في تاريخ 11/2/1418.
وصلنا للإمتحان النهائي لمادة “كتابة الشعر” وكان الامتحان في شقين والقسم الثاني.. يختص بالكتابة الشعرية والإبداعية
وكان كالآتي:
س:اكتب قصيدة عن الشهادة أو مرابع الطفولة
على أن لا تقل عن سبعة أبيات!!
اخترت الكتابة عن مرابع الطفولة، بعد أن انتهى أكثر من نصف الوقت في الإجابة على السؤال النظري الآخر.
فجعلت أجرّ شيطان الشعر، وهو يحاول الاعتذار، لأنه مشغول جدًا.
وبعد عدة محاولات، و مفاوضات استغرقت بضع ذقائق أسفرت هذه المفاوضات عن بعض الأبيات التي لم تتجاوز العشرة، وهي في.. دنيا الطفولة
لغة البراءة
دنيا الطفولة نغمةٌ أهواها
سجد الهوى والحبُّ في دنياها
هيَ سحر أنفاس الهوى وجمالهُ
ما كنتُ أعرفُ ما الهوى إلّاها!!
هيَ فجرُ أحلامي، وبوحُ مشاعري
هيَ في فمي لحنٌ يبوحُ غناها
سكرى لذكركِ يا طفولةُ آهتي
فلقد عشقتكِ مبسمًا تيّاها
أنا في رؤاكِ، روايةٌ غزليّةٌ
عنوانها.. دنياكِ لن أنساها
يا أنتِ، أنتِ تلاوةٌ علويّةٌ
عفويّةٌ.. سبحان منْ سوّاها
يا أعذب الألحانِ فوق قياثري
يا منْ تغني في دمي.. ذكراها
كم فيكِ يا لغةَ البراءةِ نفحةٌ
عذراءَ، صيّرتِ الفؤاد هواها
للهِ أنت! فأيُّ سحرٍ فاتنٍ
أهدى الهيامَ تحيّةً لبّاها
كما كتب أخي الحبيب شفيق أبو المكارم إجابته عن موضوع الشهادة.. تحت عنوان
أغرودة الشهيد
ومضى للجهاد يرقبُ نصرًا
باحمرارِ الثرى، بدمِّ الوريدِ
وخطتْ خلف خطوهِ نظراتٌ
قد تسلّت بهزِّ مهدِ الوليدِ
فجرتْ بسمةُ المودّعِ قولًا
علمي الطفل ما معاني الشهيدِ!!
وينادي والثغرُ يبدي سرورًا
يتغنّى بذكرِ ربٍّ مجيدِ
قائلًا إنني سأغدو سعيدًا
فالحياة الحياة، من دون قيدِ
شربَ التربُ دمّهُ فتروّى
وسما زاهيًا بثوبٍ جديدِ
هكذا هكذا الشهادةُ حقًا
كأسُ مجْدٍ، ويوم عزٍ وعيدِ
توقفني حكاية هذه الورقة.. على أستاذ المادة د. نذير العظْمة.. والذي رحل قبل عهد قريب.. عن عمر 93عاما
وكم كنا نهوى محاضراته.. وأداءه الفارع، وروحه المليئة بالجمال..
د. نذير العظمة من مواليد 1930م سوريا-دمشق
-أحد مؤسسي الحداثة في العالم العربي
-أحد شعراء “مجلة شعر” برفقة يوسف الخال وخليل حاوي وأدونيس
-أول من ابتكر ما سُميَ القصيدة المدورة(1958
–عمل أستاذ كرسي اللغة العربية في جامعة بورتلاند في أمريكا.
-عمل أستاذا للنقد والأدب المقارن في جامعة الملك سعود بالرياض.
-تجاوزت مؤلفاته( 55كتابا) ..شعرا ونثرا.
رحمك الله أستاذنا الفاضل.. وتغمدك بواسع الرحمة