الجش.. «العصا البيضاء» تقود 139 طفلاً نحو عالم المكفوفين

تعرف 139 طفلاً بصورة مباشرة على طريقة الكتابة بلغة برايل، وكيفية قراءتها من خلال تلمس الأحرف البارزة للكتابة، وماهي الاختلافات بين الكتابة العادية وبينها، وكيف أنها تساعد المكفوفين في التعلم والتواصل مع بعضهم البعض أو مع المحيط الخارجي.

وتفاعل الأطفال ممن تراوحت أعمارهم بين الخامسة والخامسة والنصف مع تلك اللغة التي قدمتها لهم بصورة مباشرة المكفوفة “نعمة آل رضوان” إحدى منسوبات مركز رعاية المكفوفين بالقطيف، خلال استضافتها من قبل روضة الطفل السعيد التابعة لجمعية الجش الخيرية بدعوة خاصة من المعلمة غدير الرضوان، لتفعيل اليوم العالمي للعصا البيضاء، يوم الخميس 29 صفر 1439 هـ.

وعرفت “نعمة” الأطفال على العصا البيضاء التي يستخدمها المكفوف، وطريقة استخدامها، موضحةً لهم أن الصوت الذي تصدره يساعده في اكتشاف مرتفعات ومنخفضات الطريق وحتى حواجزه، وقد حظيت الفقرة بخلق فضول الأطفال لتجربتها ومحاولة السير بها كالمكفوف تماماً، كما استعرضت أمامهم طريقة الكتابة بآلة برايل، وكتبت لهم أسماء فصولهم.

وناقشت “نعمة” مع الأطفال مفهوم “المكفوف”، وأنه شخص طبيعي تماماً مثله مثل البصير إلا أنه يفتقر لنعمة البصر فقط، مؤكدةً بأنه يمكنه ممارسة أي نشاط في المجتمع بصورة طبيعية جداً، مؤكدةً على ذلك بكونها تحمل شهادة البكالريوس قسم تربية خاصة، كما أوصتهم بعدم نبذه وضرورة خلق صداقات مع هذه الفئة.

من جانبٍ آخر، ضمت الفعالية عدداً من الأركان كركن الاكتشاف، ركن الرسم، ركن العصا البيضاء، وركن اللمس، وقد قامت بتفعيلها المعلمات المشرفات على البرنامج: غدير الرضوان، زهراء الخميس، سعاد المرهون، فاطمة العبدالمحسن، وفاطمة العشوى.

بدورها، ذكرت المعلمة زهراء الخميس بأنه بعد أن تم تكليفهم بتفعيل اليوم العالمي للعصا البيضاء، أحسوا بأنه قد يكون يوماً جامداً لأطفال في هذا العمر، فحاولوا البحث عن أشياء جديدة مختلفة ومميزة، كما حاولوا الخروج بالبرنامج بإطار جاذب للأطفال، وهذا مادعاهم لابتكار أركان تدخلهم جو المكفوفين، حيث أنهم كانوا يستكشفون ويرسمون ويتلمسون وأعينهم مغمضة، وختمت:”أظن بأننا خرجنا بتجربة ممتعة ومفيدة في آنٍ معاً”.

من جانبها، قالت المعلمة غدير الرضوان، بأن الاستضافة لـ”نعمة” كانت بهدف تلمس الطفل للمعنى الحقيقي للمكفوف، والتأكيد على أنه شخص طبيعي مثلهم تماماً، وهذا لا يمكن أن يركز في مخيلتهم دون رؤية صورة حية أمامهم.

وحظيت المعلمات المفعلات للبرنامج بشكر وتقدير مديرة الروضة هاجر آل سلام والتي أكدت على أن تفعيل مثل هذه المناسبات هو فرصة لغرس القيم الدينية في نفوس الصغار سيما وأنهم تربة خصبة لتلقي مثل هذه القيم بصورة إيجابية

 


error: المحتوي محمي