احتفى قسم الرعاية التنفسية بشبكة القطيف الصحية بيوم الربو العالمي، بتنظيم فعالية رفع لها شعار “مين قال الربو راح يعيقك؟” تضافر فيها ثمانية اختصاصيين واختصاصيات في الرعاية التنفسية، وفعّلوا فيها خمسة أركان؛ تعريفية، تثقيفية، توعوية، وقائية ضد المرض، في بهو مستشفى الأمير محمد بن فهد العام وأمراض الدم الوراثية بمحافظة القطيف.
ودشن الفعالية المدير الطبي التنفيذي للخدمات الإكلينيكية الدكتور حسن الفرج، بمشاركة المدير العام لمستشفى الأمير محمد بن فهد العام وأمراض الدم الوراثية الدكتور محمد الخليفة، ومدير إدارة الخدمات الإكلينيكية بشبكة القطيف الصحية أمين الغافلي، يوم الخميس 5 ذي القعدة 1444هـ، ونفذت بإشراف رئيس القسم واختصاصية الرعاية التنفسية الاختصاصية فاطمة الفرج، وولاء آل إبراهيم، وزهراء آل سلاط، ودعاء الدار، وعبد الله الرمضان، ورغيد العلويات، وزهراء آل شياب، وحسين فريج.
وشهدت الفعالية حضورًا من منسوبي شبكة القطيف الصحية ومنسوباتها، والمراجعين والمراجعات للمستشفى، بهدف التوعية والتثقيف بمرض الربو وتقديم تعرف موسع عن المرض، والتعرف عليه والتوعية والتثقيف به، وبالأعراض والمضاعفات الناتجة عنه، وكيف يمكن التقليل منها، لمحاولة التعايش معه بصورة صحيحة؟.
وسعى الاختصاصيون والاختصاصيات في الرعاية التنفسية من خلال الأركان إلى توجيه رسائل صحية تكشف عن الحقائق العلمية حول مرض الربو، وتصحيح المفاهيم الخاطئة عنه، وكيفية الإصابة به، والتعايش معه، مع شرح طرق استخدام الأدوية والبخاخات التي تقلل النوبات المصاحبة التي تصيب المريض.
وجاءت رسالة الاختصاصية زهراء آل سلاط بالتعريف بالمرض بمساندة المجسمات التشريحية للقصبات للجهاز التنفسي وكيف تتوزع الشعب الهوائية التي يمر الهواء فيها خلال عملية التنفس، معللة سبب المرض وهو ضيق الشعب الهوائية وتجمع البلغم، مما يؤدي إلى ظهور أعراض منها؛ صعوبة التنفس والكلام، وظهور صوت صفير مع سرعة التنفس، والشعور بالتعب، ويكون في صورة نوبات متكررة.
وتحدثت الاختصاصية دعاء الدار عن الأسباب التي تزيد من نوبات الربو ويعجز المريض عن التحكم فيها نتيجة لإحاطته بمجموعة من المهيجات ومنها؛ الغبار، التدخين المباشر أو السلبي، تنفس الدخان والروائح القوية، البخور، العيش مع الحيوانات التي تحتوي على ريش أو وبر، وكذلك الضغوط النفسية والانفعالات، مشددةً على ضرورة التحكم فيها بالابتعاد عنها، ومعرفة نوع المنهج الذي يتأثر به، مع استخدام الأدوية المعالجة.
وذكرت أسباب بعض الحالات التي تراجع العيادات في المستشفى والتي تختلف باختلاف الأشخاص والمهن والأعمار والعادات الصحية، ومنها؛ ممارسة التدخين عند الكثير من المدخنين، دخان وروائح للعاملين في المصانع، الأطفال الذين يتعاملون مع الحيوانات، المزارعين بسبب حبوب اللقاح، كما أنه توجد إصابات بين الأمهات عند استخدام المنظفات بكثرة، محذرةً من الإهمال والتعرض للمهيجات الذي قد يحتاج المريض على إثره لتدخل علاجي يؤدي به إلى غرفة العناية المركزة.
