أزاحت جائزة ديزي الدولية التي تمنح للممرضين والممرضات المتميزين في تقديم الرعاية التمريضية الستار عن قصة تداخلت فيها مشاعر الأمومة مع أقدس معاني الإنسانية للممرضة فاطمة أحمد آل مهنا، من بلدة حلة محيش بمحافظة القطيف، بعد أن تخطت حدود واجباتها المهنية، لتنقذ يد طفل عربي من البتر بعد تعرضه لحادث.
وتعود تفاصيل القصة التي كشفت عنها شبكة القطيف الصحية في حفلها بيوم التمريض العالمي، صباح الأربعاء 27 شوال 1444هـ، عندما ورد اسم الممرضة فاطمة أحمد آل مهنا، ضمن المكرمين نظير ما قدموه من مسيرة عملية ترتقي بخدمات التمريض، وإعلان حصولها على جائزة ديزي الدولية التي تمنح للممرضين والممرضات المتميزين في تقديم الرعاية التمريضية، بعد ترشيحها من قبل إدارة التمريض بمستشفى القطيف المركزي.
الممرضة آل مهنا التي انتصرت في داخلها أسمى معاني الإنسانية، تعود حكايتها إلى شهر فبراير 2023م، حينما كانت تهم مسرعة لإنقاذ طفلتها ديما مصطفى الجنبي، ذات الـ7 أعوام التي تعرضت لسقوط أدى إلى جرح احتاجت فيه إلى غرز جراحية، حيث تصادف وجودها في مستشفى القطيف المركزي الذي تعمل فيه، مع وجود طفل من جنسية عربية، تقرر له تدخل جراحي فوري من أجل إنقاذ يده من البتر، إلا أن عائلته لم تكن تستطيع تحمل تكاليف العملية الجراحية وأيضًا العلاج، وكانت والدته في حيرة وقلق شديدين عبرت عنهما بكل معاني الأمومة.
وعلمت آل مهنا بحال هذا الطفل، وعلى الرغم من انشغالها بطفلتها، فإن إنسانيتها قادتها لأن تتخطى حدود واجباتها المهنية، وتوجهت مباشرة لمكتب العلاج بأجر واستعلمت عن تكاليف علاج هذا الطفل وتصدت لها, بعد أن أطلقت مبادرة فتحت فيها عنوان المشاركة مع بقية زملائها وزميلاتها, فهبوا للمساعدة واكتمل نصاب العلاج وتم دفع كامل التكاليف وتقديم الفاتورة إلى ذوي هذا الطفل، الأمر الذي أشعل أحاسيس والدته وفاضت مشاعرها وكلماتها بالدعاء.
عن الجائزة
الجدير بالذكر أن جائزة “ديزي” الدولية التي توجت بها الممرضة آل مهنا، تمنح وفقًا لمعايير معتمدة تطبق على أداء طاقم التمريض في المنشآت الخاضعة للتقييم من خلال المهارات الإكلينيكية الفريدة، والرعاية الحنونة المقدمة يوميًا من قبلهم.
وتأتي هذه الجائزة تقديرًا للمهارة المهنية، والعمل البطولي والاستثنائي الذي يقدمه الكادر التمريضي للمرضى وعائلاتهم، وتحقيقًا لأحد الأهداف الإستراتيجية التي من شأنها رفع مستوى الرضا الوظيفي للتمريض من خلال دعم الكادر التمريضي وتحفيزهم على بذل المزيد من الجهود والرعاية الاستثنائية؛ لتلبية احتياجات المرضى والارتقاء بمهنة التمريض.