من قصص الجميلة والطريفة المتعلقة بالاستخارة، والتي لا تذهب عن الذاكرة ابداً:
(ولسليمان الريح)
عندما كُنا في مدينة قم وقع خلاف شديد بيننا وبين المؤجر، فلم يكن هناك خيار إلا الخروج من مكان السكن. فبدأت بالبحث عن مكان آخر، فوجدت بيت أحد المشايخ والأصدقاء، والذي كان في البلد، وهو لم يأتِ لـقم منذ سنة كاملة تقريبا، و لترددي في أخد هذا البيت أخذت استخارة لـنفسي، غفتحت القرآن، وكانت الخيرة بحسب نظري ممتازة: (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ).
ثم توكلت على الله و اتصلت بالشيخ لأخذ الإذن منه وتيـّسرت الأمور واستقرينا في البيت شهر كامل تقريبًا،
إلى أن اتصل الشيخ، وقال لي – وهو محرج مني – أن أهلي قادمين الى قم الشهر القادم، وهم بحاجة الى البيت، أصبحت خلال هذه المدة أبحث عن مكان أخر الى أن وجدته خلال شهر كامل تقريبا.
وانتقانا في البيت الاخر، ثم بعد فترة، وانا أعيد شريط ذاكرتي هذه الايـّام إذ لاحظت تطابقاً غريباً دقيقاً مع الاستخارة (غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ) فكانت حقا استقرار لمدة شهر كامل، والبحث في شهر كامل.
صراع الاستخارة
كما في العادة بعد صلاة الجماعة يأتي المؤمنون بعضهم ليسأل مسألة فقهية، وبعضهم يأتي للسلام فقط، و بعضهم ايضًا يأتون لأخذ استخارة، وفي أحد المرات جاء لي بعض الأصدقاء لأخذ استخارة، فـكانت الاستخارة ليست
جيدة، ثم بعد فترة بسيطة قريب من شهر أتى ذات الشخص لأخذ استخارة فكان الأمر أن الاستخارة أيضًا ليست جيدة.
لكن الشيء الغريب أن هذه الحالة تكررت مع الشخص نفسه فيما يقرب من عشر استخارات كلها ليست جيدة بفترات زمنية، وأنا كنت محرج منه في كل مرة اخبره أن الاستخارة لم تكن جيدة، واُمني نفسي دائما بأن تكون الاستخارة ممتازة تفاديًا من الاحراج معه، إلى أن وصلنا الى الاستخارة الحادية عشرة فكانت ممتازة، فـأخبرته بها مباشرة مستبشرًا، واذا به يقول انهُ كان متوقع ذلك.
وقال: شيخنا هل أخبرك لماذا كانت الاستخارات السابقة تفيد بالنهي، والاخيرة هي التي كانت جيدة!.
قلت له متفاجئ ؛لماذا ؟!
قال : إنني الآن في فترة خطوبة، وأريد أن أن احدد موعد الزواج، لكن والد زوجتي رافض ذلك بحجة أنه يجب أن تتزوج ابنتها الكبيرة اولا، والتي هي لم تكن حتى مخطوبة!
وكل مره أريد ان اكلمه بأمر طال زمنه، وأنا اريد أن أتزوج بسرعة، وآخذ استخارة قبل أكلم والدها، ودائما ما تكون ليست حيدة، يعني اصمت ولا تكلم والدها، وأنا صابر بالاستخارة.
ولكن في المرة الاخيرة كانت الخيرة جيدة لأن أختها كانت حينما تمت خطبتها.
البقرتان والفتاتان
كنا في المدينة المنورة في حرم النبي (ص) بالتحديد واذا بإتصال أحد المؤمنين يطلب استخارة، فـأخبرته أن الاستخارة ستكون في حرم النبي ( ص ) فقال: الحمد لله، هذه الاستخارة ستكون مبركة، وأنا أريد خيرتين اثنتين.
وفتحت القرآن فجاءت الاستخارة ( إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ)
ولم أخبره عن الآية، وقلت له: الظاهر أنه لم تحدد وجهة الاستخارة.
فاجاب: بصراحة أنه لم أحدد وجهة الاستخارة ولم أعين الأولى ام الثانية. والتفت وسألني: كيف عرفت ذلك – يا شيخنا – لأنني أريد أن أخطب وإني في حيرة بين فتاتين.
فضحكت وقلت له فقط أن الآية دلت على ذلك، ولم أخبره بالاية للاحراج منه ومني، ثم استخرت له ما يريد.