «بذرة فن»

لطالما كان الرسم هو الأيام والأحلام والحب على شكل لوحة. هكذا أخذت الفنانة “غدير أحمد جاسم المبارك” زوار معرض “بذرة فن ” إلى عالمها وآمالها التي جسدتها في لوحتها “عزة وفخر”.

شاركت “المبارك ” المنحدرة من مدينة سيهات بلوحتين، وهي ليست المشاركة الأولى فقد اعتادت عرض أعمالها المميزة في العديد من المعارض المحلية. وقد جاء عملها في لوحتين بمقاس 100*100 بألوان الإكريليك على كانفاس.

وتحدثت “المبارك” عن مشاركتها قائلةً: “أحببت أن أرسم الوطن ذلك الحضن الدافئ في لوحتين بلونين متضادين لأعبر عن مدى امتناني لدعم المملكة لطاقات الشباب والشابات وقوة الازدهار التي نستشعرها “.

ووصفت لوحتها الأولى التي قالت إنها اقتبستها من صورة للفوتوغرافي مهدي اليوسف بقولها: “تضمنت اللوحة برج الخبر مع استعراض الطيران الجوي الذي يرمز لقوة المملكة وتقدمها العسكري، وصورة شاب سعودي بكامل أناقته ينظر إلى الأفق بعين الفخر والاعتزاز بخلفية اصطبغت باللون الأزرق السماوي.
أما اللوحة الثانية فقد اخترت لها اللون الوردي؛ لون الأنوثة والصدق والحب بعين امرأة سعودية تفيض بالعزة والعنفوان. وقد تعمدت إظهار الشابين في كلتا اللوحتين وهما ينظران إلى الأفق الواسع بنظرة حالمة ومتفائلة؛ كأنهما يقولان غدًا سيزهر الوطن بطاقة الشباب التي لا حدود لها، فأنا أرى من منظوري الشخصي أن الشباب هم رمز النجاح ووقوده والسواعد التي ينهض بها الوطن”.

بدايات
أحبت “المبارك” الرسم من والدتها حيث نشأت في أحضان الفن، فتملكها حبه وكبرت وهي تتأمل الألوان والفرشاة بيد والدتها الفنانة فاطمة آل مطر التي اعتادت أن تنثر مشاعرها كالورد في لوحاتها.

تقول: “بدأت الرسم بأقلام الرصاص ثم انتقلت إلى الإكريليك؛ بعدها تعلمت فن (Stencil graffit) في المرحلة الثانوية على يد الفنانة زينب الماحوزي؛ وكانت هذه الدورة هي بداية انطلاقتي في رسم اللوحات الكبيرة واستعمال الألوان بأكثر من طريقة في اللوحة الواحدة؛ ولا زلت أتعلم وكل عمل أنتجه يضيف لي المزيد من الخبرة”.

عودة بعد انقطاع
ذكرت “المبارك” أنها انقطعت عن الرسم لأكثر من أربع سنوات، ثم عادت للرسم بقوة بعد انضمامها إلى قروب (أكوريل للرسم المائي) لمؤسسته الفنانة أفراح جضر التي أخذتها في تجربة فريدة من نوعها حسب وصفها، تقول: “عشقت الألوان المائية وكأني أكتشفها لأول مرة؛ فعندما أبدأ في الرسم بها أشعر بالهدوء والسلام النفسي والطمأنينة؛ وأعيش لحظات تأمل بعيدة عن كل تفكير في العالم؛ نلتقي كل صباح سبت لنرسم بشفافية مع انسيابية الماء واللون ونختار في كل مرة أحد المقاهي بمنطقة القطيف لنطلق العنان لفرشنا”.

أمنيات حالمة
المبارك التي وجدت في الرسم ذاتها ونسجت اهتمامات أبناء جيلها خاصة أمنياتهم والفرص التي يتمنونها والتي ربما لم تكن متاحة وصعبة المنال على لوحاتها. تقول: “أنا إنسانة حالمة أحكي على سطح لوحاتي كل ما أتمناه أو يعبر عني، كما أحب التجديد وآخذ بعين الاعتبار أمنيات الشباب وما يرغبون في الوصول له عبر لوحاتي. مثال ذلك في لوحتي عازفة الكمان التي عرضتها في 2015 والتي أفتخر بها كونها أولى لوحاتي وهي اللوحة نفسها التي فزت بها في مسابقة (حلمي أنا) لوزارة التربية والتعليم وحازت المركز الأول على مستوى المنطقة؛ حيث عبرت فيها عن حبي الشديد للموسيقى ورغبتي الدفينة في تعلمها الأمر الذي لم يكن متوفرًا آنذاك ولكن الأمور الآن اختلفت في المملكة ولم يعد هناك صعب أو مستحيل. كما رسمت أيضًا راقصة البالية والتانجو وموسيقى الشوار ولعبة الملوك وعيون النمر وغالبًا ما تعبر أعمالي عن الحياة وطموح الشباب وأمنياتهم”.

طقوس وتشافي
ترى “المبارك” في المساء وقت هدوئها فتعد إبريق الشاي الذي تفوح منه رائحة النعناع الجبلي وتمزجه ببعض الموسيقى كطقس من طقوسها قبل أن تعيش في عالمها المليء بالسكينة وألوان الطيف، تقول: “أحب الرسم وأنا سعيدة ومهيئة بكامل طاقتي بعد إنهاء التزاماتي وانشغالاتي ولكني في الآونة الأخيرة وجدت في الرسم أيضًا مهربي عندما تتعقد مشاعري؛ وأيقنت من حينها أن الفن مساحة للتشافي وتفريغ الطاقة السلبية”.

مشاركات
لطالما حازت “المبارك” بأعمالها العديد من الجوائز وشهادات التكريم، كما أنها عضوة في جماعة الثقافة والفنون بالقطيف وعضوة في (Aquarelle Group) للرسم المائي؛ وقد شاركت في عدة معارض محلية على مستوى المملكة منها المعرض السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر لجماعة الثقافة والفنون بالقطيف، معرض صيف الألوان، معرض أوتار، معرض روازن للوحات الصغيرة، معرض مركز التدريب الصناعي لأرامكو ومعرض في مقهى كوفي أند بيبل وكانت آخر مشاركتها معرض بذرة فن.

وحصدت المركز الثالث على مستوى الدمام في مسابقة الرسم الحر لوزارة التربية والتعليم عام 2016م بلوحة مسجد الرسول (صلى الله عليه وسلم).

يشار إلى أن معرض “بذرة فن”، الذي تنظمه جماعة التصوير الضوئي بالقطيف بمناسبة مرور 25 عامًا على تأسيسها، يقام فيصالة علوي الخباز بالقطيف، ويستمر حتى مساء اليوم الجمعة 13 ذي القعدة 1444 هـ.




error: المحتوي محمي