في سنابس.. آل درويش: 80‎% من المشكلات المدرسية بسيطة وقابلة للحل.. ويدعو لتوحيد الجهود التربوية بين المدرسة والبيت

كشفت محاضرة “المشكلات الدراسية للأبناء.. العوامل والأسباب” عن حجم المشكلات التي تواجه الطلاب والطالبات في مراحل التعليم الرسمية الثلاث (الابتدائية، المتوسطة، الثانوية)، ومن ثم مناقشتها بأسلوب تربوي بين مقدمها الموجه الطلابي بوحدة التوجيه الطلابي طالب آل درويش، والحضور من الأباء والأمهات والمربين، الذين طرحوا مشكلات أبنائهم وبناتهم الدراسية لبحث سبل حلولها بطرق تربوية.

وتصدرت كثرة الواجبات المدرسية، وتقليد الأقران وانعكاسه على التحصيل الدراسي، وكيف يتم توجيه الأبناء نحو الدافعية وحب التعلم بصورة مؤثرة وإيجابية؟ المشكلات الدراسية التي طرحها الحضور ساعين لإيجاد حلول لها بعد أن شكلت قلقًا لأبنائهم وبناتهم، ويخشون من أثرها السلبي على تحصيلهم الدراسي.

جاء ذلك في المحاضرة التي نظمها مركز سنا للإرشاد الأسري، التابع لجمعية البر الخيرية بسنابس، يوم الثلاثاء 3 ذي القعدة 1444هـ، في قبو السادة للمناسبات بسنابس، بحضور 32 شخصًا من الآباء والأمهات والمربين والمهتمين بشأن التعليم الأكاديمي، مع أكثر من 50 متابعًا خلال البث المباشر والمسجل على منصة الإنستغرام لجمعية البر الخيرية.

واختصر مقدم المحاضرة طالب آل درويش خلاصة تجربته في التوجيه والإرشاد الطلابي التي امتدت لـ30 عامًا، للحديث -من صميم التجربة- عن المشكلات الدراسية الشائعة التي يتعرض لها الطلاب وتختلف حسب المراحل الدراسية والعمرية للطلاب والطالبات، مصنفًا هذه المشكلات بين؛ السلوكية، والاجتماعية، والدراسية، والنفسية، التي تظهر في عدة صور؛ ففي المرحلة الابتدائية؛ زيادة الحركة والنشاط الزائد، الخوف من المدرسة، الصمت الاختياري، أما المرحلة المتوسطة فتكون؛ الغياب، العدوانية، التدخين، الهروب من المدرسة، وتختلف في المرحلة الثانوية نتيجة لتغيرات المرحلة العمرية وهي؛ تدني تقدير الذات، مصاحبة رفقاء السوء، تعاطي المخدرات، التأثير السلبي على أداء المعلم.

وأشار “آل درويش” إلى أن أثر المشكلات التي يمر بها الطلاب والطالبات يكون لها انعكاس وأثر واضح على الطالب في المدرسة وبين أفراد الأسرة وقد تمتد إلى علاقته في المجتمع، على الرغم من تعدد المصادر التي تسبب المشكلات بين؛ الأسرة والأقارب بنسبة 50‎%؜، و20‎% ترجع للبيئة المدرسية، والأصدقاء 10‎%، والحالة الصحية 5‎%؜، والتقاليد 5‎%؜، و10‎% للأسباب الأخرى.

وأوضح أن المشكلة المدرسية هي عبارة عن فقد الطالب القدرة على التصدي بفعالية لأي موقف سلوكي معادٍ، وعجزه عن مواجهته بالمهارات التي يملكها، مما يؤثر على أدائه الاجتماعي ويحد من فاعليته، وهنا يأتي دور التوجيه والإرشاد المدرسي للتدخل ومعرفة سببها ومنشئها الأصلي؛ هل هو من البيت أم المدرسة والمجتمع؟.

وشدد على وجود فريق تربوي متخصص لمساندة الأسرة لحل المشكلات التي يتعرض لها الطالب والطالبة، وذلك باتباع عدة خطوات متتالية هي؛ تحديد المشكلة، تحديد الأسباب، إيجاد البدائل، اختيار طريقة وأسلوب الحل، وضع خطة ومن ثم تنفيذها مع مراقبتها وتقييمها للتحقق من نجاحها.

وأكد “آل درويش” أهمية إدراك أن الآباء والأمهات سبب من أسباب وجود الأبناء وعليهم أن يكونوا مربين وعليهم كذلك مراعاة هذه المسؤولية العظيمة جدًا، بالإضافة للوعي بحجم المشكلة وحدتها على الطالب والطالبة التي تتفرع ما بين؛ بسيطة وقابلة للحل من الطالب أو الأسرة بنسبة 80‎%، وحادة وغير قابلة للحل 10‎%، و10‎% منها تحتاج مساندة مختصين وتدخلهم.

وأرشد إلى مهارات وخطوات تساعد في نجاح حل المشكلة من خلال الاعتراف بوجودها، التمهيد والتوطئة، وكذلك التخطيط المسبق قبل التدخل، مع ضرورة التواصل اللفظي والبصري مع صاحب المشكلة، مع التدرج في خطوات الحل لها، لافتًا إلى أهمية وجود المعلم أو المعلمة الواعية ذات الثقافة لفهم أبعاد المشكلة، كما أن النزول إلى فكر الطالب وعدم التعالي يعزز من الوصول وتنفيذ الحل بشكل أسرع.

واختتمت المحاضرة بوقفة تكريم من إدارة الجمعية ممثلة في نائب رئيس الجمعية عضو مجلس الإدارة حسين أبو سرير للموجه الطلابي طالب آل درويش، موجهًا شكره له على ما قدم من توجيهات تربوية تسهم في تذليل المشكلات المدرسية التي يمر بها الجميع مع أبنائهم وبناتهم.




error: المحتوي محمي