مع أنني أرى نفسي الآن (شايب)، ومع ذلك لا أظن أنَّ السنوات جعلتني قادرًا على عدم الاكتراث بشخص يغير دينه، أو آخر يرتكب ما هو أقرب إلى ذلك، ومع إيماني بالمقولة المكسيكية (وش علينا من الناس وش على الناس منا)، إلا أنَّ ذلك كما أعتقد يأتي في سياق إثبات مثالية زائفة لا أستطيع الاستمرار في تمثيل دورها، هكذا إذًا أجد نفسي مثخنًا بجراح الأسى حينما أرى تلك المشاهد المؤلمة ولا أستطيع حيالها قول (بالطقاق يطقهم) أو (لجهنم)، لأنَّ هؤلاء شئنا أم أبينا إخواننا ويؤلمنا كثيرًا أن يصل بهم الحال إلى ما هو عليه.
أظن أننا جميعًا مسؤولون بنسب متفاوتة عن كل شاب شعره (كاريه)، وكل بنت ثوبي أستر من عباءتها، السبب هو أن التربية مشروع اجتماعي كامل، وحينما لا يقوم الوالدان بدورهما كما يجب ويلتزم المجتمع الصمت فسنجد الكثير من المشاهد المخزية التي تسبب لنا العديد من المشكلات الصحية والنفسية، الملحدون وأشباههم نتيجة!!، الضاربون بعرض الحائط بقيم دينهم ومجتمعم نتيجة!!، المحاربون لعلماء دينهم ومذهبهم نتيجة!!، كل هؤلاء نتائج لمجتمع لم يقم بدوره كما ينبغي في تربية أبنائه، هذا الأب الذي أقصى آماله في هذه الدنيا أن يكون ابنه طبيبًا حتى وإن عبد (بقرة)، هذا المدرس الذي أقصى أمانيه ان ينهي دوامه ليخطط لمسائه الجميل حتى وإن أصبح طلابه في أدنى درجات الأخلاق، هذا الجار الذي يطبق مبدأ (لا أسمع، لا أرى، لا أتكلم) حتى وإن امتلأت جيوب أطفال جيرانه بالمخدرات، كل هؤلاء يسهمون شاؤوا أم أبوا في خلق كل مشاهد الخزي والعار في المجتمع، لأن الدين والأخلاق والقيم نكت يستظرف بعضهم بتناقلها، أو لا أقل من اعتقادهم ولو ضمنيًا بسخف طرحها على الناس.
لا شك أن النتائج في التربية لا تتبع أخس المقدمات، فربما تجد ضالًا قد بذل والداه أقصى جهد في تربيته التربية الصالحة وأصبح على نقيض ذلك، من هنا حذارِ من تعميم واقع الأبناء على أسرهم، ولكن لا ينفي أن هناك نسبة قد لا تكون قليلة من الضحايا أسهمت الأُسر والمجتمع بتقصيرهم في الارتقاء بمداركهم وأخلاقهم في جعلهم كما يشاهدهم الناس الآن، ولو بذلت جميع أدوات التربية -بدءًا من المنزل مرورًا بالمدرس والجار والصديق نهاية بالواعظ- دورهم كما ينبغي لكان الوضع كما أظن افضل مما نراه اليوم، ولم نجد الكثير من المشاهد المؤلمة من حولنا.