المرأة هي نصف المجتمع، ثم ماذا؟! ثم أن هناك سلوكا ونتائج من الصعب ضبطهما حينما تعمل نصف المجتمع مع الرجل في قسم واحد، يعني ذلك ان تكرار صباح الخير ابو فلان ومساء الخير يا أم علان، منورة اليوم يم علان، ثوبك مررة حلو يبو فلان، قصيدة الجواهري في أخيه جعفر من روائع القصائد، نزار أبكى القلوب في رثاءه لزوجته بلقيس، كل هذه الجمل وجمل أخرى كثيرة حينما تتكرر ليل نهار في موقع العمل فإنها عادة ما تخلق الكثير من مستويات الود بين نصف المجتمع والرجل بقصد كانت او بدون قصد، أراد ذلك أصحابها أم لم يريدوا، هكذا حينما تمضي الايام والشهور فإن نسبة من الرجال تميل الى نصف المجتمع ميلا فطريا لا يمكنهم في الغالب كبحه، والعكس كذلك صحيح، وبذلك قد تطفح على السطح موبقات ما كانت لتكون لولا أن كلا الطرفين وضعا حدودا لا ينبغي تجاوزها بينهم أول الأمر.
في تصوري ان احدى مشكلات نسبة من نصف المجتمع انهم لا يمانعون من الاستطراد في الحديث مع الرجال، وأما الرجل فإنه غالبا يعجبه أن يستظرف في الحديث مع النساء خاصة الجميلات منهن، الا اذا كان الرجل سلمان الفارسي او أبي ذر، هذا الحديث المتكرر يؤثر كما أظن على كيمياء نصف المجتمع والرجل سويا، وبذلك تنتج نسبة من التجاوزات مع الزمن وقد يعد بعضها خطيرا وربما يقود لهدم بيوت وأسر سعيدة، اذن ما هو الحل؟!، أظن: أن الحل هو أمر تربوي في المقام الأول، بمعنى أن يفهم الأب والأم الفرق بين التربية وبين الأمر والنهي، بين صناعة المعايير الأخلاقية في الذهن وبين التلقين، يعني أن والدا يقول لولده (هون، جوز، لا تفعل، تعلم السنع) لن يصنع منه انسانا يستطيع ان يتعامل مع نصف المجتمع والعكس صحيح، هناك فرق كبير بين أن تزرع في ولدك وابنتك القناعات والاصول بطرق منطقية وبين ان تكتفي بأن تقول لهم: لا تفعلوا، لا تذهبوا، لا تأكلوا، هكذا تتحول هذه النواهي إن لم يصاحبها قناعة راسخة بمنطقيتها الى شباك عنكبوت تنتزعه الريح الخفيفة في أقرب مناسبة.
سلم يا أخي الصبح وروح اقعد في مكتبك، قرص العقيلي اللي احترق البارحة منك يا نصف المجتمع مو لازم يعرف عنه زميلش وكل رجال القسم، اذا راسك عورك وتبغى بندول روح اسأل اي رجل في الشركة، اذا سافرتي يا نصف المجتمع اوروبا مو لازم تقولي لزميلش هالسنة حر وديزني ما تسوى وتعبنا من الهجلة، بطبيعة الحال هذا الحديث لغير المقتنع بضبط العلاقة بين الجنسين يبدو ربما مزعجا او ربما مثارا للسخرية، ولكن من يلاحظ بعض بيئات العمل الان يدرك كيف وصل الحال لدرجة يجب فيها أن تكون هناك مستويات تربوية ترشد كلا الطرفين لما ينبغي عليهما فعله مع الاخر، اما اذا بقي الحال دون ضبط فأظن سيتسبب في كوارث اخلاقية ربما يعد بعضها خطيرا.