منذ سنوات في إحدى المقابلات معي فاجأني سؤال؛ أين موقع زوجي مني! ومن هو بالنسبة لي؟ حينها شعرت بالارتباك وكان من الصعب الرد عليه! وما كان مني إلا أن رددت على السؤال باستحياء؛ لقد سحرتني شخصيته الرائعة، واكتشفت أمامي بعد مدة أنه معدن نقي وإنسان حقيقي، وكل علاقاتنا أساسها الاحترام.
وهنا في لحظة اتخاذ القرار، أفضل شيء فعلته، هو أن أكتب عن الرجل الذي أحبه باحترام. قررت أن أكتب عن الرجل “بعد تجربتي الصعبة عندما تعرضت لكسر قدمي ووقوف زوجي الدائم معي!” لتحفيز وإلهام حياة الكثير من سيدات المجتمع ممن أتواصل معهن.
حيث منذ أيام طرحت درسًا بالإنجليزية بعنوان ”كن ذلك الرجل في حياة المرأة” في بيتي لسيدات المجمتع وعدد الحضور 106 طالبات في فترتي الصباح والمساء.
وخلاصة محاضرتي التي لاقت قبولًا لافتًا كالآتي:
أعتقد أنه عندما أنجح حتمًا الرجل سينجح معي وفي ذات الوقت لا تكتمل المرأة دون الرجل. لكن البعض منا يجهلن ماهية الرجل الحقيقي هذه الأيام؟ هذا هو السبب في أن البعض يتساءلون أحيانًا عما إذا كان الرجل والمرأة يناسبان بعضهما البعض! أرجو من كل رجل أن يتذكر هذا: لا أعتقد أن هناك رجلًا يحترم والدته أو يحب أخته، سيؤذي وسيجرح زوجته!
بما أنك امرأة، أعتقد أن هذا الأمر جدًا مهم للاطلاع عليه. قد يكون هذا النص بالنسبة لي، هو من أفضل النصوص التي كتبتها بإحساسي على الإطلاق! لأنه إهداء لزوجي، صدقًا كل حرف أكتبه الآن هنا، أجد شخص زوجي الرجل الإنسان الحقيقي ماثلًا أمامي، ولعلي أشعر لكوني امرأة رأيت والتقيت العديد من الزملاء الرجال المختلفين، بالثقافات والمبادئ والسلوكيات أثناء وجودي في أرامكوا على مدى سبع وعشرين سنة، ولم أعرف حينها أبدًا كيف أميّز بين الرجولة والرجال. وعندما تعرفت على شخصية زوجي وفي الواقع أدركت كيف يمكن أن يكون الرجال رائعين، حينها بكيت.
نحن أيضًا نساء رائعات وعظيمات، من خلال إظهار حبنا باحترام لمن يستحق، حيث يمكننا جميعًا التعبير عن ثقتنا، بفتح قلوبنا وإظهار مشاعرنا الحقيقية، التي هي حقًا مفتاح العلاقات الهادفة مع رجالنا الأفاضل. أقول دائمًا لنفسي ولزوجي، لننظر حولنا بدهشة ما الذي يجعل القلة من الرجال سيئين، ثم يقعون في بعض المشاكل بشكل خاطئ؟! لذلك يحتاج الرجل إلى أن يكون إنسانًا حقيقيًا، ينبغي أن يكون قادرًا على الإصغاء والتحمُّل بحكمة.
نحن كنساء يمكننا أن ننسى رجلًا كسر قلوبنا، لكن لا يمكننا أبدًا أن ننسى الرجل الذي رمم جراحنا، وشافى أرواحنا وجعل ابتسامتنا تعود مرة أخرى. ينبغي علينا أن نقول: لا داعي لإضاعة المزيد من الوقت في التساؤل عما هو رجل طيب، في نفس الوقت نحتاج بقوة إلى رجل محترم، حيث لا أحد يستطيع الهروب من مصيره، ولكن بما أننا قد نحيا أفضل مع الرجل، في الوقت الذي عليه أن يعيش معنا كما يحلو له.
