علمان في الاستخارة
بحمد الله انتقلنا من مقتطفات (مذكرات المنتديات) ونعود إلى مذكرات العلماء وقصصهم ومواعظهم.
من أشهر العلماء الذين يقومون بعمل الاستخارة للمؤمنين (السيد حسين الشاهرودي) و(السيد مرتضى الأصفهاني) ولي معهما بعض المواقف أوردها آنفا
السيد حسين الشاهرودي
حضرت مع أحد الزملاء الأعزاء الدرس الأخلاقي عند السيد، وكان الدرس بعد صلاة المغرب مباشرة، ما يميز الدرس أنه يدور حول علم الاخلاق التطبيقي وليس حول النظريات الأخلاقية لذلك استفدنا منه استفادة كبيرة.
والأمر الآخر مرتبط بموضوع الخيرة حيث كنت قد استخرت عنده استخارات كثيرة تبلغ ٢٠ خيرة، وكلها كانت مطابقة للواقع بشكل يدعو للاستغراب.
وفي مكة أيام الحج استضافت حملتنا السيد المعظم وصلى بنا صلاة خاشعة، وبعد الصلاة يقف المؤمنون في صف طويل من أجل الوصول إلى السيد للاستخارة، واتذكر أني وقفت في صف وأمامي تقريبا عشرين شخصا طلبوا منه الاستخارة واستخار لهم كلهم، عندما وصلت النوبة لي لم يستخر وقال : لا أقدر أن استخير !!
لا أخفي عليكم أني تأثرت كثيرا من هذا الموقف استخار للجميع ورفض أن يستخير لي !!
وجلس بعد الصلاة، وجلست جنبه فتحدث معي وجبر خاطري بكلام خاص فيه بشارة أنستني ذلك الموقف لا أنساه أبدا.
والسيد المعظم الآن اصبح أحد المراجع في مدينة قم.
ومن اللطائف الممزوجة بالموعظة أن السيد يصلي إمام في أحد المساجد وفي يوم من الأيام انتهى من الصلاة وخرج ولم يجد حذاءه، ومن الممكن تمت سرقت الحذاء !! فعندما علم بذلك أخذ يبحث عن عذر للسارق معللا بأنه قد يكون لم يلتفت للأمر أو غير ذلك من الأعذار !!
ومن شدة تقواه رأه أحد الطلبة وفي ظروف جوية سيئة متوجه لبائع الخبز وفي يده بعض الحصيات التي التصقت بخبز كان قد ابتاعه منه، وهو الآن يريد ارجاع الحصى لأنها ذات قيمة عند الخبازين يخبزون عليها الخبز .
الشيء الآخر إذا ذكر عنده الإمام الحسين عليه السلام بمجرد الذكر يبكي في أي حال، كان ينكسر قلبه مباشرة، وتحت اي ظرف من الظروف، وهو يذكرني بالسيد محمد الكلانتر الذي زرناه في أيام النجف، هو مثله تماما اذا ذكر الإمام الحسين (ع) وهو يضحك يتحول إلى بكاء أو تباكي.
السيد مرتضى الأصفهاني
اتصل بي أحدد المعارف المحبين من بلدي القديح، حينما كنت مقيما في مدينة قم، وقال: أنا اريد استخارة من السيد الأصفهاني، قلت له: مستعد للذهاب للاستخارة ولكن حسب ظني ان السيد لا يرضى ان يستخير بالواسطة لأحد، ومن ثم اقترحت عليه ان لا اقول الخيرة بالواسطة او غير ذلك، فوافق، ولم يخبرني عن موضوع الاستخارة، لا تفصيلا ولا إجمالا.
فذهبت إلى المسجد الذي يستخير فيه السيد، وصليت معه صلاة المغرب، ولم التفت إلا وقد وصل الصف تقريبا إلى أربعين شخص، المهم عند السيد الاستخارة قرآن كبير الحجم يفتحه ويخبرهم بالنتيجة، ثم يذهب به إلى منزله.
وصل دوري قلت له: استخارة لو سمحتم.
فتح القرآن ثم قال: قل له ليطمئن أن جوازه محفوظ. ثم أردف قائلا : وسلم عليه.
ففاجأني بأنه يخبرني عن الموضوع، كما يتفرس بإنني بواسطة!!!
كلمت صاحبي وأبلغته بالأمر، قال : نعم صحيح الأمر كما أخبرك.
أقول : ليس هذا من العلم بالمغيبات لئلا يتوهم ذلك بقصتي، فقد يكون فراسة مؤمن أو ما شابه ذلك.