من البحاري.. بعلامات تأنيث مختلفة وبصمات فنية منوعة.. آنسات آل حماد يشاركن بخمسة أسماء و13 لوحة تشكيلية في «بذرة فن»

البداية خمسة أسماء بعلامات تأنيث مختلفة، والنهاية اسم واحد يحتضن تلك الإناث الخمس اللائي تشربن الفن من كأس الوراثة، وتميزن فيه، وعلى الرغم من أن لكل واحدة من بنات “آل حماد” بصمة فنية خاصة، فإن معرض “بذرة فن” جمع بصماتهن على اختلافها، وعلقها على جدران صالة علوي الخباز، ليكنّ ضمن الأسماء الشابة والناشئة المشاركة في احتفال جماعة التصوير الضوئي في يوبيلها الفضي على مدى ثمانية أيام.

فاطمة، سارة، إسراء، رقية، أخوات يجمعهن اسم والدهن “محمد علي آل حماد”، اقتطعن لأنفسهن مساحات متفاوتة في معرض بذرة فن، تشاركهن في ذلك ابنة أختهن جنى علي حسين آل حماد، فالفنانات الخمس احتجزن مساحة لـ13 لوحة بخامات وقياسات غير متشابهة، من بين 63 عملًا فنيًا مختلفًا في المعرض.

الأنمي بأنامل أصغرهن
أصغر المشاركات من عائلة آل حماد، هي رقية محمد، في الـ14 من عمرها، أطرت في مشاركتها بالمعرض ثلاث شخصيات من الأنمي، رسمتها على ورق بألوان الماركر والألوان الخشبية، وتوحدت قياساتها  25 × 25 سم، وقد عبرت في لوحاتها عن المعاناة الخاصة لكل شخصية من الشخصيات التي رسمتها.

عنها
طالبة في الصف الثاني المتوسط بدأت في ممارسة الرسم منذ الصغر، ومؤخرًا بدأت هويتها الفنية في الاتجاه إلى مجال فن الأنمي، فمارسته بأسلوبها الخاص، وتعد مشاركتها في بذرة فن المشاركة الأولى لها في المعارض الفنية.

بقصاصات ورقية
المشاركة الثانية، كان لها خط مختلف تمامًا عن المشاركة الأولى، حيث شاركت جنى علي، بثلاث لوحات أنتجتها بفن الكولاج أو ما يعرف بفن “الجورنال”، بقياس 25×25 سم، مستخدمة فيها ألوان إكريليك وكولاجات على ورق.

وحول لوحاتها قالت: أخرجت أعمالي بفن الكولاج، وهو فن يعطي شكلًا وملمسًا للعمل باستخدام أكثر من خامة مع إضافة ألوان إكريليك وبودرة رخام، وقد استخدمت هذه الألوان تحديدًا في اللوحات لأنها تعبر عن الأمل والسكينة والطموح وتحديدًا اللون الأزرق حيث يعبر عن الإلهام.

عنها
جنى في الـ15 من عمرها، طالبة بالصف الثالث المتوسط، تعلقت بالفن منذ نعومة أظفارها، فقد أحبت الرسم والتلوين، ونمت موهبتها بمجالستها خالتها “فاطمة” لترسم وتلون معها.

تختصر رحلتها الفنية بقولها: مررت بفترة تذبذب وحيرة عن؛ ما الأسلوب المناسب لي والجانب من الفن المحبب إلى قلبي؟ وبعد تجارب في مختلف الألوان والخامات اكتشفت ما يلائم ذائقتي وأفكاري الخاصة وما يعبر عنها.

لوحات رقمية
بثلاث لوحات رقمية، تشكلت المشاركة الثالثة لعائلة “آل حماد”، وهي مشاركة إسراء محمد، البالغة من العمر 18 عامًا، وقد رسمتها ببرنامج Sketchbook، بقياس – 40×30 سم.

وعن أعمالها أوضحت أنها نفذت لوحتين منهما بأسلوب الأنمي وقد رسمتها بأسلوبها الخاص، أما الرسمة الأخيرة فهي بأسلوب كرتوني وقد رسمتها بأسلوبها أيضًا، محاولة أن تعكس من خلالها شخصيتها وهي في عمر العاشرة.

عنها
إسراء طالبة في المرحلة الثانوية، وقد بدأت الرسم في عمر الخامسة بدعم من العائلة ومعلمتها في مرحلة الروضة، حيث كانت معلمتها تقدم في بعض فترات الفراغ لأطفالها بعض أدوات الرسم وتسمح لهم بممارسة ما يرغبون.

وفي عمر العاشرة بدأ خطها الفني يتضح أكثر، توضح ذلك بقولها: عندما بلغت العاشرة أصبحت أكثر انطوائية، لذلك أخذت ذلك كفرصة لرسم شخصية خاصة لم يرسمها أحد من قبل.

سارة تكتب مشاعر “سارة” بالألوان
تمثل لوحات سارة محمد، ابنة الـ20 ربيعًا، المشاركة الرابعة لعائلتها في المعرض، حيث شاركت بثلاثة أعمال تشكيلية، تحدثت في كل واحدة منها بفرشاتها وألوانها عن “سارة” في فترة ما من فترات حياتها.