عندما تسأل الكثير من النساء عن الرأي بأن “كون الرجل” لا ينطوي فقط على مفهوم جسدي! وينبغي أن يكون رجلًا أيضًا محملًا بالتواضع والشرف والاحترام مع الجميع لا سيما زوجته، مع اتخاذ موقفه من أجل الحق. حيث الرجل له علاقة بالعواطف والمبادئ أيضًا، وهذا هو معروف لدى الكثير من الرجال، وعلى الرجل أن يكون مسؤولًا. نعم كونه رجلاً يعني أن يتحمل المسؤولية حتى عن جهله. كونه إنسانًا ورجلًا حقيقيًا، فليس ما لديه، أو حتى ما يفعله هو الذي يعبر عن قيمة الرجل، ولكن ماهيته! أرجوك كن ذلك الرجل في حياة المرأة.
لذا، أن تكون رجلًا ليس بالأمر السهل بل الأهم أن يكون أفضل رجل حقيقي، يمكنه أن يكون في كل جانب من جوانب حياته.
ماذا نقول عن الرجل الحقيقي لإلهام المرأة؟ الرجل ذلك الإنسان الحقيقي، يمكنه أن يعيش ويتصرف بروح في هذه الحياة، بأن يحب زوجته ويضع عائلته كأهم شيء في حياته، وهذا هو نوع الرجل الذي تريده المرأة أن تمنحه حياتها، هذا هو الشخص الذي سيحترم كرامتها، وسيبقى دائمًا بجانبها ليدعمها، ويشجعها على القيام بعمل ما هو أفضل، ويستمع إليها بكل خلية من جسده، نعم مدرك أن زوجته إنسانة قد تتعب وعليه مساعدتها، هذا هو الرجل الحقيقي الذي يحمي زوجته ويحافظ عليها.
ما أردت قوله أيضًا عن الرجل الحقيقي ليس لديه ما يخفيه عن زوجته، حيث إن حتمية صدقه معها ينبغي أن يكون مطلبًا أساسيًا، وعلى إثر ذلك سوف تثق به مهما حدث. والأهم من هذا وذاك عليه أيضًا أن يتفادى التقليل من شأنها كي لا يكسر مشاعرها وكأنها لا شيء. وبجملة جادة؛ ما يجعل الرجل حقيقيًا هو عندما تصبح أفعاله وأقواله لا تُنسى.
لهذا السبب أومن دائمًا بأن المال لا يصنع رجلًا ولا العضلات أيضًا! ولكن قوة شخصيته هي التي تصنعه وتجعله رجلًا حقيقيًا. ليدع شخصيته أن تكون قيمته وهيبته، حينها سيدرك ما يستحقه حقًا. وعلي أن أقول بأن المرأة في وجود الرجل الحقيقي يحب أن تكون امرأته. وسوف تسمح وتتيح رجولته لقلبها بالانتعاش ورغبته في إظهار جمالها وسعادتها! وبالمقابل الرجل في وجود امرأة حقيقية، يحب أن يكون زوجها فهي تلهمه ليكون بطلاً لها.
أخي الرجل الفاضل من فضلك:
• تواصل مع امرأتك في كثير من الأحيان لتشعرها بأهمية وجودها في حياتك.
• فاجئها كثيرًا بعطاياك ومديحك وثنائك.
• قدّر الأشياء التي تقوم بها زوجتك من أجلك.
• ناقش معها شؤونكم العائلية قبل اتخاذ أي قرار.
• لا تحتقر أبدًا مشاعرها.
• كن رجلاً عند كلمتك ووعدك، وكن محترمًا معها بل مخلصًا لها.
• خصص لها الوقت الكافي بعناية.
• لا يمكنك أن تكون رجلًا حقيقيًا إذا لم تعتن بأسرتك وبالدرجة الأولى زوجتك. إنها بحاجة لك.
وأخيرًا فليعذرني القرّاء لهذا الكم والزخم من مشاعري! والأجمل عندما أؤسس لنفسي عالمًا ومبدأ من الحب والاحترام والتقدير لمن يستحقه.