لم تكتفِ عين المصورة ليلى عبد الله علي العسكري، بتخزين الصورة التي رأتها في سفرها وترحالها لتكون بذاكرة الصور الجميلة في ذهنها، بل إن شرارة جمال الصورة دعتها لالتقاط هاتفها لتأخذ لها صورة بعدسة كاميرته لتُخلد مع مشاركتها الأولى بمعرض “بذرة فن” الذي كان بوسم الاحتفال باليوبيل الفضي لجماعة التصوير بالقطيف، لتشارك الجماعة بصورتين جمع بينهما الإطار داخل الصورة والجدار الواحد لمعرض علوي الخباز بالقطيف.
جنّة طوس
قد نعبر عن بعض الأماكن التي نزورها بأنها بمنزلة الجنة التي نشبّه كل جميل بها وبما تحتويه، وهذا ما عبرت عنه صورة “جنة طوس” التي أشارت العسكري إلى أن نظرتها الشخصية في العمل؛ تكمن في الروحانية والجمال اللذين أينما ولت بصرها في حرم الإمام الرضا (ع) كانا يلفتاه.
وعن قصة التقاطتها قالت: “كنتُ متجهة إلى أحد أروقة الحرم؛ وخلال مروري بالصحنِ المُشترك كانت هُناك فتاة بالعباءة السوداء أو ما يطلق عليها “الچادر” مُتجهةً إلى باقي رفقتها، مرورًا عبر ممراتِ الحرمِ البيض، فاستوقفتني خطواتها إليهم؛ حتّى رفعت كاميرا هاتفي (iphone 8) وعلى عجل التقطتها ومضيت.
بعد عام
قد نلتقط الكثير من الصور ولكنها لا تحلو في أعيننا إلا حين نراها في ألبوم ذكريات الأعوام، وهذا ما حدث لالتقاطة “العسكري” التي تحدثت عنها قائلة: “لم أُدرِك جمال اللقطة إلّا بعد مرور عامٍ من التقاطها؛ حيث شاركتها في أحد حسابات التواصل الاجتماعي ولاقت إعجاب البعض”.
وأضافت: كان المصور نسيم عبد الجبار الشخص الذي يُنسبُ الفضل إليهِ دومًا حيثُ شاركت في معرض “بذرة فن” عن طريق اختيارها معي لتكون المشاركة البيضاء الأولى.
عتيق
وعن عملها الثاني الذي شاركت به في المعرض والذي حمل اسم “عتيق” قالت: “دمجتُ العمل الثاني بالأول من خلال التأطير، حيثُ إنّ المريول الأزرق المُلتقط وسط مستطيل الجدار المُعتّق؛ توازيهِ الفتاة التي تمشي بين الممرات المستطيلة المتتابعة”.
وذكرت أنها التقطت الصورة الثانية خلال رحلةٍ عائلية في أحد معارض الأحساء وكان المريول الأزرق هو من سرق نظرها ودفعها لرفع الكاميرا وتصويره، وكانت قد التقطت الصورة بكاميرا (iphone 11).
رحلة وكلمة
وتحدثت عن رحلتها مع التصوير والتي تبعد كل البعد عن تخصصها الصحي، إذ إنها ما زالت منذ 2019 حتى الآن هواية؛ وما زالت رسالتها تكمن في التقاطاتها لأمورٍ روتينية أو اعتيادية، لكنّ الشغف يكمن في جعل المُتلقي يراها بالزاويةِ أو بالطريقةِ التي تراها هي فيه والتي قد تكون نوعًا ما مُختلفة.
واختتمت ابنة سنابس حديثها بقولها: “ختامًا؛ كلنا مُختلفون والهوايات تحاوطنا ونحنُ من نزرع البذرة حتى نقطف ثمارها”.
يشار إلى أن معرض “بذرة فن”، الذي تنظمه جماعة التصوير الضوئي بالقطيف يستمر حتى يوم الجمعة 13 ذي القعدة 1444هـ.