مساعدة الزوجة لزوجها ماليًا…

مساعدة الزوجة لزوجها ماليًا أمر جميل وإن وجبت النفقة على الزوج

مقدمة: نفقة الزوجة على زوجها واجب شرعي وحق من حقوقها ومن الواجب توثيق المشاركات المالية الكبيرة كشراء الأرض أو البيت أو المتاجرة بمالها وألا يكون بينهما استغلال أو إسراف أو منّية أحدهما على الآخر بعطاياه.

نصائح مهمة قبل البدء:
1. إذا قررت زوجتك المشاركة معك في مصاريف البيت فلا تتركها تتحمل الكثير أو تجعل حصتها من المشاركة فوق حصتك، بل اطلب منها أن تعطي بقدر وإذا رأيتها تعطي فوق عطائك فلا تقبل بذلك، بل عوضها عن الزائد وأصر على ذلك وإن لم تقبل فعوضها بهدية جميلة ترد الجميل بأجمل منه.

2. إذا قدمت لك المال لأجل بناء البيت أو شراء شقة مثلًا فكن شهمًا وقل لها إن هذا البيت لنا جميعًا مناصفة أو بنسبة ما نتفق عليه، ووثِّقا اتفاقكما قبل أي خطوة تقومان بها فإنه أحفظ للحق وأدوم للمودة.

3. قد تقترضان من البنك مبالغ متساوية لشراء بيت أو شقة، فلا تحرجها بالسؤال أن هذا هبة أو مشاركة في ملك البيت وتأخذها بالحياء خصوصًا مع سيادة المودة فإنها غالبًا تستحي أن تصرح بمرادها فلا تضعها في الحرج بل اجعله مشاركة في ملكية البيت ووثّق ذلك رسميًا وشرعيًا.

4. قد يقع خلاف بينكما فلا تجعل مالها المبذول سبيلًا للضغط عليها لتتنازل عن بعض مستحقاتها بل قدم ضميرك وخلقك العالي وابعد مثل ذلك العمل عنك.

ملخص نفقة الزوجة شرعًا:
عندما نتحدث عن وجوب نفقة الأسرة والزوجة على الرجل فهو حكم وحق شرعي إسلامي متفق عليه بين جميع المسلمين في مأكلها ومشربها ومسكنها وملبسها اللائق بحالها قياسًا بقدرات زوجها ويشمل أيضًا علاجها على تفصيل فيه، وأما الثياب النفسية ذات الاستعمال الواحد أو مصروف شهري نقدي فليس من واجبات النفقة وإن قام به الرجل فهو فضلٌ وكرمٌ منه، واتفقوا على سقوط النفقة فترة نشوزها.
أما زينتها من المكياج وصالونات التجميل فإن كان بطلب من الزوج فيتحمّل تكاليفه وإلا فإن الأدوات العرفية تكفي وأما الخادمة فهو أمر متعلق بما هو لائق بحالها وقدرته وقد تحتاج إلى خادمة مع تقدم العمر وذلك يعتمد على قدرته المالية.

ساعديه إن استطعت وإن وجبت عليه
فكل تلك النفقة واجبة على الزوج شرعًا إلا أن هذا الوجوب على الزوج لا يعني (عدم جواز) مساعدته في مصاريف الأسرة خصوصًا مع توفر إمكانياتها المالية إذا كانت موظفة وفي موقع وظيفي ممتاز فإن المشاركة المالية بينهما أمر حسن وهي متفضلة في مثل هذا العمل الذي يصنع المحبة ويخلق جوًا مملوءًا بالسعادة لما فيه من ألفة بينهما وتقليل حالة الضعف المادي، ولتحاذر من المنّ خصوصًا وقت الزعل فالعطاء إذا خالطه المنّ ضاعت بركته.

والآية الكريمة {فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا} تشير إلى معانٍ جميلة منها إن أذنت لك بالتصرف عن طيب نفس راضية بذلك فخذه هنيئا، ولكن لا تسرف ولا تنفقه فيما يؤذيها ويؤلمها كما تشير إليه بعض الروايات التي تمنع مثل ذلك التصرف بتعبير توبيخي عاطفي أخلاقي، ففي الوسائل17/عن ابن المنذر قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: دفعت إلي امرأتي مالًا أعمل به فأشتري من مالها الجارية أطؤها؟ قال: فقال: أرادتْ أن تقر عينَك، وتسخن عينها؟ أي تبكيها وتحزنها بأخذك للجارية مع وجودها وتفضلها عليك بمالها فإن ذلك مما لا يقوم به صالح الرجال،
بل يمكننا التوسع في مصاديق هذه الرواية الأخلاقية بأنها أعطتك فرُدّ الجميل بأجمل منه ولا تشعر حين تأمينها لبيتك وقيامها بخدمة أسرتها ومساعدتك في النفقة، فتشح بعطفك ومحبتك وتسامحك وشكرك لها.

أما إذا لم تكن – أنت- بحاجة إلى مالها فاشكرها على كرمها وما قدمته لك من سخاء وعطاء واعمل على أن تكون الرجل الكريم الذي يعطي كل ما يملك لأسرته والتوسع عليهم وإسعادهم.

وأخيرًا فليكن طريقكما شرع الله حاكمًا والخلق الطيب تعاملًا والإخلاص منهجًا.



error: المحتوي محمي