أنا أومن بمعجزة الشفاء!

تعريفي البسيط جدًّا للمعجزة هو: أن الله قادر على كلّ شيء ولا يعلم أحد ما يفعل الله وأنه إذا أراد شيئًا أن يكون قال له كن، فيكون! {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ}! {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ}!

بين حرفي الكاف والنون تحصل كثير من المعاجز والله سبحانه قصّ في خبر النبيّ عيسى عليه السلام أخبارًا عن معجزاتٍ طبيّة لم تحصل قبل آنذاك: {وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي ۖ وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي ۖ وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَىٰ بِإِذْنِيۖ}. لا تذهبوا بعيدًا: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}!

النبيّ أيوب عليه السلام صاحب القصة الحزينة، نضرب بصبره المثل ونقول: يا صبر أيوب! لأنه ابتلي بلاءً انتزع منه صحته ومسه الضرّ ولما انفرجت شفتاه بالدعاء جاءه الجواب: يا أيوب، {ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ}. وجاءت المعجزة: {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ}. عادت لأيوب الصحّة وعادَ الأهل والمال!

أليست هذه معَاجز يعجز عنها الطبّ والأطباء؟ إذًا ما دام الطبيب الحقيقي هو الله فهو من في يده الشفاء والدواء والعافية وإذا أراد الشفاءَ فعل، فلا يأس من المعجزة! كثيرون في زماننا دخلوا في “غيبوبة” بقوا فيها مددًا طويلة يأسَ منهم الأهلُ والأطباء ثمّ عادوا! وكان قبلهم من ذكر القرآن مثل أهل الكهف والعزير الذي أماته الله وحماره مائة سنة ثم بعثه حيًّا ورأى معجزة الحياة بعد الموت!

ساعة يجري الطبيب الفحص بالسونار والأشعة ويقول: مريضكم هذا لا شفاء ولا دواء له فإن الطبيب – الله – في لحظةٍ واحدة بل في لمحةٍ واحدة ودعوةٍ واحدة في ظلمة الليل يمكن أن يشفيه ويبث فيه الروحَ والعافية من جديد! ويعيش سنينًا طويلة وعمرًا مديدًا! وإذا أغلقت المشافي أبوابها فإن باب المشفى الأعظم لا يُغلق أبدًا!

هذا موسى عليه السلام يقول: إِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ! هو الله وحده يشفي ويعافي. أما الأصحاء فعليهم الدعاء للمريض: “اللهم اشفه بشفائك، وداوه بدوائك، وعافه من بلائك”. فما من شيء أسرع إجابة من دعوة المؤمن لأخيه في ظهر الغيب. وقد ورد أن الله عز وجل أوحى إلى موسى عليه السلام ادعني بلسانٍ لم تعصني به، فقال: أنّي لي بذلك، فقال: ادعني بلسانِ غيرك!

كل ذلك ليقول الله لنا: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ! إذا غرقت سفنكم وخَشيتم الهلاكَ وأغلقت الأبواب، لا تيأسوا من روحِ الله، قولوا: يا ربّ وترقبوا الخلاص والنجاة فالله أقرب إليكم من أحبالِ أوردتِكم!

قال رسول الله صلى الله عليه وآله لطبيب: “إن الله عزّ وجل الطبيب، ولكنك رجل رفيق”!



error: المحتوي محمي