من ترونهم نحفاء مثل الخيال، يجوبون الشوارع يستجدون المالَ من النّاس في بعض المجتمعات، لم يبدأوا هكذا! تُظهر الدراسات الاجتماعيّة أن نسبةً كبيرة من الطلاب والشباب أبناء الأثرياء في الولايات المتحدة الأمريكية يعانون من مشاكل الكحول والمخدرات. لا أعلم إذا كانت خلاصة الدراسات تتطابق مع واقعنا في العالم العربيّ أم لا، لكنها منطقية جدًّا!
حكاية الإدمان تشبه حكاية الشيطان مع الإنسان {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم}! تاجر (شيطان) يبيع سمومًا ويدعو لها وشابّ أو غير شاب يظنّ أن في الأمر متعة؛ عنده صحة ومال ويشتري غرامًا واحدًا ويبدأ شهر العسل مع السموم!
علاقة جميلة جدًّا في البداية؛ نشوة وطرب وقوة ولكن ما إن تستحوذ هذه الموادّ على العقل والجسم فلا تتركه حتى يكون مثل العظام النخرة – شديد الضعف – وفقيرًا من المال. أما الشيطان – التاجر المزيف – فإذا بقي حرًّا طليقًا فإنه ينتقل من ضحيةٍ إلى أخرى، يسلبها الصحةَ والمالَ والجمال!
دعوتنا لكل شابّ وشابة ومن تستهويه التجربة: لا تبدأ علاقةً مع الشيطان! إذا دعاك فبكلّ بساطة ارفض هذه الدعوة ولا تستجب له. هناك مليون متعة في الحياة مسلّية ومفيدة؛ عمل، دراسة، قراءة، رياضة، علاقات عامة، وغير ذلك من متع الحياة ومشاغلها!
ثم دعوة لكل أسرة لديها شاب أينما كانت؛ شبكة الأمان هي أنتم وليس أصدقاء السوء والسهر وقضاء الوقت مع الشياطين. عندما يحتاج الشابّ والشابة كتفًا يسند رأسه إليه أو شخصًا يبثّ له همومه، ذلك الوقت – وقت الضعف – هو أفضل وقت للشيطان أن يغريه: جرّب هذا السم وترتح، جرب هذا واستمتع! ثم كما يقول الشاعر:
الآنَ إذ علقت مخالبنا به ** يرجو النجاةَ ولاتَ حينَ مناصِ
شبان وشابات وغير ذلك من مختلف الأعمار والأجناس ترونهم في بعض المجتمعات يفترشون الأرضَ فوق الأرصفة، يستجدون المال ويكلمون أنفسهم على الدوام، تحسبهم مجانين وهم كذلك مجانين. هؤلاء المجانين كانوا أصحّاء، نُضراء الوجوه، ممتلئين بالشحمِ واللحم قبل أن تسلبهم السمومُ العافيةَ والمال!
خلاصة الفكرة: خذها مني صريحة، لن ينفعكَ أحد حين تسقط في هذه الحفرة والهاوية فلا تسقط فيها؛ لا تجرب سمًّا قاتلًا! في الحياة مليون متعة، جربها بدلًا من ذلك! العاقل من يتعلم من أخطاء من سبقه! إذا كنت شابًّا فأنت محل اهتمام والخير منك وفيك مرجوّ. روي عن الرسول صلى الله عليه وآله: “أوصيكُم بِالشُّبّانِ خَيراً فَإِنَّهُم أرَقُّ أفئِدَةً، إنَّ اللَّهَ بَعَثَني بَشيرًا ونَذيرًا فَحالَفَنِي الشُّبّانُ وخالَفَنِي الشُّيوخُ”.