وطالب الاختصاصي عبد الله الرمضان في ركن “التحكم في نوبات المرض” بالابتعاد عن المهيجات، والمتابعة العلاجية مع طبيب الأسرة أو طبيب الأمراض الصدرية، واختصاصي الرعاية التنفسية، بالإضافة إلى التعايش في وسط نمط حياة صحي، عارضًا مجموعة من البخاخات والتعريف بطرق استخدمها وأنواعها، وأرجع السبب وراء شكوى بعض المرضى بأنهم لا يجدون أثرًا من استخدم البخاخات، أن ذلك بسبب استخدامها بطريقة خاطئة، كما أن دورها تقليل النوبات وليس العلاج النهائي.
من جانبها شرحت الاختصاصية زهراء آل شهاب طرق استخدام البخاخات المستخدمة لتقليل نوبات الربو، وفق تصنيف الكبار والصغار، والتي يعتمد عليها المريض إما بشكل علاجي إسعافي، أو وقائي.
ودعت الاختصاصية رغيد العلويات إلى ضرورة تصحيح المفاهيم والمعلومات الخاطئة حول المرض، مع الالتزام بالتعليمات الطبية والمراجعة الدورية للعيادة، لمعرفة مستوى الإصابة بين الشديدة والخفيفة لإمكانية التحكم فيها، تجنب المهيجات والأطعمة التي تسبب الحساسية، والابتعاد عن التدخين، وممارسة الرياضة، وتناول الغداء الصحي، وكذلك النوم الكافي، وأخذ لقاح الأنفلونزا الموسمية.
من جانبها تطرقت مشرفة الفعالية الاختصاصية فاطمة الفرج إلى معدل الإصابة بالربو في المملكة والتي كان آخرها إحصائية عام 2020م، حيث وصلت إلى خمسة ملايين، مبينةً أن هذا الرقم يزداد مع مرور السنوات، وضمن هذه الإحصائية نجد المنطقة الشرقيةفي مقدمة المناطق المتصدرة في عدد الإصابات، مرجعةً ذلك إلى الوضع البيئي المحيط بالناس مع كثرة المصانع كونها منطقة صناعات بترولية، وزراعية، وكذلك تعرضها لموجات من الغبار على مدار السنة.
وأوضحت أن مرض الربو من الأمراض الجينية بمعنى أنه يكون موجودًا خاملًا في جسم الإنسان إذا لم يتعرض لمثيرات، وعند وجود المثير تظهر أعراضه المعروفة، وهنا يكون تشخيصه وعلاجه بطريقة مشتركة بين طبيب الأمراض الصدرية واختصاصي الرعاية التنفسية، كون المرض يتفاوت بين الأعراض البسيطة والشديدة التي تصل بالمريض إلى حالات العناية المركزة.
وأكدت أن الإصابات بمرض الربو المزمن لا يمكن تشخيصها عند الأطفال قبل عمر خمس سنوات، وفي حال إصابة الطفل بالأعراض يطلق عليه حساسية صدرية، والكثير من الأطفال بين عمر (5-6) سنوات يبدؤون في التغلب على الحساسية نتيجة قوة مناعة الجسم.
وكشفت الفرج الجهود التي تتخذها شبكة القطيف الصحية حول التصدي لمرض الربو ومنها؛ تنظيم الحملات التوعوية التثقيفية، التي توجه لجميع أفراد المجتمع، لعيش حياة مستقرة صحيًا وتوعويًا، بالإضافة إلى تقديم التشخيص والعلاج الدقيق بأحدث التقنيات الطبية طوال أيام عمل المستشفى، حيث يصل عدد الحالات التي تشخص أسبوعيًا بين (5-10) حالات من مختلف الأعمار.