حكاية ورقة.. 46

قاسم ودهشة البدايات

فراق الأحبة

أنا بالحبِّ أزدهرُ
وفيه القلبُ يعتمرُ

حبيبي الحبُّ أوجدني
فكيف القلبُ يصطبرُ

إذا ما سرتَ مرتحلًا
عليكَ الدمعُ ينهمرُ

وقلبي حال رحلتكم
كئيبٌ خانه النّظرُ

فكيف النورُ غادرنا
ولم يبرحْ فينحسرُ

أنورَ القلبِ لا ترحلْ
تمهّل إنكَ القمرُ

تضيءُ الدربَ فيّاضًا
فلا ظلمٌ ستنتظرُ

أتبقى ظلمةٌ خرسا؟!
إذا الأنوارُ تستعرُ

أيبقى الروضُ مبتسمًا
إذا لم يُزرعِ الشحرُ؟!

أيا قلبًا يؤانسني
وحزنُ القلبِ يندثرُ

إذا ما طلّ مبتهجًا
ربيعُ العمرِ ينبهرُ

ففي وجناتهِ اجتمعتْ
رؤى تحيا بها الفِكَرُ

وأكوابٌ له وُضِعَتٰ
وألحانٌ بها سمرُ

فيصحو النايُ أحيانًا
وحينًا يرقصُ الوترُ

وأغصانٌ تناجيه
ألا عمْ أيها المطرُ

فساقي لا حراكَ به
وجذعي كاد ينكسرُ

وجُد إنّي معراةٌ
وفستاني هوَ الزّهرُ

إذا لم تنبتِ الأزها
رُ أين العطرُ يزدهرُ؟!

فكمّلْ ما بدأتَ بهِ
وفُحْ لي أيُّها العَطِرُ

فقلبي بات منكسرًا
وأين القلبُ ينجبِرُ؟!

إذا هاجرتَ مصطبحًا
وفيك دوائي يستترُ

فأشواقي سترتحلُ
وقلبي بعدُ يحتضِرُ

ربيع العمر، ما ابتسمتْ
ليَ.. الأيامُ والعُمُرُ

إذا بُعّدتَ عن نظري
وقلبي بُتَّ تهتجرُ

فدتك الروحُ يا عُمُري
ففيك الروحُ تنتحرُ

قاسم المقبل
29/6/141‪7هج

هذا النص من بواكيَر كتابات الصديق العزيز السيد قاسم المُقبِّل..
السيد زميل دراسة المرحلة الثانوية ثم الجامعية
وهو أحد أعضاء ملتقى شعراء المهجر الجامعي.. بالرياض
ووجدت لدي عشرات الأوراق تخص تجارب السيد قاسم
وبعض البحوث المقدمة للدراسة وبعض المشاركات
وقد ترجمت له ضمن الكتيب الذي جمعت فيه كتابات شعراء المهجر.. والذي تم تصويره وإعداد كذكرى لهذه المرحلة الجامعية..
وستكون لي وقفات حول ذاكرة السيد قاسم ففي جعبتي الكثير من السطور المهمة..
مايهمني الآن هو أن أقف لأستذكر بعض ما يميز قاسم الطالب الخلوق جدا
الشاعر الهادئ
ومن المشاهد التي لا تنسى..
في يوم من أيام دراستنا لدى المرحوم الدكتور نذير العظْمة.. في مادة كتابة الشعر
ألقى السيد قاسم النص الذي كتبه على الدكتور وجميع الطلاب ينصتون للشعر حين يتلى لعلهم يرحمون..
فما كان من الدكتور إلا أن يصمت للحظات فيدير وجهه تجاه السيد قائلا بلهجته السورية الفخمة
(آسيم.. أنت كل يوم عم تدهشني)
بنبرة ملأت القاعة دويًا مفعمًا بالإعجاب.. والانبهار
لحظة كان الجميع يتمناها له..
من شعادة دكتور النقد والشعر والعظيم في موقعة
وفي الحقيقك
كان السيد يفوقنا وعيا في الكتابة
فقد سبقنا في كتابة شعر التفعيلة..
كان يمتلك نهما جيّاشا للقراءة النوعية، حيث وجد في المكتبة الجامعية ما يملأ نهمه المعرفي و الإبداعي.
السيد قاسم..
كان يمنحنا طاقة إيجابية.. في كل تصرفاته
إبداعه المميز.. يمتلك كاريزما رهيبة..
هدوؤه الغارق.. يجعلك تهاب منه كثيرا
وذكاؤه الفارع.. يثير فيك الفضول للوصول إليه..
والسيد قاسم.. كان أحد أعضاء منتدى الغدير الأدبي
وأصدر عام2015م يوان” فاصلةٌ لمجازٍ آخر”
وبعدها لم يصدر شيئا..
ولكي لا أطيل كثيرا
أضع هنا له نصا تفعيليًا
ولي عودة لاكتشاف بعض لآلئه..
طبعا هذه الكتابات من بدايات التجربة جدا..

عليلٌ أنت يا قلبي
تمادت فيك أمواجٌ
من الآهات والآلام
لا
مجداف في كفيك لا مأوى
غريبٌ كيف للأيام أن تأتي
بشيءٍ يورق الأعشاب
في عمرٍ بلا ذكرى
وقد حلّت بك البلوى
ومن تهواه لا تلقى
له وجهًا ولا صوتًا
سوى
في النوم إن زادت بك الشكوى
غريبٌ أنت قد تاهتْ
بك الأيامُ يا قلبي
ولغزٌ لم تجد حلًا
ولم ترجُ سوى موتٍ
يذيبُ الآه والشكوى

قاسم المقبل




error: المحتوي محمي