لم تكتف الفنانة التشكيلية سوسن تركي أبراهيم السبع بالإبداع بالفن التشكيلي وتجسيد ما يدور في خلدها من أحلام على أوراق الكانفاس وجعلها لوحات، حيث دمجت فنها بالكتابة والتعبير وأبحرت في عالم الشعر أيضاً لتصدر كتابها الأول “في ملاحقة ذاكرة بفمٍ مثقوب” الصادر عن مكتبة المتنبي.
وتحدثت السبع حول ارتباط الرسم بالكتابة قائلة: “في كثير من الأحيان أرى الصور في مخيّلتي وأكتب عنها هي ترجمة الحروف ولكن في عالم مليء بالألوان، حيث إن حروف الفنّان ضربات الفرشاة والألوان المختارة”.
ويحوي الكتاب أكثر من 60 نصًا قصيرًا بواقع 160 صفحة، وهو عبارة عن مجموعة شعريّة وفصول يحمل كلّ منها شعورًا مختلفًا، أسمت أحدها “على كفّ غيمة” وهو الفصل الذي يحوي نصوصًا تُشعر الكاتبة بالخفّة، والحبّ الذي يحوّل قلبها لحقلٍ من السوسن، فيما أسمت الفصل الآخر “مغمضٌ عيني وقلبي ممسك بيدي” وهو الفصل الذي يحوي نصوصًا مشبّعة بالحزن، والشوق، والكثير من الغياب، وهناك أيضًا فصول أخرى.
وتفسر ابنة سيهات السبع سبب اختيارها لاسم الكتاب قائلة: “أعلم أنني أجري دائمًا في ملاحقة الذاكرة لأجمع ما تبقّى من صور وخيالات تبقيني على قيد الكتابة والحياة، ولأنني أيضًا أعلم أن الكثير منها يتسرّب من ثقبٍ وجدته مناسبًا جدًا ليكون عنوانًا لأول هطول لي”.
وعن بداية دخولها في عالم الكتابة أجابت: “كنت أكتب كلّما شعرت بحاجة للهروب من ثقل الحياة، كنت أكتب كلّما أردت أن أمارس رقصة مختلفة عن إيقاع الأيام الكئيبة، اهتمامي بالكتابة قديم نوعًا ما منذ الصغر، أتذكر جيدًا أنني كنت أحب حصص التعبير قديمًا، ولكن الكتابة الفعلية لم أمارسها إلا مؤخرًا منذ 2019 تقريبًا”.
وبيّنت أنها كانت قلقة من خطو هذه الخطوة إلا أن والدها في المقام الأول كان السبب الرئيسي في تشجيعها نحو إصدار المؤلف، كما ذكرت أن من ساهم في تشجيعها أيضًا هم أختاها نرجس وبنين وصديقة الدراسة والحرف كوثر حسين، معلقة على تلك الفترة بقولها: “كانت خطوات يملؤها القلق حينها، فلا أعلم كيف أبدأ ولكني استعنت بالكثير من طمأنينة الأصدقاء وحبّهم لأكمل الطريق، أما غلاف الكتاب فقد رسمته الفنانة سارة الحمّاد، والتي برعت في ترجمة حروفي ومشاعري كما تخيّلت وأردت وذلك بعد أن شاركتها بعض النصوص وعنوان الديوان”.
وشكرت جميع الأصدقاء والشعراء الذين كانوا بجانبها بدءًا من احتضان الفكرة وتشجيعها على الخطوة الأولى، ومرورًا بالمراجعات والتدقيق إلى أن ظهر المؤلف للنور.
بعض من منشورات الكتاب
حياة
أمطرتني ودّاً.. رياحيني نمتْ
بستان روحي، سوسنٌ بك كم زهتْ !
دوزنتَ نبضي بالتفاتة عاشقٍ
وحضنتَ كفّي حين أحزاني دوتْ
بكاء ناي
سقطتْ جروحي ها بقايا أدمعي
مذ غاب صوتك مسمعي قد ضيّعَكْ
تنسلّ من وسط الفؤاد خيوطها
تلك التي كانت تؤرّق مضجعَكْ
وقميص يوسف للعيونِ مظللٌ
مذ كان يعقوبي يلامس أضلعَكْ
ذي دمعتي، وتصبّري في ذا الهوى
وضياء قلبي قال لي أن أتبعَكْ
وبقيتُ مشتاقاً أُقبّل صورة
تلك الملامح ما بها، من أوجعَكْ!
ونداء روحك في الفؤادِ أراعني
ذا صمت حرفي مقبلٌ كي يسمعَكْ
ما حيلتي فالفقد أتعب خافقي
من ذا يكفكف يا حبيبيَ أدمعَكْ؟
من يُمسك النّاي التي أهديتها
يوم اللقاء ومن يحّرك إصبعَكْ
هذا الأسى لا زال ينهش مهجتي
والحزن قافية تؤطّر مدمعَكْ