وشرحت آل حماد لوحاتها الثلاث بقولها: “في الأعمال الثلاثة كنت أتحدث عن “سارة” في فترة ما، فأنا لا أستطيع التعبير عن شعور ما وترجمته إلى كلمات، ولا أن أضع له عنوانًا أو مسمى بشكلٍ أو بآخر. وبذلك أرى أنه من الصعب التعايش معه وحبسه بداخلي لفترة أطول، فالخيار الذي أملكه هو أن أُفرغ جميع ما أملك من مشاعر متداخلة في لوحة باستخدام فرشاتي وأقلام الحبر الخاصة بي”.

وأضافت: الثلاثة أعمال بينهم فترة قصيرة، كل عمل كنت أشعر فيه بشعور ما، العمل الأول حمل اسم “عمّا بداخلي”، وفي هذا العمل كنت أحاكي الشعور الذي يكمن بداخلنا وقد يختبئ بين أجزاء معينة بداخل أجسادنا الصغيرة، تارةً يحصل في القلب وتارةً أخرى في المعدة، وأوقات كثيرة يستريح هذا الشعور في القولون! هذا الشعور أصبح منطويًا عليّ ولا أستطيع البوح به.

ومضت في حديثها عن بقية أعمالها قائلة: “العمل الثاني اسمه “ما بداخلي لا يُوصف”، وفي ذلك العمل كنت أشعر بأن الأمور بدأت بالخروج عن السيطرة، الشعور المختبئ بالداخل بدأ في الخروج، مشاعر ممزوجة، فوضوية، انفعالية، تصرخ دون صوت! كنت أرسم بألوان مختلفة في بادئ الأمر حتى أصبت بالاستفزاز، أخذت الفرشاة والماء باندفاع وتركتها تجف حتى هدأت، بالحبر أخذت أرسم خطوطًا وكأنما الشعور نفسه يخرج مني عن طريقه.

وتابعت: العمل الثالث كان “تحرُّر”، الحرية هي التحرر من شعور مزعج كان مُسيطرًا عليك من قبله، بعد فترة لم تدم طويلًا أخذ هذا الشعور نفسه وغادر، فالدعسوقة ترمز للخير والتحرر.

وأوضحت سارة لـ«القطيف اليوم»، أن اعمالها المشاركة في المعرض تميل إلى المدرستين السيريالية والتعبيرية، لكنّها ترى أن في الفن الحديث وعصرنا هذا، الأعمال الفنية عامة قد لا تنتمي إلى مدارس فنية محددة وإنما تكون مزيجًا من أكثر من مدرسة، أي يظهر كل فنان بأسلوبه الخاص الذي يميزه عن غيره دون الانحياز والتقيد بمدرسة ما.

عنها
طالبة في السنة الثانية بقسم الإعلام الرقمي في الجامعة السعودية الإلكترونية. أمسكت بالألوان منذ صغرها، حيث كانت ترسم في أي فراغ تراه.

تعد سارة والدها الداعم الأول لها، حيث تقول: كانت لا تخلو يديه من أقلام التلوين ودفاتر الرسم حينما يأتي من عمله، وكنت أشارك الألوان مع أختي فاطمة لنرسم حتى الشبع، وقد تطور الأمر حينما انضممت إلى جماعة الكارتون بقيادة الفنان ماهر عاشور في عمر الخامسة عشرة، كانت نقلة مختلفة في عالم الفن، قابلت العديد من الفنانين والفنانات ولا أنسى الدعم المقدم منهم.

وأضافت: مع بداية عام 2020 بدأت بالمشاركة في معارض للفنون التشكيلية، وأصبحت إحدى العضوات في جماعة الفن التشكيلي، ومجموعة أكواريل بقيادة الفنانة أفراح آل جضر. لا زلت في بداية الطريق وخطوت خطوتين فقط نحو ما أحب، ينتظرني الكثير لأتعلمه وأنميه.

آخرها أكبرها
لم تكن مشاركة فاطمة محمد، فقط كأكبر المشاركات سنًا من عائلة آل حماد،  بل إن ابنة الـ25 اختارت أن تكون مشاركتها الأكبر بين لوحات أخواتها وابنة أختها،كما أنها إحدى أكبر اللوحات المشاركات في معرض “بذرة فن”.

وتمثلت مشاركة فاطمة بلوحة “قارب على مقعدٍ آخر”  رسمتها بألوان إكريليك على كانفاس بقياس 100 × 100 سم، حاكت فيها الفُرصة، وكيف نركز على الفرص الضائعة التي لم تكن مكتوبةً للإنسان، وقابلة للنسيان مع مرور الزمن، وعلى ضفة أخرى قد تأتي فرص أخرى أكثر اكتمالًا وجمالًا بوقت وطريقة غير متوقعة.

وعن المدرسة التي تنتمي لها لوحتها قالت: تعد اللوحة من خليط مدارس فنية لكن البارز بها “التعبيرية” حيث تركز على إيصال دقة الشعور واستخدام مفاتيح ضمنية لإيصال المعنى للمتلقي مستخدمة خامة ألوان الإكريليك على كانفاس.

عنها
خريجة تخصص تجارة إلكترونية شغوفة بالفن منذ الصغر وعضوة بجماعة الفن التشكيلي شاركت في عدة معارض محلية على مستوى المملكة سواء في المنطقة الشرقية وجدة، درست عدة دورات متخصصة بالفنون البصرية على أيدي فنانين بصريين، وبعد مدى طويل من الممارسة اكتشفت أسلوبها في عام 2018م ولا زالت عملية تطويره مستمرة.


أعمال رقية آل حماد

أعمال جنى آل حماد

أعمال إسراء آل حماد

أعمال سارة آل حماد

عمل فاطمة آل حماد



error: المحتوي محمي