اجتمعت 20 سيدة من مناطق مختلفة ما بين الدمام وسيهات وتاروت وعنك والقديح والعوامية وصفوى والقطيف، في ورشة “آداب تغسيل الميت” التي أقامتها دار الزهراء بسيهات بقيادة المغسلة علوية سعيد آل أسعد وتحت إشراف المدرب حسن آل عبدالرزاق (مضري)، على مدى أربعة أيام؛ حيث اختتمت الأربعاء 4 ذي القعدة 1444هـ بالتطبيق العملي في مغتسل صفوى.
وشارك في تقديم الورشة مع آل أسعد كل من المغسلات؛ منى المسلم وفاطمة السادة، حيث تم توزيع المهام فيما بينهنّ بحيث تكون الورشة بمدة ساعة ونصف على مدى الأيام الأربعة لتظهر بشكل سلس ومشوق للحاضرات، حيث تحدثت آل أسعد عن حرص جميع الأخوات على الحضور في الوقت المحدد ولم يتغيبن عن الورشة ولو ليوم واحد.
وذكرت أن الورشة هدفت إلى التعريف بالأحكام المتعلقة بباب الميت، وتشجيع المؤمنات على تغسيل وإكرام الموتى، والطموح للاكتفاء الذاتي من المغسلات في جميع قرى ومدن القطيف، وتخريج مغسلات ملمات بالأحكام المتعلقة بباب الميت.
وقدمت آل أسعد في اليوم الأول نبذة مختصرة عن أدوات السلامة الخاصة والعامة لسلامة القائمين على إكرام الموتى، تلتها المغسلة منى المسلم التي أثارت استفهام عن الاستعداد للموت وما تم تقديمه للنفس فيه حيث كان سؤالها أأنت مستعد؟، ولاقى أسلوبها تجاوبًا وتفاعلًا من الحاضرات، وتحدثت عن الاحتضار موضحةً مستحباته ومكروهاته وثواب من يقوم بتغسيل وتجهيز الميت وماهية صفات المغسل، ثم تطرقت إلى طرح بعض الأعمال والأذكار التي تخفف سكرات الموت، مستشهدةً بأحاديث شريفة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام.
وقدمت المسلم في اليوم الثاني طريقة الغسل نظريًا موضحةً كيفية إزالة الحوائل وكيفية غسل السقط وكيفية إزالة الكلبس، كما تحدثت المغسلتان علوية آل أسعد وفاطمة السادة عن ماهية الضماد؟ وكيفية عمله وتجهيزه مستخدمين الطين وطريقة تضميد الميت.
وكان اليوم الثالث حول كيفية تيمم الميت، وتناول محاور ما المقصود بالتيمم، والفرق بين التراب والرمل، وطريقته عمليًا وشارك في شرح كل ذلك كل من آل أسعد والمسلم، بعدها قامت فاطمة السادة بطرح نبذة كاملة حول باب التكفين تناول صفات الكفن، مقاساته، تفصيله وأيضًا إيضاح جميع النقاط التي تُطرح من قبل المتدربات.
وتنافست الحاضرات على أن تكون كل منهن هي من تُكفن ويطبق عليها الدرس بعد أن كان البعض متخوفًا من حضور هذه الدورة، كذلك أبدى البعض رغبتهن في تفصيل الأكفان في الأيام المقبلة.
واختتمت الورشة بالجانب العملي وكان في مغتسل مقبرة صفوى لصغر مغتسل سيهات وتضمن الكثير من الفعاليات والمشاعر، فبدأن بجولة تعريفية سريعة على أقسام المقبرة، ثم تدربت الحاضرات على كيفية تغسيل الجنازة عمليًا،
وأيضًا تدريب عملي على كيفية لبس الكفن موضحين القطع الواجبة والمستحبة، مع ما تخلل كل يوم من أيام البرنامج من استفسارات ونقاشات والإجابة عنها برحابة صدر من قبل المدربات.
يُشار إلى أن البرنامج لاقى تجاوبًا كبيرًا من السيدات الحاضرات، كما أبدت بعض السيدات رغبتهن في المشاركة في الدورات القادمة، وأعربن عن شُكرهن للقائمين على الدورة متمنِّين لهن دوام التوفيق، فقد كانت هذه الورشة بالنسبة للبعض حب للمعرفة والبعض الآخر الرغبة في خوض هذا المجال، وهناك من كان يريد كسر حاجز الخوف من دخول المغتسل وتمكن الجميع من نيل مبتغاه.