استطاعت الفنانة التشكيلية زينب محمد سلمان آل لباد أن توثق علاقة الحب التي ربطتها بالخيل الأصيلة منذ صغرها ومزجها بالخط العربي من خلال ثلاث لوحات تشكيلية شاركت بها في معرض “روازن” بالقطيف، لتعقد فسحة جمالية للعيون لإبراز الهوية العربية بالمزاوجة بين الخيل والخط العربي واللون.
وتحدثت “آل لباد” عن مشاركتها بلوحاتها الثلاث لـ«القطيف اليوم» قائلةً: “اتفقت اللوحات الثلاث على رسم الخيل العربية الأصيلة وعبارة الخط العربي: قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم “الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة”، وبمقاس 30*30 لكل لوحة، واستخدمت فيها البخاخات مع شرائح الإستنسيل، ولوحة كانت الخلفية بألوان الإكريليك، واختلف الأسلوب والألوان لكل لوحة، وأنجزتهم خلال يومين.
ووجدت في الخيل الذي شغفت به منذ طفولتها منفذًا للتعبير عن ذاتها، بوصفه رمزًا للأصالة والشموخ والتحمل ورمزًا للجمال والعزة والقوة، مشيرةً إلى أن للخيل سرًا جاذبًا للروح ومن واجبها أن تضفي عليه بعضًا من المشاعر في لوحاتها، إذ إن الفنان التشكيلي دائمًا يبحث عن الجمال ويبدع فيه ويوثقه، مبينة أن دمجها للخط العربي مع الخيل لارتباطه بالثقافة العربية الأصيلة بوصفه عنصرًا أساسيًا في صقل تاريخ الشعوب الإسلامية خاصةً والعربية عامة.
وذكرت ابنة العوامية والتي تعمل ممرضة في قسم العمليات أن جائحة “كورونا” وعدم الخروج من المنزل جعلها تكتشف موهبتها الفنية وتمارس الرسم، حيث كانت تعشق الفن بجميع أنواعه ويجذبها بشكل غير طبيعي وتشعر بالراحة التامة برؤية الأعمال الفنية والتأمل فيها بدقة، ولم تتوقع أنها تمتلك المقدرة على أن تصبح فنانة تشكيلية.
وأرجعت السبب في ذلك بأنه ربما يكون وراثيًا، فأخوها الأكبر علي آل لباد فنان منذ صغره وأختها فاطمة وابن خالها عبد الله عيسى آل لباد فنانان ولديهما أعمال فنية جميلة، مشيرةً إلى أن لديها موهبة كتابة الخواطر منذ أن كان عمرها 12 عامًا وتهوى ركوب الخيل والغوص والسباحة في البحر لمسافات بعيدة.
وأوضحت أن سبب مشاركتها في المعارض الفنية هو تعريف المجتمع بفنها والتعرف على الفنانين وأعمالهم لتكتسب منهم خبراتهم المتنوعة وتعزز ثقتها بنفسها وتتطور للأفضل، وكذلك الاستماع لرأي زوار المعارض ومحبي الفن، لافتةً إلى أن مشاركتها في “روازن” هي المرة الأولى بينما شاركت في معارض أخرى.
وشاركت “آل لباد” في الكثير من المعارض والمهرجانات كمهرجان “حرفيون”، وجمعية جسفت للفنون التشكيلية في الدمام، ومهرجان الرامس في العوامية، ومهرجان “لنشاركهم” لذوي الإعاقة، وفي معرض أقيم في قاعة نادي الترجي مع الفنان محمد المصلي، ومهرجان بستان قصر تاروت وغيرها من المعارض والمهرجانات، إضافةً إلى الرسم المباشر في عدد من الفعاليات والمناسبات.
وحصلت على شهادات شكر من برنامج الرعاية والتأهيل على ما قدمت لهم من أعمال ومشاركات ومن سايتك الخبر، والكثير من الدورات المتنوعة موثوقة من جمعية جسفت للفنون التشكيلية بفرع الدمام.
وقدمت “آل لباد” شكرها وامتنانها لأهلها وصديقاتها وللفنانة التشكيلية مواهب الجراش؛ لدعمها المعنوي منذ دخولها في عالم الفن، ولعلوي الخباز، والفنان محمد المصلي، والفنان زمان جاسم على ما قدموه من دعم وجهود.
يذكر أن النسخة الثالثة من روازن التي تنظّمها جماعة الفن التشكيلي، التابعة لجمعية التنمية الأهلية بالقطيف، تقام على صالة علوي الخباز، وتستقبل زوارها من الساعة 5:00 إلى الساعة 10:00 مساء حتى يوم الجمعة 22 شوال 1444هـ.