الأمن البيولوجي والمربع الصحي البيئي

تعتبر أنشطة الخدمات البيطرية للوقاية من الأمراض الحيوانية في جميع أنحاء العالم ومكافحتها خدمة للصالح العام العالمي. ولهذه الأنشطة فوائد كبيرة تشمل الإنتاج الزراعي والأمن الغذائي وسلامة الغذاء، والصحة العامة للإنسان ورعاية الحيوان تعتبر الخدمات البيطرية بنية أساسية لنظام الوقاية من الأمراض الحيوانية ومكافحتها. ومن بين مسؤولياتها العديدة الكشف المبكر عن الأمراض والاستجابة السريعة في معالجة المتفشيات الوبائية للأمراض حديثًا أو العائدة للظهور. ويجب التركيز على تعزيز حكومة الخدمات البيطرية في جميع أنحاء العالم من أجل تحسين جودة وفعالية أنظمة الوقاية من الأمراض ومكافحتها.

قبل الشروع في أنشطة الوقاية من الأمراض الحيوانية ومكافحتها، يجب البدء بأعمال الرصد الإيجابي (المخطط له) أو الرصد السلبي المنبه للأحداث المرضية، وتعطي منظمة OIE تعريفاً لأعمال الرصد الوبائي بإنهاء الجمع المنتظم للبيانات ومقارنتها وتحليلها، ونشر المعلومات في الوقت المناسب لتصل إلى من هم بحاجة إلى معرفتها لتمكينهم من اتخاذ الإجراءات اللازمة في الوقت المناسب، كما هو وارد في القانون الصحي لحيوانات اليابسة لمنظمة الصحة تتطلب هذه الإستراتيجية تواصلاً وتعاونًا كافيًا بين جميع أصحاب المصلحة وعلى جميع مستويات سلسلة الإنتاج الحيواني، بدًءا بالمنتجين والأطباء البيطريين وصولًا إلى رأس الهرم للسلطات البيطرية في البلد المعني. حيث حصرت OIE (119 مرضًا) لحيوانات اليابسة والماء التي وصفت بأنها ذات أهمية كبيرة وذلك استنادًا للخصائص الواردة في قانوني حيوانات اليابسة بالنسبة للصحة الحيوانية والصحة والحيوانات المائية.

لذلك من آليات الاستجابة السريعة تطبيق سياسات الأمن البيولوجي مع ما يرافقها من تدابير لحماية صحة الإنسان والحيوان من المخاطر البيولوجية. ففي حالة تفشي أحد الأمراض في منطقة كانت خالية منه يتم إخلاء القطعان عن طريق وفقًا لمعايير OIE، يليه تطهير لمزارع التربية والمعدات والمركبات وتطبيق إجراءات العزل، بالتزامن مع الحظر المؤقت لحركة الحيوانات أو مراقبتها؛ ويعتبر ذلك كافيًا في كثير من الأحيان لمنع انتشار العدوى المرضية. كما يلزم تقسيم البلد إلى مناطق ومربعات خالية من المرض من أجل الحفاظ على الحركة التجارية في بلد خالٍ من الأمراض مع ضرورة تطبيق المربع الصحي هو مجموعة من القطعان الحيوانية المرباة في مزرعة تربية واحدة أو أكثر، في ظل نظام مشترك لإدارة الأمن البيولوجي، حيث تتمتع الحيوانات بوضع صحي متميز بالنسبة لمرض واحد أو عدة أمراض معروفة مع تطبيق إجراءات للرصد والمكافحة والأمن البيولوجي، من أجل استمرارية التجارة الدولية.

تحتاج جميع المربعات الصحية الحيوانية عند إنشائها إلى موافقة السلطات البيطرية الرسمية والتدقيق بشأنها. وأخيرًا من آليات الاستجابة هي عمليات التحصين الذي يعد مفيدًا جدًا في الوقاية من العديد من الأمراض ومكافحتها شريطة أن يتوافق مع برنامج معتمد لمكافحة الأمراض. وعلى كل حال فإن برنامج التحصين يحقق بحد ذاته عادةً النتائج المرجوة ما لم يشكل جزءًا من إستراتيجية رسمية متكاملة مع استخدام مجموعة من تدابير المكافحة.

عند اتخاذ قرار بالتحصين وقبل الشروع في تطبيق أي سياسة تحصينية محددة يتعيّن على الدول الأعضاء التأكد من استيفاء جميع الشروط المسبقة لتحقيق النتائج المرجوة، مثل ضمان جودة اللقاح المستخدم والشروط التي يجب القبول بموجبها بإيقاف أية سياسة تحصينية قيد التطبيق عند اللزوم (إستراتيجية الخروج).



error: المحتوي محمي