إذا حوربتَ فاختر المعاركَ التي تربح فيها!

تتمنى أن لو كان عندك قوة وتحارب كلّ شيطانٍ رجيم يقف في حياتك؟ أنا مثلك تمامًا! أحيانًا يفرض علينا القتال وكلنا يحب الفوز! اختيار المعارك يعني أن تكون انتقائيًا في المشاكل والحجج والمواجهات التي تشارك فيها. بدلًا من محاربة كل مشكلة وكل عدو، وفّر وقتك فقط للأشياء المهمة؛ هذا يعني خوض أهم المعارك والتخلي عن الباقي.

تقول: لكن أنا يا عمي يا سيدي مسالم وليس عندي مشاكل! أقول لك: مبارك لك هذه السعادة لكن تذكر أن الحرب ليس بالضرورة بالسيف أو بالمدفع إنما يكفي أن تكون الحرب مواقف سيئة وسلبية؛ حساد، منافسة غير شريفة، خلاف مع زوج وما أكثرها من حولنا! إذا رأيت أنك وقعت في حروب من هذا النوع – أو غيرها – تذكر التالي:

ليس كل معركة في الحياة تستحق القتال؛ ترك أرض المعركة والانسحاب منها من أجل الحفاظ على الجهد والوقت يعد نصرًا كبيرًا وغنيمةً عظيمة. معركة واحدة لا تستحق وتستهلك عمرًا لهي أحقّ أن ننهزم ومنها ونوصف بالجبن!

أَغلبنا يتذكر سنوات الطفولة؛ يبدأ الشجار مع أحد الأطفال من أبناء الجيران – والسبب كرة – ثم تثور الغبرة وتبدأ اللكمات! وعندما يأتي إخوته الكبار أو الأب أو الأم نعلن الهزيمة ونفر بكرامتنا ونعود أصدقاء في اليوم التالي! أما عندما نُصِرّ على المواجهة في حال تكاثر “الأعداء” نأكل من اللكمِ والرَفس حتى نشبع!

الرياضيون الذين يمتهنون الملاكمة، ينهزمون أحيانًا ويتركون القتال لكي يحافظوا على حياتهم! أما إذا أصروا على مواجهة من هو أقوى منهم فقد يحصلون على أكثر من أنفٍ مكسور؛ ربما تنتهي حياتهم أو تتوقف مسيرتهم الرياضيّة! في كل مشكلة نسأل أنفسنا: هل الهدف من المواجهات أكل العنب أم قتل الناطور؟ العاقل يقول: إن الهدف إقناع الناطور أو خداعه وأكل العنب لأن المواجهة وقتل الناطور غير مأمونة النتائج!

يروى عن رسول الله صلى الله عليه وآله قوله: “المؤمن هيّن ليّن، حتى تخاله من اللينِ أحمق”! فلنَخسر بعض المعارك التافهة وليقل الجهّال عنا جبناء أو حمقى، ماذا يضر؟! ليست متعة الحياة في التصادم والصراع والاقتتال والنار التي لا تنطفئ! إنما متعتها في المحبة والوئام! عندما يأتي الصباح غدًا عدّ على أصابعك: كم مرة يمكن أن يظن الناس أني أحمق لأني كنت اللين والهين؟ ولم أكن الخشن والصلف والخسيس! لك أن تتصور ماذا يحدث لو أن شجرةً قويةً صارعت الرياح كلّ يوم ولم تلن!

من العجب الشديد أن نرى حرب الأعداء في الخارج وننسى أنّ أكبر عدوّ لنا هي نفسنا؛ إذا انتصرنا عليها بالثقة والعزيمة والاستقامة فلا أحد يستطيع أن يغلبنا!



error: المحتوي محمي