أربع سَيحات تجدّد شباب نخيلها بـ 23 ألف فسيلة…!

ـ تحليل موضوعي لبيانات مشروع التحسين الزراعي بالقطيف.

(1) ـ ثلث النخيل المُثمرة يتركز في أم الحمام

على الرغم من تواضُع حجم الرقم، قياساً بالمُتخيَّل التاريخي، فإن ما يحمل شيئاً من البشارة هو وجودُ نسبةٍ غالبة من أجيال النخيل الجديدة، في سيحات العياشي وحلة محيش والجارودية وأم الحمام. هذه السيحات بالذات؛ واقعةٌ ضمن نطاق مسؤولية مشروع التحسين الزراعي في المحافظة، ريّاً وصرفاً وإشرافاً وإرشاداً. وفي بيانات هذا الجهاز؛ مؤشراتٌ إحصائية تكشف واقع الزراعة في السيحات الأربع، وربّما ترسم بعض التفاؤل لمستقبلها…!

هذه البيانات توثّق وجود 44392 نخلةً في السّيحات الأربع، طبقاً لآخر إحصاء ميداني في 2014. وهو رقمٌ ليس كبيراً حين نضعه أمام ما وصل إلينا من أوصاف نخيل القطيف. يمكن لمثل هذا العدد أن يتوزّع على خمسة أو ستة بساتين فحسب، قبل النفط، حين كانت حسابات الزكاة والضرائب وعقود “التضمين”* تتحدّث عن بساتين في كل منها آلاف من “المغارس”، أي من النخيل**..!

44 ألفاً و 392 نخلةً ليس عدداً كبيراً في سَيحات تمثّل اليوم أخلص ما تبقّى من سواد نخيل القطيف، بعد إضافة سَيحات الجش والملاحة وبرزة والتوبي والخويلدية. إلا أن المؤسف هو أن السيحات الأخيرة غير مشمولة بالمشروع، ولا نملك عنها ـ حتى الآن ـ أية إحصاءات يمكن تحليل مضامينها واستنطاق معلوماتها.

وكما سبقت الإشارة؛ فإن المبشّر هو أن 51.95% من هذا العدد الإجمالي يمثّل النخيل “غير المثمرة”، أي الأجيال الجديدة من النخيل. طبقاً للإحصاء؛ فإن في السيحات الأربع 21328 نخلة مُثمرة، مقابل 23064 نخلة غير مثمرة.. أي ما زالت فسائل صغيرة. وهذا ما نعنيه بـ “الأجيال الجديدة” التي تحمل شيئاً من البشارة لمستقبل الزراعة في السيحات، مع ضرورة توفر عوامل أُخرى بالطبع، أهمّها توقف التوسع العمراني الأفقي، واستمرار دعم المزارعين بمزيدٍ من التسهيلات.

– أم الحمام
تأتي سَيحة أم الحمام في مقدمة السيحات الأربع، فهي تضم 210 حيازات زراعية (مزارع)، قوامها 13003 نخلات. أي ما نسبته 29.2% من إجمالي نخيل السيحات الأربع. و 33.3% من النخيل المثمرة في السيحات الأربع أيضاً، وكذلك 25.5% من إجمالي النخيل غير المثمرة في السيحات الأربع.

وبتقسيم نخيل السيحة البالغ عددها 13003 نخلات على 210 مزارع؛ فإن النتيجة هي معدّلٌ عام قوامه 62 نخلة في كل مزرعة. وبحصر نخيلها المثمرة؛ يصل العدد إلى 7109 نخلات، أي ما يضارع 55%، من إجمالي نخيل أم الحمام.

لكن هناك 13 مزرعة ليس فيها أية نخلة مثمرة، مقابل 15 ليس فيها أية نخلة غير مثمرة.

يقابل ذلك وجود مزرعة واحدة تضمّ 251 نخلة مثمرة، وهي الأعلى. و 313 نخلة غير مثمرة في مزرعة أُخرى واحدة.

*توزيع جغرافي*
تتوزّع نخيل سَيحة أم الحمام على 5 نطاقات ريّ، في كلّ نطاق عدد من المزارع المرتبطة بخزّان ريٍّ يخدمها. وحسب تسميات مشروع التحسين الزراعيّ؛ فإنها تتوزع كالتالي:

1 ـ خزان الحمام C:
44 مزرعة، فيها 1603 نخلات مثمرات، و 1172 غير مثمرة.

2 ـ خزان الخيران F:
47 مزرعة، فيها 1404 نخلات مثمرة، و1152 غير مثمرة.

3 ـ خزام أم سيبانة G:
41 مزرعة، فيها 725 مثمرة، و 570 غير مثمرة.

4 ـ خزان الجويز L:
42 مزرعة، فيها 1751 مثمرة، 1947 غير مثمرة.
5 ـ خزان أبو القرون M:
36 مزرعة، فيها 1626 مثمرة، و 1053 غير مثمرات.

*ملاك ومستأجرون*
حسب البيانات أيضاً؛ وصل عدد المزارعين الذين يعملون في مزارع يملكونها إلى 64 فقط، من أصل 210 مزرعة. ما يعني أن نسبة المزارعين المستأجرين هي 69.6%. وهذه النسبة تعني ـ أيضاً ـ أن 146 من مُلّاك النخيل والأراضي الزراعية ليس لهم علاقة بالزراعة سوى الملكية. والمُلاّك ورثة أُسر، وأفراد، وأوقاف، إضافة إلى أملاك الدولة.

——
* التضمين: نظام تأجير البساتين بنظام “الصُّبرة”، أي مقابل أن يؤمن المستأجر للمالك عدداً يُتّفق عليه من قلال التمر، في نهاية الموسم.
* حدثني صديقٌ ينحدر من عائلة علمية أن جده كانت تحت يده ولايةُ على بستان واحد، في القطيف، قوامه 10 آلاف مغرس.

الصورة:
نخلة معمّرة من صنف “شَيشي” المعروف، ايضاً، بـ “الخِضْري”، في نخل “المعامرة”، بسيحة “أم الحمام” المقابلة لسيحة “حلة محيش”. التُقطت الصورة في 17 أغسطس آب 2017.


error: المحتوي محمي