لنا عادات في الأعراس “فقدناها” كما هو حال المجتمعات الأخرى لهم عاداتهم وإن اختلفت عنا لا تخلو من مشتركات بيننا “من عاداتنا في محافظة القطيف” بين الأمس واليوم: أولًا: لا احتفال يذكر عند العقد إنما صلوات وأهازيج إسلامية بسيطة “للعائلتين” لن تطول الخطوبة عن أسابيع وإن زادت بضعة أشهر لا نسمع “بطلاق” ومن المعتاد بعد الخطوبة توزع الأسماك الطازجة على الأقارب والجيران اليوم احتفالات أشبه بزواج المدة عن الدخول تطول لسنوات أكثرها تنتهي “بطلاق” أو خلافات تطول في المحاكم وإهمال.
ثانيًا: كنا نهيئ ذبائح وليمة الزواج من شهور وقبل أسابيع يجهز شباب الحي الحطب من النخيل يحضرونه إلى موقع الطبخ اليوم لا يعني هذا الأمر أحد {المطعم مَن يتولى هذه المهمة} علينا الأكل وعليه غسل الصحون.
ثالثًا: ليلة قبل الزواج من بعد صلاة العشائين الشباب يذبحون الذبائح في حظيرتها حيث كانت، يغسلون اللحم والأرز لطبخه في نهار اليوم التالي، بيتا الزوجين عامران بحركة تدل على وجود المناسبة، العروسان يحضر لهما مَن يزينهما في البيت والحي عامر بالأفراح، اليوم ليلة الزواج ويومه النساء يتفرقن في الصالونات ولا جلسة لرجال.
رابعًا: يوم الزواج من الصباح الباكر وحينما تطلع الشمس الأرحام والأصدقاء والجيران “منهم من ترك مزرعته أو عمله” يتوافدون إلى حيث بيت العريس لإعداد الوليمة “الغداء والعشاء اللذان يعطى منهما لبيت العروس ما يكفيهم أو أرز ولحم غير مطبوخين” بوجود طباخ ماهر من يأتي بالماء مَن يوقد النار مَن يضع اللحم والأرز في القدور وآخر يخرجه منها ومتخصص لتوزيع الإدام على الصحون اليوم انتهت هذه وربما لغير رجعة ارتاح المعرس ورفاقه.
خامسًا: بعد الغداء يُتوجه بالعريس إلى عين مختارة لتنظيفه (من العادة المتوارثة قدر صغير فيه أرز محضر مسبقًا بالدبس يكون أصفر اللون مائل للحمرة الفاتحة يسمى -البرنجوش- يوزع بالأكف على شكل وحدات في العين) ثم حمل المعرس على خيل مزينة من خلفه أهله ومحبوه مشيًا على الأقدام مع الموال إلى بيته تستقبله أمه وأخواته وعماته وخالاته وأبناء حارته ثم يجلس إلى غروب الشمس مولد وصلوات والعروسة إلى أقرب بئر لبيتها “لغسلها حسب تعبيرهم الدارج” والعودة بها إلى المنزل تحف بها نساء قومها صغارًا وكبارًا {أنا حُملت من عين الغرى غرب القديح إلى بيتنا في الحي الشرقي فيها} اليوم إن مررت ببيت العريس أو العروس تسأل ما لي أراه خاليًا أين ذهب أهله؟! من شارع لآخر بسيارات مزينة والنساء من صالون إلى صالة أو من صباحهم فيها.
سادسًا: بعد العشاء العريس مرهق متعب من العمل في تكريم المعازيم “الذين قدمت لهم دعوة فقط” بنفسه يلبس يتزين بالمشلح والعقال وما كان معتادًا مُحنى اليدين بعضهم والرجلين إلى أكبر مجلس وأقربه من البيت والقارئ يردد الصلوات في مولد النبي الأكرم محمد “عليه وآله أفضل الصلاة والسلام” والحاضرون يتجاوبون معه وقد حَلَت لهم الجلسة بهدوء وسكينة بصوت مسموع غير مخترق الآذان اليوم لا يستطيع أحد تمييز ما يُقال من شدته لا يُتجاوب معه لحدته مما أفقده لذته وعند الوقت المتعارف عليه يزف العريس إلى زوجته التي سبقته إلى القفص الذهبي (من العادات الموروثة عند البعض 1- تعيين حارسة أو قريبة في أول ليلة دخلة مع المعرس والعروس في نفس الغرفة لا تنام حتى لا يقترب العروسان من بعضهما إلى طلوع الفجر وسماع أذانه 2- كما هو حال البرنجوش في العين يحضر هنا ولكن الفرق يوضع تحت السرير دون المساس به ويُخرج عند الصباح 3- يعطي المعرس للعروس مبلغًا من المال كل وكرمه ومقدرته وتسمى تصبيحة أو كشف الوجه كذلك القريبون من المعرس عندما تصبح بهم يعطونها 4- تقوم العروس صبيحة الزواج بزيارة سريعة إلى والديها لتصبح عليهما ويباركا لها) لي وقفة أرجو من الجميع إعادة النظر فيها هي (رفع مكبر الصوت الزائد لا حاجة له يفقد الحفل حلاوته لا يستطع أحد المكث في المكان لعدم القدرة على تحمله فالمرجو من أصحاب المناسبة التخفيف إلى ما يناسب سمع الجميع لتكون الصلوات من المهنئين متفاعلة مرددة) خير الأمور الوسط.
سابعًا: في صبيحة اليوم الثاني للزواج. يخرج المعرس للمجلس ويأتي المباركون له يوزع عليهم الخبز والحلوة والبلاليط ويعود عند الظهر لعروسته وإلى المجلس عصرًا وليلًا وهكذا قد تصل هذه الجلسة وتكرر أحيانًا لسبعة أيام واليوم غابت هذه تمامًا إلا من جلوس البعض لليلة واحدة دون حضور يذكر. ثامنًا:في اليوم الخامس يعمل أهل العروس وليمة عشاء يذهب أهل المعرس وأقاربهم ومن يعز عليهم لتناولها وأحيانًا يُؤتى بها لبيت المعرس مطبوخة أو طازجة. تاسعًا: هل لتلك العادات من عودة في ثوب حضاري يوفق بين اليومين مع تحاشي سلبياتهما؟! ليت الأمس يعود بحلة اليوم المنتقاه؟ فأخبره عن يومنا وما فعل وهل ليت وحدها تنفع؟
بارك الله لكم الأفراح وبلغكم في الأولاد والأحفاد والأحباب.