قد يكون السارق شخصًا يقتحم البيوت في غسق الليل ويقتلع الخزانات ويسرقها، وقد يكون طبيبًا استشاريًا تمتلئ حوائط مكتبه بالكثير من الشهادات والأوسمة، يتحدث معك بتركيز، وترتسم على فمه ابتسامة التعاطف والحب، وربما استظرف مع المراجع ببعض النكت البائخة، ثم ماذا؟! ثم يمنح المراجع تلك الورقة المشبوهة التي تسمى (طلب موافقة من التأمين لإجراء أشعة MRI أشعة الرنين المغناطيسي) هذه الأشعة التي قد تعني بنسبة ما (مشروع تحقيق Target)، لا يملك المراجع غير المختص القدرة على معرفة ضرورة عمل هذه الأشعة من عدمها، وحدهم الأطباء يمنحوننا بين الحين والآخر الكثير من التحذيرات حول بني جلدتهم من الأطباء الذي يعملون بـ(Target) في المستشفيات الخاصة، هؤلاء الأطباء يقدمون لنا الكثير من الأدلة التي تثبت أنه ليس هناك سبب تمامًا يدعو لإجراء هذه الأشعة في الحالات التي تم طلبها من هؤلاء، عند هذه النقطة سيتأكد المراجع أن هذا الطبيب غير مؤتمن، ولكن بعد ماذا؟ بعدما استطاع أن يحقق هدفه بنجاح وإتقان.
لا شك أن هناك نسبة من الأطباء يعانون من (google)، تلك المعاناة التي تعني أن يناقش شخصٌ غير مختص طبيبًا حول تشخيص ما أو طريقة علاج، الذي يبدو لي أن هذه الظاهرة في تزايد، فالكثير من الناس يعولون على قراءاتهم بل يضعونها معيارًا لتقييم المختصين، ولا شك أن ذلك غير دقيق ويمثّل أزمة للأطباء، ولكن لا يمكن في المقابل أن يُحسن الإنسان الظن في طبيب أو مستشفى شغله الشاغل وتركيزه في النسبة الأعلى من مراجعات الناس له أن يطلب أشعة (MRI) تلك الأشعة باهظة الثمن، هكذا سلوك يبعث على الشك والريبة، ولكنه مع ذلك ليس دليل إدانة، الدليل كما أعتقد هو في إعادة تشخيص الحالة من أطباء آخرين وتأكيدهم أن لا سبب علمي يدفع ذلك الطبيب لإجراء هذه الأشعة، هكذا عندما تتكرر كثيرًا الحالات التي أكد فيها أطباء آخرون أن إجراء هذه الأشعة ليس له ما يبرره حينها نستطيع أن نستنتج أن هذا المستشفى مع أطبائه هو مستشفى متلاعب ولا غضاضة حينها تمامًا كما أعتقد أن نَصِفَهُ بـ(مستشفى الحرامية).
أظن أن على كل شخص بالغ عاقل ذكرًا كان أم أنثى أن يضع في ذهنه مجموعة من الأمور التي يجب اجتنابها أو على الأقل الحذر منها، أحد هذه الأمور كما أعتقد هو الحذر من أشعة (MRI)، يعني أنه حالما يقرر الطبيب إجراء هذه الأشعة فينبغي على المراجع أن يتوجس جدًا وتتسع حدقتا عينيه ويبدأ بإجراء تحقيق مبدئي مع الطبيب حول ضرورة تلك الأشعة، ولأن الإجابات المعلبة من نسبة من الأطباء قد تكون (للتأكد من دقة التشخيص وزيادة الاطمئنان) فإن المراجع ينبغي أن يسأل من يثق فيه من الأطباء ويتأكد من وجود ضرورة حقيقية لإجراء هذه الأشعة، فإذا تأكد بالدليل القاطع أن لا سبب هنالك لإجراء هذه الأشعة إلا السرقة، حينها ينبغي أن يشارك أصدقاؤه اسم هذا الطبيب والمستشفى التابع له ويحذّرهم منه أشد التحذير؛ هذا لأن الطبيب الحرامي هو من أهم وأكبر أعداء الإنسانية ولا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يُتهاون معه ويُلتزم حياله الصمت.